[ وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان مع وفد الحوثيين بالرياض ]
تنذر التوترات المتصاعدة في جنوب البحر الأحمر بالمزيد من التداعيات الخطيرة ليس على المستوى الإقليمي والدولي فحسب، ولكنها تطال بشكل مباشر سبل التهدئة والسلام في الداخل اليمني.
ويرى مراقبون أن المواجهة البحرية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة والحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى سوف تلحق ضررا بالتسوية السياسية التي كانت الأمم المتحدة تسعى إلى إبرامها بين الفرقاء اليمنيين.
تعطل العملية السياسية
عقد المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ سلسلة لقاءات في الرياض مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والسفير السعودي إلى اليمن محمد آل جابر، دعا فيها إلى خفض التصعيد باليمن، واستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
لكن الحوثيين يصرون على فصل ما تشهده جبهة البحر الأحمر وخليج عدن من مواجهة بحرية عن خارطة السلام الأممية لحل الأزمة اليمنية.
مصادر يمنية قالت إن الحوثيين رفضوا مقابلة مبعوث الأمم المتحدة مؤخرا في سلطنة عُمان واضطر حينها الذهاب إلى طهران التي تسعى لربط الملف اليمني بملفات أخرى بالمنطقة.
رئيس الوفد المفاوض للحوثيين قال في أحدث تصريحات صحفية إنه لا يمانع معالجة الملف الإنساني قبل الملفات الأخرى العسكرية والاقتصادية، وأكد أن العمليات ضد السفن لن تتوقف وستستمر إلى أن تتوقف حرب غزة.
المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ الذي يزور المنطقة، اتهم الحوثيين وإيران بعسكرة البحر الأحمر، وأكد أن السلوك الحوثي يجعلهم الطرف الوحيد الذي يعرّض عملية السلام برعاية الأمم المتحدة للخطر.
ورغم كون أزمة البحر الأحمر تمثل التحدي الأبرز أمام التسوية السياسية اليمنية، فإن الحكومة اليمنية تشدد على استمرار نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية إلى إحلال السلام، لكنها ترى في المواجهة البحرية الحوثية فرصة للمطالبة بدعم غربي يمكنها من بسط سيطرتها وسيادتها على كامل التراب اليمني.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات ماجد المذحجي، إن التوترات الراهنة في البحر الأحمر قد أثرت كليا على مسار التسوية السياسية في البلاد.
وأضاف: "العناوين السياسية التي كانت على طاولة المفاوضات الخاصة بالحل السياسي في اليمن قبل السابع من أكتوبر لم تعد متاحة اليوم، في ظل الظروف الراهنة واستمرار حالة التوتر والتصعيد المستمر بين جماعة الحوثي والمجتمع الدولي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا".
ونوّه المذحجي إلى تأثير التوترات على مسار التفاوض بين السعودية وجماعة الحوثي في ضوء محاولة التوصل إلى تسوية سلام في الداخل اليمني، مشيرا إلى أن سلوك الحوثي قد ينسف كافة المنجزات الماضية في هذا الملف.
وتهدد جماعة الحوثي المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي، وتنخرط في حرب مع عدد من القوى الدولية، وبالتأكيد سيدفع تهور الجماعة نحو مزيد من التوتر والتصعيد الذي سيؤثر حتما على عرقلة جهود إقرار السلام بالداخل اليمني، وانهيار كافة التقدم السابق بهذا الصدد.