خبراء غربيون: خطة السلام في اليمن تعزز نفوذ الحوثيين.. والسعودية تسير على حبل مشدود
- غرفة الأخبار الثلاثاء, 02 يناير, 2024 - 11:08 صباحاً
خبراء غربيون: خطة السلام في اليمن تعزز نفوذ الحوثيين.. والسعودية تسير على حبل مشدود

[ وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان مع وفد الحوثيين بالرياض ]

قال خبراء غربيون إن المملكة العربية السعودية وجدت نفسها تسير على حبل مشدود إذ تمثل خطة السلام في اليمن خروجا لها من الحرب، لكنها تعزز في الوقت نفسه من نفوذ الحوثيين.

 

ونقلت وكالة دويتشه فيلله، عن توماس جونو، الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا الكندية، قوله إن الأمر لا يتعلق بـ"عملية سلام ولن يجلب سلاما وتنمية واستقرارا إلى اليمن. تمثل المحادثات الأخيرة عملية سياسية يتفاوض من خلالها الحوثيون والسعودية على هزيمة السعودية وانسحابها النهائي من اليمن".

 

وأضاف جونو أنه منذ أن بدأت السعودية تدخلها العسكري في اليمن، كانت ترمي في نهاية المطاف إلى دحر الحوثيين، لكنها بعد "تسع سنوات تقريبا، لم تتمكن (الرياض) من دحر الحوثيين وليس هذا بحسب، بل أصبح الحوثيون أكثر قوة بكثير مقارنة بما كانوا عليه قبل بدء الحرب".

 

كما نقلت الوكالة عن سامي حمدي، المدير الإداري لشركة "إنترناشيونال إنترست" للاستشارات الدولية ومقرها لندن، قوله إن "السعودية تستخدم الحكومة (اليمنية) المعترف بها دوليا كمظلة للتفاوض بهدف إبرام اتفاق ثنائي حصري يوقف الحوثيون بموجبه هجماتهم الصاروخية عليها".

 

ومع بدء مفاوضات مع الحوثيين وطهران، شرعت الرياض في مسار يرمي في نهاية المطاف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن عقب هجوم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي والحرب في غزة قررت السعودية تجميد مفاوضات التطبيع.

 

وفي ذلك، قال حمدي "باتت السعودية في موقف حرج حيث تسعى إلى تدشين علاقات أكثر دفئا مع إسرائيل على أمل أن يساعد ذلك في إقناع الولايات المتحدة بتقديم اتفاقية أمنية على غرار الناتو تستطيع من خلالها السعودية مقاومة إيران ووكلائها في العراق، لكن الرياض في الوقت نفسه تحاول تفادي أن يُنظر إليها على أنها مرتبطة بشكل وثيق بإسرائيل".

 

وفي تعليقه، قال سيباستيان سونز، كبير الباحثين في مركز البحوث التطبيقية بالشراكة مع الشرق (كاربو)، إن "السعودية لا ترغب في التخلي عن عملية التفاوض مع الحوثيين ولا تعريض أمن الحدود المشتركة مع اليمن للخطر".

 

وأضاف سونز، مؤلف كتاب (الحكام الجدد للخليج)، إنه يتعين النظر إلى "عزوف السعودية في الانضمام إلى التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر في هذا السياق".

 

بيد أنّ الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فابيان هينز، يقول إن دور السعودية في عملية "حارس الازدهار" لم يكن ليغير قواعد اللعبة من المنظور العسكري.

 

ويضيف "الأنظمة التي نشرها الأمريكيون بشكل خاص مصممة للتعامل مع الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية التي يستخدمها الحوثيون. يكمن التهديد الحقيقي في الحرب غير المتكافئة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، حيث يمارسون ضغوطا أكبر بكثير على إسرائيل والدول الغربية من خلال التعطيل (الملاحة الدولية) بدلا من هزيمة قوات بحرية غربية".

 

وقبل أيام، نشرت مجموعات محسوبة على الحوثيين عبر تطبيق المراسلة "تيليغرام" خرائط لكابلات الإنترنت البحرية التي تمر في البحر الأحمر، الأمر الذي عده البعض تهديدا لخطوط الشبكة العالمية.

 

وفي هذا السياق، يرى سامي حمدي أن هذا الأمر يشير ضمنيا إلى نوع من "الغطرسة"، قائلا "يتصرف الحوثيون وهم يدركون أن تصرفاتهم لن تكون لها أي عواقب على محادثات السلام [اليمنية] حتى لو تفاقم الوضع في البحر الأحمر".

 

من جانبه، قال توماس جونو إن اليمن من المرجح أنه مقبل على "مرحلة جديدة في الحرب سيكون فيها الحوثيون أكثر قوة وسيسعون فيها إلى بسط حكمهم داخل البلاد وخارجها. من الواضح في الوقت الراهن أن (الحوثيين) يطمحون في أن يصبحوا قوة إقليمية مشاكسة".

 

وأضاف أن العلاقة المباشرة بين العملية السياسية الراهنة والمتمثلة بالتفاوض بين الحوثيين والسعودية من جهة والأجندة التوسعية للحوثيين في البحر الأحمر والمعادية لإسرائيل من جهة أخرى باتت أكثر واضحا الشهر الماضي، قائلا: "القاسم المشترك في الأمرين يشير إلى أن الحوثيين انتصروا في الحرب في اليمن".

 

 


التعليقات