مآرب وتداعيات استهداف المدمرة الأمريكية "مايسون"! (تقرير خاص)
- خاص - متولي محمود السبت, 15 أكتوبر, 2016 - 06:18 مساءً
مآرب وتداعيات استهداف المدمرة الأمريكية

[ يرى مراقبون أن استهداف المدمرة الأمريكية هو تحرش إيراني ]

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الجيش الأميركي، الأربعاء، شن ضربات على مواقع رادار في اليمن، ردا على هجمات فاشلة على مدمرة للبحرية الأميركية.
 
ووفقا للبنتاغون، فإن التقديرات الأولية تشير إلى تدمير ثلاثة مواقع لرادارات مفترضة على الساحل الغربي اليمني، والخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع.
 
وأكد "البنتاغون" إن الضربات كانت محدودة وأنها للدفاع عن النفس، وبهدف حماية أفراد الجيش الأمريكي والسفن وحرية الملاحة، مشددا على الرد على أي تهديد للسفن التجارية.
 
لكن مليشيات الحوثي نفت صلتها بالحادثة، وبحسب "فرانس برس" فإن مصدر عسكري مسؤول قد نفى استهداف مدمرة أمريكية قبالة السواحل اليمنية، مؤكداً أنهم "لا علاقة لهم بهذا العمل".
 
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد أدانت استهداف المدمرة الأمريكية، والذي جاء بعد استهداف المليشيات لسفينة إماراتية قالت الإمارات إنها كانت في مهمة إغاثية، مؤكدين على كون العمل إرهابي يهدد الملاحة الدولية.
 
وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية إن طهران أرسلت سفينتين حربيتين إلى المياه الدولية القريبة من مضيق "باب المندب" الاستراتيجي، فيما قالت إنه للحفاظ على أمن الملاحة البحرية.
 
ويرى مراقبون أن أيدي إيران تقف خلف هذه الحادثة، إذ تسعى لخلط الأوراق وتوسيع رقعة الحرب، وتدويل الصراع في اليمن على غرار ما يحدث في سوريا، فيما تسعى الولايات المتحدة لإرسال رسائل واضحة للاستفزاز الإيراني المتكرر.
 
فيما يرى آخرون أن ما يحدث ليس سوى تبادل أدوار بين المليشات والولايات المتحدة، حيث تسعى الأولى لصناعة المبرر للثانية لتحقيق حضور أوسع قبالة باب المندب، فيما ستحصل المليشات على دعم شعبي في سياق تصديها لأمريكا والعالم كما تزعم، مستشهدين على ذلك بنفي المليشيات علاقتها بالحادثة.
 
ويفرض التحالف العربي، بقيادة السعودية، حظرا جويا وبحريا على المليشيات، عقب انقلابهم وسيطرتهم على الدولة بدعم المخلوع صالح، منذ قرابة العامين.
 
تحرش إيراني
 
"الهجوم الذي نفذته الميليشيات في واقعتين على قطع بحرية أمريكية، هو في سياق ما يبدو أنه تحرش إيراني بالولايات المتحدة، سيما بعد وقائع عديدة آخرها في منطقة الخليج العربي قبل أسابيع".
 
وقال الصحفي "عبد العزيز المجيدي" إن هذا التحرش يبدو كما لو كانت أمريكا- التي عقدت صفقة مع نظام الملالي في ماعرف باتفاق 5 زائد واحد- تحاول إضفاء بعض الجدية على كون إيران أصبحت لاعبا رئيسيا في المنطقة، لا يهدد جواره فحسب، بل يتحرش بالدولة العظمى ويلقي القبص على رجال البحرية الامريكية في منطقة الخليج كماحدث قبل عام ويرسلهم مخفورين بتحذيرات قاسية".
 
وأضاف "المجيدي" للموقع بوست: "الهجوم الأخير للميليشيا جاء في سياق سلسلة أحداث داخلية وخارجية تشير إلى رغبة دولية بخلط أوراق اللعبة في المنطقة برمتها؛ فنقل المعركة إلى ممرات الملاحة كماحدث مع استهداف سفينة الإغاثة الإماراتية،  ربما بضوء أخضر ضمني من دولة كبرى، وقد يكون هدفه المزيد من الضغط لإيقاف الحرب، بذريعة أن شريان التجارة العالمية الرئيسي يتعرض للتهديد وبالتالي يجب إبرام أي تسوية تبقي الحوثيين طرفا رئيسيا وعلى الحكومة أن تقبل بذلك".
 
وتابع: "الاحتمال الآخر أنه سيدفع الدول الكبرى لإعادة تقييم سياساتها تجاه إيران وأذرعها في المنطقة، وخصوصا من قبل أمريكا، ماسيعجل بإزالة الخطوط الأمريكية الحمراء حيال ميليشيا الحوثي وصالح في اليمن".
 
وأردف: "لكن من الواضح، حتى الآن، أن الهجوم حقق هدفا للميليشيا، حتى أنها نفت وقوفها خلف العملية، بتقديمها كما لو كانت تتعرض لمؤامرة عالمية وتواجه القوة الأعظم في التاريخ، وهذا سيساهم في إعادة تماسك جبهتها الداخلية ودفع القطيع للانخراط في صفوفها لأنها أصبحت تواجه عدوا صريحا هو "أمريكا"!
 
واستطرد: "الرد المحدود للأمريكان تجاه الهجوم سيكوم مفيدا للميليشيا من الناحية المعنوية، وسيستخدم بشكل هستيري ضمن طاحونة الدعاية لتقديم الميليشيا باعتبارها قوة تناطح العالم؛ وهي هدية ثمينة تقدمها أمريكا للميليشيات ضمن هدايا كثيرة سابقة، إذا توقفت عند هذا المستوى دون الانتقال إلى الإسناد الصريح للحكومة الشرعية في مواجهة ميليشيا إهابية، ثبت أنها أشد خطرا على الأمن العالمي والتجارة الدولية من "القاعدة"
 
استثمار إعلامي
 
أما المحلل السياسي "مأرب الورد" فيرى أن هناك احتمالين يفسران ما يحدث قبالة سواحل اليمن، الأول أنه وفي ظل نفي الحوثيين قيامهم بذلك، فإنهم يريدون التنصل من تداعيات عملهم الذي قاموا به، والهدف منه استجلاب تدخل دولي في السواحل لقطع الطريق على التحالف لاستكمال تحريرها ووضعها تحت الحماية الدولية، لعجز البلد عن مسؤولياته في حماية مياهه الإقليمية".
 
وأضاف "الورد" في حديث للموقع بوست: "أما الثاني هو أن إيران قد تكون أوعزت للحوثيين بهذا العمل للابتزاز وتوسيع رقعة الفوضى، التي تخدمهم وتجعل من التفاهم معهم أمرا مقدما على مواجهتهم باعتبارهم قوة، يشكلون خطرا على الحركة الملاحية الدولية".
 
وتابع: "لذالك سيكون الرد الأمريكي محدودا وخاطفا، ولن يصب إلا لصالح المليشيات لاستثماره إعلاميا، كونهم يواجهون فعلا أمريكا والعالم، وهذا يساعدهم على الحشد والدعم المالي".
 
تبادل أدوار
 
"مفارقة أمريكية في سواحل اليمن، في يوم 12 أكتوبر، قصفت مليشيات الحوثي بارجة "مانسون" شمال باب المندب في الذكرى السادسة لاستهداف "قاعدة صالح" المدمرة "كول" في ميناء عدن قبل سنوات". يقول الصحفي "محمد سعيد الشرعبي"
 
وأضاف "الشرعبي" للموقع بوست: بين ضربة "صالح" في 12 أكتوبر 2000 ولطمة "الحوثي" في 12 أكتوبر 2016، يثبت تراخي "واشنطن" في الرد، يثبت حجم استفادتها من تلك الاعتداءات"!
 
وتابع: "بعد المدمرة كول، سيطرت الدرونز على أجواء اليمن وتواجد الأسطول الحربي في المياه الإقليمية، وعقب بارجة مانسون سيكون تأمين باب المندب وعزل ساحل غرب تعز".
 
وأردف: "بين كول ومانسون عاشت البلد مرحلة عنف مريعة، وعلى هامش المحرقة انشغلت أمريكا، بملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وإسناد المخلوع، ومن بعده الحوثيين، عن تحقيق حلم صيد السلمون في جبال اليمن".
 


التعليقات