غلاء الأسعار يفتك بسكان تعز في ظل الحرب والحصار الذي تفرضه المليشيات على المدينة (تقرير)
- وئام الصوفي - تعز - خاص الجمعة, 15 يوليو, 2016 - 01:22 صباحاً
غلاء الأسعار يفتك بسكان تعز في ظل الحرب والحصار الذي تفرضه المليشيات على المدينة (تقرير)

[ إرشيف ]

تشهد أسواق مدينة تعز، ارتفاعا جنونيا في أسعار المواد المرتبطة بالحياة اليومية للمواطنين، منذ أكثر من عام، جراء الحصار المتواصل، والحرب التي تفرضها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع على سكان المدينة.
 
وقالت المصادر، إن الأسواق تشهد ارتفاعا متواصلا للأسعار، دون قوانين ورقابة، تحد من هذه الظاهرة التي تزيد من معاناة المواطنين، خصوصا أنها ترتبط بالحاجيات المعيشية التي لا غنى للمواطن عنها، كالغذاء والدواء، وغيرها.
 
ومن ضمن القطاعات التي شهدت ارتفاعا كبيرا قطاع النقل، زادت تعرفة الركوب داخل المدينة ضمن وسائل النقل العامة من 4 إلى 5 أضعاف، ما كانت عليه في السابق، ما يعني أن تلك الزيادة الضخمة، سيتحملها المواطن الذي يعاني من الكثير من المشاكل المعيشية بسبب الحرب والحصار.
 
حصار وغلاء
 
مما لا شك فيه أن القطاع الغذائي، من السلع الأساسية الضرورية، هو أكثر ما يهم المواطن، في تعز، خصوصا في ظل الارتفاع المستمر للأسعار، والتي بلغت مستويات خيالية، بسبب الحرب ومحاصرة المليشيات للمدينة منذ أكثر من عام، وكذا بسبب تلاعب التجار، وعجز الحكومة عن ضبط الأسعار، علما بأن سعر كيس الدقيق، بلغ في مدينة تعز، 10000 آلاف ريال، أي ما يعادل 50$، في حين بلغ سعر الكيلو الطماطم، ألف ريال، والبطاط، 1500 ريال، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين الذين يعيشون أوضاعا مأساوية بسبب الفقر والحصار، وتوقف مصادر دخلهم بسبب الحرب.
 
وأكدت منظمات محلية وعاملون في الإغاثة لـ(الموقع بوست)، أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح  الانقلابية، تسيطر على جميع منافذ مدينة تعز، بالإضافة إلى عدد من المناطق داخل المدينة، ولا تزال تخوض قتال عنيف، مع المقاومة والجيش الوطني، سعيا للسيطرة على مناطق جديدة داخل المدينة.
 
وأشارت تلك المنظمات، أن المليشيات تمنع دخول أي سلع غذائية أو إغاثية منذ أكثر من عام، إلى الأحياء السكانية المحاصرة داخل مدينة تعز، الأمر الذي تسبب في تفاقم معاناة المواطنين.
 
كارثة إنسانية وشيكة
 
وشدّدت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية حصارها على مدينة تعز، الأمر الذي فاقم معاناة السكان معيشياً، وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه، وانعدام المتطلبات الأساسية من مواد غذائية وخضار من أسواق المدينة، فإنها باتت على شفير كارثة إنسانية وشيكة.
 
وفي هذا السياق، أوضح المسؤول الاعلامي لائتلاف الاغاثة بمدينة تعز عبدالحميد اليوسفي، لـ(الموقع بوست)، أن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية تمنع دخول كافة أنواع الخضار والفواكه واللحوم والدواجن إلى المدينة عبر جميع منافذ تعز من كل الاتجاهات.
 
وقال اليوسفي: "يبدو أن ميليشيات الحوثي وصالح تلجا إلى سياسة التجويع من أجل فرض السيطرة الكلية على المدينة، وبالتالي من لم يمت بالرصاص سيموت جوعاً".
 
وأشار إلى انعدام الخضروات من أسواق مدينة تعز، وإن وجدت في بعض المحلات فإنها تباع بأسعار قد تصل إلى خمسة أضعاف سعرها الاعتيادي.
 
وإلى جانب معاناة السكان داخل المدينة، ثمة آلاف الأسر، التي نزحت من المدينة، والتي تعاني معاناة كبيرة، بسبب تدهور الوضع المعيشي والإنساني، إذ أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الضرورية من غذاء ودواء ومياه نظيفة.
 
وحذر اليوسفي، المسؤول الإعلامي لائتلاف الإغاثة في تعز، من أن الوضع الراهن في مدينة تعز "ينذر بكارثة إنسانية وشيكة"، خاصة إذا استمرت الأوضاع الإنسانية في التردي، وبقي الحصار الذي تفرضه الميليشيات على مدينة تعز.
 
تهريب المخزون الغذائي
 
بدوره قال رئيس ائتلاف الإغاثة بمدينة تعز عبدالكريم شمسان لـ(الموقع بوست) إن مدينة تعز لم تصلها أية معونات إنسانية من الخارج، باستثناء بعض "الدينات" الصغيرة من منظمة الاغاثة العالمية، والتي تحوي 350 سلة غذائية، وصلت قبل زيارة الوفد الاممي لمدينة تعز في شهر يناير.
 
وأشار شمسان إلى أنه خلال فترة الهدنة التي أعلنتها الحكومة اليمنية، منعت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح عبور القاطرات المحملة بالمواد الغذائية إلى مدينة تعز، في الوقت الذي قامت المليشيات بتهريب المخزون الغذائي في المناطق التي تسيطر عليها في المدينة.
 
وأضاف أن من بين كل ١٥ شخص في مدينة تعز، هناك عشرة أشخاص حياتهم مهددة بالجوع أو المرض أو العطش.
 
المزارعون أيضا تضرروا
 
لم تقتصر الحرب في تعز، على السكان، بل وصل آثارها السيئة إلى المزارعين، الذين دفعوا أيضا، فاتورة الحرب، وتجرعوا مرارتها، سواء بتواجدهم في مناطق المواجهات، أو بسبب تأثر تسويق منتجاتهم الزراعية.
 
وتزرع في تعز عدة محاصيل زراعية منها المانجو والجوافة والموز وغيرها من المنتجات الزراعية التي تمثل مصدر دخل لكثير من الأسر، والتي لم تتمكن، من تسويق منتجاتهم، بسبب الحرب والحصار المفروض على المدينة، من قبل المليشيات الإنقلابية.
 
وفي تصريح لـ(الموقع بوست)، قال أحد المزارعين، في منطقة البركاني، ويدعى محمد شرف، إنهم لم يستفيدوا من منتجاتهم الزراعية في الموسم الماضي، بشكل نهائي.
 
ولفت إلى أنه بسبب الحرب والحصار، وصل سعر الكيلو المانجو والجوافة إلى خمسين ريال، أو أقل، بسبب عجز المزارعين عن تسويق منتجاتهم في مدينة تعز، بسبب انعدام المواصلات، وارتفاع تكاليف النقل، بسبب الحرب والحصار.
 
 أما الموطن ماجد علي من منطقة هجده تحدث فأوضح لـ(الموقع بوست)، أنه كان يقوم بشراء الجبن البلدي من المواطنين في هجدة، وشمر والبرح، ويذهب لبيعها في تعز، فضلا عن إرسال كمية منها إلى صنعاء وإب لبيعها.
 
وأضاف، أنه كان يعول كثيرا على العائد المالي لبيع الجبن البلدي، لتوفير مصاريف المعيشة لأسرته المكونة من ثمانية أفراد، لافتا إلى أنهم في أسوأ حال حاليا، بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على مدينة تعز.
 


التعليقات