[ وكالة الطاقة: الهند تتخلى عن الغاز المسال الأميركي بسبب توترات البحر الأحمر ]
قالت وكالة الطاقة الدولية إن واردات الهند من الغاز المسال الأميركي تأثرت بسبب التوترات الأمنية الجارية في البحر الأحمر، إذ دفعت الصراعات شركة غايل إنديا (Gail India) إلى بيع بعض شحناتها في أميركا لمشترين آخرين مقابل تدبير شحنات أخرى من دول الخليج.
وذكرت الوكالة أن شركة غايل، أكبر شركة توزيع للغاز الطبيعي في الهند، تعتزم طرح المزيد من العطاءات لمبادلة شحنات غاز مسال أميركية بإمدادات أقرب إلى الهند خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب الوكالة فإن شركة غايل إنديا ستعمل عائدات بيع شحنات الغاز المسال الأميركي، للحصول على شحنات فورية من دول الخليج، وهي شحنات لا يتعيّن مرورها عبر قناة السويس للوصول إلى الهند.
وقال مدير التسويق في شركة غايل إنديا، سانجاي كومار، على هامش أسبوع الطاقة الهندي بولاية غوا في 9 فبراير/شباط الجاري، إن الشركة باعت شحنات من الغاز المسال الأميركي التي حصلت عليها من محطة شينير إنرجي (Cheniere Energy) الأميركية في خليج المكسيك إلى أعلى مُشترٍ مُزايد من أوروبا، وفقًا لما نشرته وكالة آرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وتمتلك الشركة الهندية ما إجماليه 5.8 مليون طن سنويًا من عقود توريد الوقود فائق التبريد مع محطة تصدير الغاز المسال الأميركي سابين باس (Sabine Pass)، التابعة لشركة شينير إنرجي التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 33 مليون طن سنويًا.
ولدى شركة غايل إنديا تعاقدات توريد -لمدة 20 عامًا- مع محطة كوف بوينت (Cove Point)، التابعة لشركة دومنين إنرجي (Dominion Energy)، البالغة طاقتها الاستيعابية 5.75 مليون طن سنويًا.
واضطرت الشركة الهندية إلى النظر في بيع شحنات الغاز المسال الأميركي إلى مشترين آخرين، خاصة أوروبا، بعد أن عادت 3 سفن سلمت شحنات إلى غايل من الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني عبر طريق رأس الرجاء الصالح بدلًا من المرور عبر قناة السويس.
عقبات على طريق التجارة
أدى الصراع في البحر الأحمر منذ ديسمبر/كانون الأول (2023) إلى تعطيل عمليات الشحن، إذ سلكت الناقلات المتجهة إلى الهند الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح.
وقال مدير التسويق في شركة غايل إنديا، سانجاي كومار، إن عدم القدرة على مرور السفن عبر قناة السويس يضيف ما يصل إلى 7 أيام من التأخير لشحنات الغاز المسال الأميركي، قبل أن تصل إلى محطة داهج لاستيراد الغاز المسال، البالغة طاقتها 17.5 مليون طن سنويًا على الساحل الغربي للهند.
ومن المتوقع أيضًا أن تواجه أحدث سفينة وصلت إلى المواني الهندية، التي تسمى "غايل إرجا" (Gail Urja)، تأخيرًا لمدة أسبوع آخر، إذ ستعود إلى الولايات المتحدة عبر رأس الرجاء الصالح.
وأبحرت السفينة بلباو كنوتسن (Bilbao Knutsen) التي تحمل شحنة من شركة ترينيداد أتلانتيك للغاز المسال (Trinidad's Atlantic LNG)، عبر رأس الرجاء الصالح بدلًا من طريق قناة السويس التقليدية خلال الشهر الماضي.
وفي الوقت الذي تتوقع فيه شركة غايل إنديا استمرار مظاهر التوتر في البحر الأحمر لبضعة أشهر أخرى على الأقل، يُرجح أن 80% من إمدادات الهند من الغاز المسال في يناير/كانون الثاني الماضي جاءت من منطقة الشرق الأوسط، وفقًا لبيانات من شركة تحليلات النفط فورتيكسا (Vortexa).
وفي الوقت نفسه، لم تواجه الشركة أي مشكلات في الحصول على الشحنات المُقدمة من شركة "سيكيورينغ إنرجي فور يوروب" (Securing Energy for Europe) التابعة لشركة غازبروم (Gazprom)، بموجب اتفاقية توريد تبلغ 2.5 مليون طن سنويًا، إذ تعاقدت الشركة على هذه الشحنات على أساس الطلب.