البحر الأحمر.. أزمة تفعّل أهم البدائل لطرق التجارة
- الأناضول الجمعة, 02 فبراير, 2024 - 11:06 صباحاً
البحر الأحمر.. أزمة تفعّل أهم البدائل لطرق التجارة

بنسبة 67 بالمئة ارتفعت حركة الملاحة عبر طريق "رأس الرجاء الصالح" جنوب دولة جنوب إفريقيا، خلال يناير/كانون ثاني الماضي مقارنة مع ديسمبر/كانون أول السابق له.

 

و"رأس الرجاء الصالح" هو ممر بحري يربط بين آسيا وإفريقيا عبر الدوران حول القارة السمراء في مسار يربط بين المحيطين الهندي والأطلسي.

 

ووجدت سفن الشحن في "رأس الرجاء الصالح" بديلا للبحر الأحمر ومضيق باب المندب اللذين بدأت حركة الملاحة فيهما تتعثر بسبب الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن المرتبطة بإسرائيل.

 

و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

 

ومع تدخل واشنطن ولندن ودول أخرى شكلت مجتمعة تحالفاً لمنع هجمات الحوثي في مضيق باب المندب، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

 

وبوتيرة متقطعة منذ 12 يناير الماضي، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

 

وأمام هذه التطورات، بدأت تظهر بدائل لطريق التجارة الأبرز من الشرق إلى الغرب أو العكس، المتمثلة بمضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر وصولا إلى قناة السويس، ومنها إلى البحر المتوسط ثم إلى أوروبا أو السواحل الشرقية الأمريكية.

 

ويظهر موقع مؤسسة التخليص الجمركي الأمريكية، وبيانات أخرى صادرة عن شركات عالمية لتتبع حركة الملاحة البحرية، مثل "Vessel Tracker"، أبرز طرق الشحن البديلة عن البحر الأحمر، لكن جميعها تحتاج وقتا أطول للوصول إلى وجهتها النهائية.

 

طرق بديلة

 

أولاً: الشحن المباشر عبر المحيط الهادئ من الموانئ الآسيوية إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وهي طريق مستخدمة بشكل اعتيادي منذ عقود، للسلع المتجهة من شرق آسيا إلى غرب الولايات المتحدة أو العكس.

 

قد تصبح هذه الطريق بديلا لسواحل الولايات المتحدة الشرقية، من خلال وصول البضائع إلى الشواطئ الغربية الأمريكية، ومنها تنتقل برا وصولا إلى وجهتها النهائية في شرق الولايات المتحدة.

 

ثانياً: الشحن البري على طول خط السكك الحديدية السريع بين الصين وأوروبا (CRE)، وهي طريق تجارية برية قوامها خط سكك حديد يمتد من الصين مرورا بدول وسط آسيا، وصولا إلى أوروبا.

 

إلا أن السلع المتجهة من آسيا إلى الأسواق الشرقية الأمريكية، قد تتخذ هذه الطريق البرية وصولا إلى أوروبا الغربية، ومن هناك تنتقل عبر السفن عابرة المحيط الأطلسي إلى وجهتها النهائية.

 

بالتالي، فإن شركات الشحن التي تحتاج إلى الوصول إلى الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة، ستجد في الطريق البرية التي توفرها شركة CRE خيارا قابلا للتطبيق.

 

فيمكن أن تسافر البضائع عن طريق السكك الحديدية المباشرة من مراكز الإنتاج المختلفة في الصين، إلى مدن متعددة في أوروبا، بما في ذلك الميناء الرئيسي في ألمانيا في هامبورغ.

 

يتراوح متوسط أوقات السفر بين 12 و20 يوما من آسيا لأوروبا حسب نقاط الوجهة النهائية، مقارنة مع قرابة أسبوعين من آسيا إلى أقصى غرب أوروبا عبر البحر الأحمر.

 

وتقول مؤسسة التخليص الجمركي الأمريكية، إنه منذ بدء الصراع في البحر الأحمر، زادت حركة التجارة على طول خطوط السكك الحديدية CRE بنحو 30 بالمئة.

 

ثالثا: الطريق البديل الأكثر شيوعا للسفن المسافرة من موانئ آسيا إلى أوروبا والساحل الشرقي لأمريكا الشمالية يأخذها حول إفريقيا ورأس الرجاء الصالح.

 

وبحسب بيانات لمنظمة التجارة العالمية، يضيف المسار المار من جنوب دولة جنوب إفريقيا، ما بين أسبوع إلى 10 أيام أكثر لوصول السلع لوجهتها النهائية سواء إلى أوروبا أو السواحل الشرقية الأمريكية.

 

رابعاً: طريق التجارة من المحيط الهندي إلى مضيق هرمز وصولا إلى موانئ مدينة البصرة (جنوب شرق العراق)، ومنها تكمل رحلاتها براً وصولا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.

 

ومن تركيا تتجه السلع براً كذلك إما لمنطقة البحر الأسود للسلع المتجهة إلى شرق أوروبا، أو إلى البحر المتوسط أو تكمل طريقها براً عبر خط سكك حديدية "باكو - تبليسي - قارص".

 

ويبلغ طول خط باكو ـ تبليسي ـ قارص 838 كم، 76 كم منها تمر عبر تركيا، و295 كم من جورجيا، و503 من أذربيجان.

 

ودخل الخط حيز الخدمة في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بالتعاون بين كل من تركيا وأذربيجان وجورجيا، ليكون أحد أهم خطوط النقل في خط الحرير الممتد من الصين إلى أوروبا.

 

خامسا: منذ سنوات، تروج روسيا لطريق بحر الشمال الممتد على طول الساحل السيبيري، أي الالتفاف حول روسيا لنقطة الالتقاء في أوروبا.


التعليقات