محطة قطارات حيدر باشا.. إرث عثماني يأخذك إلى مكة
- الأناضول الأحد, 26 نوفمبر, 2023 - 01:37 مساءً
محطة قطارات حيدر باشا.. إرث عثماني يأخذك إلى مكة

خضعت محطة قطار "حيدر باشا" التاريخية بمدينة إسطنبول لأعمال ترميم هي الأكبر في تاريخها، أعادت أقساما بالمحطة إلى حالتها الأصلية.

 

بدأ إنشاء المبنى الحالي للمحطة الواقعة على رصيف "قاضي كوي" البحري في 30 مايو/ أيار 1906، بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ليكتمل إنشاؤه في 19 أغسطس/ آب 1908.

 

ويُنقل عن السلطان عبدالحميد الثاني أمر إنشاء المبنى الذي قال فيه: "ابنوا صرحا حيث تلتقي السكك الحديدية بالبحر، حتى إذا نظر إليه أفراد شعبي يقولون: ’بمجرد صعودك (القطار) من هنا يمكنك السفر إلى مكة دون أن تنزل".

 

وتعتبر المحطة التي كانت نقطة انطلاق خط سكة حديد اسطنبول - بغداد/الحجاز، إرثا ثقافيا مهما لتركيا.

 

وأنشئت المحطة من قبل المعماريين الألمان أوتو ريتر وهيلموت كونو، وتعرضت عبر تاريخها الممتد 114 عاما لحوادث عديدة ومؤسفة.

 

استخدمت المحطة خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وحرب استقلال تركيا (1919-1923) كمخزن للأسلحة، ما أدى لتعرضها للتخريب في 6 سبتمبر/ أيلول 1917 إثر انفجار ذخيرة داخلها خلفت أضرارا جسيمة.

 

وفي الذكرى الـ 10 لإعلان الجمهورية التركية عام 1933، أعيد إنشاء المحطة بشكل مطابق لشكلها الأول، وعام 1976 خضعت لأعمال ترميم شاملة في بعض أقسامها، إلا أنها ما لبثت أن تعرضت لأضرار إثر احتراق ناقلة قبالة المحطة عام 1979 كانت محملة بالوقود.

 

وفي 2010، احترقت أجزاء من سقف المحطة، لتخضع للترميم عام 2016 وتعود قاعة الانتظار والطابق الأخير إلى حالتهما الأصلية، بينما استمر العمل في الواجهات الخارجية والمباني الملحقة بالمحطة.

 

** "بوابة إسطنبول على الأناضول"

 

وفي حديث للأناضول بشأن أعمال الترميم، قالت المهندسة المعمارية شهداء قورقماز، إن المحطة كانت تعتبر ذات يوم "بوابة إسطنبول المفتوحة على الأناضول".

 

وأشارت أن "ترميم المحطة تم بطريقة مفصلة ودقيقة للغاية"، لافتة إلى "اكتمال أعمال ترميم الزخارف والديكورات والزجاج المعشق والساعات التاريخية وورق الجدران والأبواب الخشبية والتفاصيل الأخرى في قاعة الانتظار".

 

ونوهت قورقماز إلى افتتاح مقلع خاص لتوفير الحجارة اللازمة لترميم مبنى المحطة.

 

بدورها أفادت المهندسة المعمارية فاطمة نور هارمانجي، أن السقف الخشبي للمبنى خضع لترميمات باستخدام تقنيات تساعد في تأخير انتشار الحريق.

 

وأوضحت أن "جميع الساعات المنتشرة في المبنى، سيما الساعة الكبيرة، تم ترميمها بما يتوافق مع حالتها الأصلية".


التعليقات