[ فتح اتهم الحوثيون بنهب 200 شاحنة اغاثة مخصصة لتعز ]
قال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح إن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية قامت بنهب المعونات والمساعدات الإغاثية المخصصة لمحافظة تعز.
وأضاف -في تصريح لوكالة "سبأ" الحكومية- أن المليشيات قامت باحتجاز أكثر من 200 قاطرة محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الطبية التي كانت مخصصة لمحافظة تعز.
وحمّل فتح المليشيا الانقلابية كامل المسؤولية عن تجويع أبناء المحافظة والمساهمة في تردي الوضع الإنساني، كونها أيضا تمارس حصارا للمدينة منذ عامين.
كما طالب وزير الإدارة المحلية منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك بإدانة تصرفات المليشيا الانقلابية، والوقوف أمامها بكل حزم، والضغط على المليشيا بالإفراج عن تلك المساعدات.
منظمات المجتمع المدني بمحافظة تعز أدانت استمرار جماعة الحوثي وصالح احتجاز قوافل الإغاثة المخصصة للمحافظة، والتي كان آخرها احتجاز أكثر من 200 قاطرة مخصصة لعدد 12 مديرية.
ليست هذه المرة الأولى التي تحتجز فيها المليشيات المواد الإغاثية المخصصة لتعز، فقد مارست هذه العملية في مناسبات عدة، كان آخرها احتجاز عشرات القاطرات في منطقة الربيعي غربي المدينة.
ويرى مراقبون أن إصرار الأمم المتحدة على إرسال القوافل الإغاثية عبر الحديدة هو تواطؤ دعم مبطّن للمليشيات، خصوصا أنها تعلم يقينا أن الإغاثات لا تذهب لمستحقيها.
وتعيش مدينة تعز (وسط اليمن) أوضاعا إنسانية صعبة مع استمرار الحرب لأكثر من عامين، وانقطاع الرواتب الحكومية والأعمال الخاصة، مع فجوة كبيرة تركتها منظمات المجتمع المدني ممثلة بالأمم المتحدة، رغم تلقيها الدعم الكامل للقيام بإغاثة اليمنيين.
احتجاز مساعدات بالمحويت
لم يقتصر احتجاز المعونات من قبل المليشيات على تعز وحسب. المرصد الإعلامي اليمني قال إنه تلقى بلاغات بعثها مستفيدون من مساعدات الضمان الاجتماعي في محافظة المحويت أكدت أن ميليشيات الحوثي احتجزت الأحد الماضي مساعدات إنسانية ممولة من برنامج الأغذية العالمي، مقدمة لـ5500 أسرة فقيرة.
وأشار المرصد إلى أنه جاء في البلاغات أن الشحنة كانت في طريقها إلى مركز محافظة المحويت قبل احتجازها في نقطة تفتيش بمبرر أن نصيبهم منها 1100 سلة غذائية، بواقع الخُمس من إجمالي الشحنة، ضمن حصة ما يصفونه بالمجهود الحربي.
يشار إلى أن المنظمات الدولية قدرت عدد المتضررين الجُدد من انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال العام الجديد 2017 بـ2.5 مليون مواطن، كما أكدت الأمم المتحدة بأن 7.6 ملايين شخص في اليمن يواجهون نقصا حادا في الغذاء وهم على بعد "خطوة واحدة" من المجاعة.
دور مشبوه للأمم المتحدة
"بالتأكيد أنها تعلم أن المساعدات الإنسانية والإغاثية لا تصل إلى المستحقين في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين".
وقال وضاح محمد (ناشط حقوقي) "بصراحة موقف الأمم المتحدة لا زال ضبابيا، سواءٌ المواقف السياسية أو الإغاثية أو الحقوقية، لم تتخذ موقفا واضحا تجاه انتهاكات وجرائم مليشيا الانقلاب في كل المجالات".
وأضاف وضاح لـ"لموقع بوست" قائلا "ممارسات الانقلابيين المتكررة في نهب المعونات الإغاثية، والتي تصر الأمم المتحدة إرسالها عبر ميناء الحديدة، أو القوافل القادمة من المناطق المحررة يضع الأمم المتحدة في دائرة الشك بتواطؤها وغض الطرف عن هذه الممارسات العبثية للانقلابيين".
وتابع "لا يوجد مبرر لإصرار الأمم المتحدة في استخدام ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين وحليفهم صالح إلا باعتباره تحالف غير معلن بينهما، تستخدمه شريان حياة لإنقاذ الانقلابيين من الانهيارات المتسارعة".
تحيز للمليشيات
حورية وابل (ناشطة حقوقية) تقول "لصوص الإغاثة هم أنفسهم من يرسلونها ولا يوجدون الطرق الأمنة لوصولها".
وأضافت وابل "منذ عامين وهم يرسلون الإغاثة عبر الحديدة، وهم يعلمون أن ميليشيا الحوثي وصالح سوف تحتجزها، وتصادرها وتعبث بها، ويصرون على ذلك".
وتابعت "العملية مقصودة، والغرض منها دعم ميليشيا الحوثي وصالح".
واستطردت "هناك طرق آمنة عبر عدن ومن ثم إلى تعز، ويبقى السؤال: لماذا تتكرر مثل هذه المسرحيات السمجة؟!"