حكاية طفل يمني في البحث عن علاجه المفقود
- الأناضول الجمعة, 09 يونيو, 2023 - 07:26 مساءً
حكاية طفل يمني في البحث عن علاجه المفقود

يتصدر اليمن قائمة البلدان الأشد فقرًا وأقلها نموًا في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير البنك الدولي الصادر في 21 مارس 2023، وذلك بسبب الحرب الدائرة من سنوات.

 

ونتيجة ذلك، دخلت أسر يمنية عديدة مرحلة الفقر المدقع والجوع، علاوة على ذلك فقدان أبسط مقومات الرعاية الصحية والعلاج لأكثر من 4 ملايين يمني، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بما في ذلك الغذاء والدواء.

 

وفي أحد أكوا قرية الجعدة بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، تحدث محمد أحمد عاتي (نازح مع أطفاله السبعة، وزوجته)، عن مرارة فقدان أرضه ومصدر رزقه الوحيد، ما أدى إلى عدم قدرته على تأمين متطلبات الحياة اليومية لأسرته، ناهيك عن توفير نفقات العلاج لطفله إبراهيم.

 

النزوح مشيا

 

ويقول عاتي (34 عامًا) للأناضول "على وقع أصوات الأسلحة الثقيلة القريبة من قريتنا اضطررنا للنزوح، قبل 4 أعوام، مشيًا على أقدمنا"، مؤكدًا على ترجله مع أطفاله حاملين إبراهيم الذي لا يقوى على السير لأسباب صحية "لمسافة تصل 10 كيلو مترات".

 

3 أعوام بحثا عن علاج

 

وأشار عاتي بينما طفله إبراهيم مستلق على سرير تقليدي إلى "الديون التي أثقلت كاهله في رحلة علاج طفله ذو السبعة أعوام"، مضيفًا أنه "أصبح عاجزًا عن تأمين تكاليف العلاج والدواء لطفله للعام الثالث".

 

ويكابد إبراهيم محمد عاتي من انحناء ظهره، إضافة إلى ورم أسفل الظهر ناهيك عن التبول اللاإرادي.

 

وأوضح والد الطفل إبراهيم للأناضول قائلاً "في بداية رحلة العلاج، أخبرني الأطباء في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء بضرورة إجراء عمليتين جراحيتين حال بلوغه عامه الرابع".

 

وأضاف عاتي "رجعت إلى قريتي لجمع المال من خلال بيع محصول البطيخ، إضافة إلى بيع جزء من ذهب زوجتي فضلاً عن الانتظار لمدة عام وفقًا لإرشادات الأطباء".

 

"كانت كارثة علينا، في تلك السنة تحولت منازلنا ومزارعنا إلى خط تماس ومواجهات بين أطراف النزع، علاوة على ذلك خرجت مع عائلتي خالي الوفاض بحثًا عن مأوى ومستقبل مجهول وفقدان الأمل علاج طفلي إبراهيم" أردف عاتي.

 

تشارك الأوجاع

 

وتقول أم إبراهيم، فوزيه أبكر للأناضول "غادرت الابتسامة منزلنا وقلبي يعتصر قهرًا على إبراهيم ونتشارك أوجاعه التي تتعاظم مع تقدمه في العمر".

 

وأكدت أبكر أن "طفلها يتحرك بصعوبة ولا يستطع الوقوف طويلا إلا بمساعدة".

 

وأشارت أن "إبراهيم يقضي معظم وقته مستلق على جانبه الأيسر في غرفة معيشته (كوخ) بعيدًا عن إخوانه وأطفال القرية وسط حالة من الصمت والعزلة".

 

ونوهت إلى أنها "تأخذ طفلها عند اشتداد ألمه مشيًا على الاقدام لمسافة تصل قرابة الكيلومتر إلى المركز الصحي بحثًا عن العلاج في ظل الخذلان المتكرر".

 

فقط مسكنات

 

ويقول الأطباء في مركز الجعدة الصحي بمديرية ميدي شمال محافظة حجة للأناضول أنه تأتيهم "حالات متعددة لأمراض مستعصية من ضمنهم حالة الطفل إبراهيم مع عدم قدرتنا على تقديم إي خدمات صحية لهم إلا المسكنات لتخفيف ألمهم".

 

وتواجه أكثر من 1200 أسرة نازحة في 67 موقع نزوح داخلي بالمديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا بمحافظة حجة الحدودية مع المملكة العربية السعودية، أوضاعا إنسانية ومعيشية صعبة للغاية في ضوء غياب المساعدات الإنسانية.

 

في مارس الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف": لا يزال وضع الأطفال النازحين يُثير قلقاً بالغاً، وأكثر من 2,3 مليون طفل حيث لا يحصلون على ما يكفي لسد احتياجاتهم في مجال الصحة والتغذية والتعليم والحماية والمياه.

 

و أشارت المنظمة الأممية أن "أكثر من 540 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد حياتهم، حيث يموت طفل واحد كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها".

 

في غضون ذلك، حذرت "اليونيسف " مؤخرا عبر تغريدة على تويتر من أن "ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر المجاعة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، تضمن توفير المساعدات المنقذة لحياتهم".

 

وأوضحت أن "ما يقرب من 6 ملايين طفل في اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة".


التعليقات