العيد في الضالع.. ضيف ثقيل في محافظة فقيرة (استطلاع)
- علي الأسمر الأحد, 18 يونيو, 2017 - 08:24 مساءً
العيد في الضالع.. ضيف ثقيل في محافظة فقيرة (استطلاع)

[ أفراد من المقاومة الشعبية في الضالع - أرشيف ]

رمضان هذا العام هو الثالث بعد تحرير محافظة الضالع من قبضة مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، عدا أن كثيرا من مناطق الضالع المحررة تنعم بالأمن والامان، وغادرتها أصوات القذائف والمدافع، فلا شيء تغير هنا، بل تضاعفت المعاناة، وخيمت على أجواء شهر رمضان، ونغصت فرحة الأهالي بأجوائه الرمضانية.
 
يأتي ذلك فيما تشهد مناطق وأجزاء واسعة من مديرية قعطبة حربا وحصارا، إذ لا تزال المعارك مستمرة في جبهتي مريس وحمك شمال الضالع.

رمضان بلون آخر
 
فيصل صالح محمد (معلم) يرى أن شهر رمضان في الضالع له لون آخر، فرمضان يبث في الناس السكينة والسعادة والأنس، ويضيف فيصل في حديثه لـ"لموقع بوست" أن رمضان في الضالع له مذاقه المتميز.
 
يقول "يقبل الناس على المساجد وقراءة القرآن، وتسود روح المحبة، والإخاء، والتكافل الاجتماعي، ويجتمع الناس ليلا، وينظمون المسابقات الثقافية، وإلقاء المواعظ الإرشادية".
 
ويعرج فيصل على قضية يعتقد أنها مهمة، وهي الأوضاع المعيشية الصعبة، التي يعاني منها المواطن في الضالع، نتيجة الغلاء وتأخر الرواتب ونتيجة للحرب الظالمة التي شنتها المليشيات على الشعب اليمني، ومنها محافظة الضالع التي لا تزال فيها الحرب مستمرة في جبهتي مريس وحمك، وهناك يعيش المواطنون أجواء الشهر الفضيل ويستقبلون عيد الفطر على أصوات الرصاص وقذائف المدفعية.
 
شهر رباط
 
صدام المؤسسي رئيس المركز الإعلامي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بجبهة مريس قال إن رمضان في مريس كان شهر صمود ومقاومة، ورباط ومرابطة.
 
ويتحدث صدام أن أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة مريس، أحبطوا خلال شهر رمضان عدة محاولات للهجوم من قبل المليشيات.
 
يضيف "أبطالنا في شهر رمضان في أعلى درجات الجاهزية والاستعداد والحيطة والحذر".
 
واختتم المريسي حديثه لـ"الموقع بوست" بالتأكيد على أن الرباط مستمر، وأن عيد المقاومين سيكون في متارسهم كأحلى عيد، داعيا قيادة الجيش لسرعة صرف مرتبات الجنود كون عيد الفطر على الأبواب، وذلك لتخفيف معاناتهم، شاكرا جهود الرئاسة والحكومة وقيادة المنطقة الرابعة وقيادة الجيش الوطني والمقاومة في متابعة صرف مرتبات الجيش لشهرين، والتي قال إن صرفها سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة.
 
متطلبات العيد تتصدر المشهد
 
مع بدء دخول أواخر شهر رمضان المبارك تكتظ الأسواق ومحلات بيع الملابس بالمرتادين، لشراء متطلبات عيد الفطر.
 
 ولم يختلف المشهد في محافظة الضالع عن الأعوام الماضية، عدا تزايد ارتفاع الشكاوى من الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والملابس.
 
 ومع كل ذلك فالازدحام المروري في الشوارع الرئيسية للمديريات، وعلى وجه الخصوص مدينتي الضالع وقعطبة، على غير العادة في ساعات النهار والليل، وبحسب ما يشاهده المتابع فلم يسبق أن كان الازدحام والإقبال على الشراء بهذا المستوى مقارنة بالأعوام الماضية.
 
وفي ظل إحصائيات رسمية تتحدث عن أن أكثر من ثمانين بالمئة من سكان المحافظة يعيشون تحت خط الفقر، فإن الأوضاع المادية الصعبة المواطنين تخيم بظلالها على أجواء استقبال عيد الفطر المبارك، فالكثير يجدون صعوبة في الحصول على متطلبات العيد.
 
ملابس العيد واجب الوقت
 
مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين هنا، والتي تضاعفت جراء انقطاع مرتبات الموظفين لأشهر، وارتفاع جنوني لأسعار الملابس، فان شراء ملابس العيد للأطفال يشكل تحديا لدى أرباب الأسر كما يقول المواطن ردفان أحمد حسين (رب أسرة) والذي يرى أن عيد الفطر ومتطلباته باتت تخيم على أجواء العشر الأواخر من رمضان في الضالع، إذ يرى المواطنون أنه كلما تأخر توفير متطلبات العيد زاد ارتفاع أسعارها.
 
اقرأ أيضا: التكافل الاجتماعي يخفف عنهم.. العيد على الأبواب واليمنيون بلا مرتبات
 
وبرغم كل ذلك فتوفير ملابس العيد للأطفال خصوصا أمر لا مفر منه هنا، فبرغم اندثار الكثير من عادات العيد، إلا أن الجميع حريصون على هذه العادة، التي يرون أنها سنة نبوية اقتداء بالرسول الأكرم، فإدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال ضرورة، ولا عيد هنا إلا بفرحة الأطفال كما يقول المواطن حيفان عبدالله.
 
كل شيء بالنار
 
"كل شيء بالنار"، بهذه الجملة اختصر المواطن علي أحمد عبدالله سؤال لـ"الموقع بوست" عن أحوال الناس، وأسعار الملابس العيد، التي كان يمسكها في قبضة يده.
 
 يتحدث علي أن ملابس العيد كلفته أكثر من مئة ألف، مع أن أسرته ليست بذات العدد الكبير.
 
علي الجبل (مزارع) يصب جام غضبه على السلطة المحلية ممثلة بجهات الرقابة والضبط هنا في الضالع.
 
إذ يرى الجبل أن ارتفاع الأسعار يعود أساسا إلى غياب جهات الرقابة الرسمية، وعدم قيامها بدورها في مراقبة أسعار المواد الغذائية والحياتية.
 
ويؤكد أنه لما أمن التجار من عدم المساس بهم، باتو يمارسون ما أسماه ابتزازا ضد المواطنين، إذ يرفعون الأسعار وهم واثقون أن لا أحدا سيمسهم بسوء.
 
 ولم ينسَ الجبل أن يوجه دعوة للتجار أن لا يستغلوا غياب جهات الرقابة وصبر الناس، وأن يتقوا الله في حالة المواطن البائسة "خصوصا ونحن في أيام شهر فضيل".
 
إقبال متدنٍ
 
أحمد قاسم (تاجر ملابس) يؤكد أن الإقبال هذا العام على شراء الملابس ضعيفا للغاية مقارنة بالأعوام الماضية، ويعتقد أن تدهور الأوضاع المعيشية في عموم البلاد، جراء الحرب المستمرة، أهم الأسباب التي تقف خلف ذلك.
 
وبشأن ارتفاع الأسعار يبرر قاسم في حديثه لـ"الموقع بوست" ذلك لارتفاع سعر الدولار وتدهور العملة المحلية التي ألقت بظلالها على كل شيء، وبشأن شكاوى المواطنين من جشع التجار يؤكد صحة ذلك، إلا أنه يقول ليس كل التجار سواء.
 
 عيد وحرب
 
محمد قاسم الحميدي من أبناء مريس التي تشهد حربا بين الجيش الوطني والمليشيات للعام الثاني على التوالي.
 
محمد وأسرته نازح في قرية القرين بمديرية الحصين بعد اقتحام المليشيات لقريتهم بمريس، وجعلها ساحة حرب.
 
يأتي العيد هذا العام ومحمد وأسرته بعيدون عن الديار، في نزوح إجباري، عيد ليس في القرية ليس له طعم، فهو يذكرهم بديارهم التي أُجبروا على تركها كما يقول محمد.
 
يضيف محمد لـ"الموقع بوست" قائلا "برغم ذلك إلا أن الفرحة بالعيد لا بد منها، ولن تستطيع المليشيات نزعها عنا، وسنفرح يوما بعيد جديد كله أمل".


التعليقات