لقاء هادي مع الملك السعودي ونجله ..هل تكسر الجمود في المشهد اليمني (تقرير)
- خاص الجمعة, 01 يونيو, 2018 - 09:32 مساءً
لقاء هادي مع الملك السعودي ونجله ..هل تكسر الجمود في المشهد اليمني (تقرير)

[ لقاء هادي مع العاهل السعودي ]

في الوقت الذي تشهد فيه علاقة اليمن مع بعض دول التحالف العربي توترا ملحوظا، نتيجة لاختلاف وجهات النظر بين الجانبين، وانحراف مسار الأخير، كسرت اللقاءات الأخيرة بين الرئيس اليمني والعاهل السعودي جمود المشهد في البلاد.
 
خلال اليومين الماضيين التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ثم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشكَّل ذلك بارقة أمل لدى كثيرين من المتابعين، الذين يعتقدوا أن تلك الخطوة تعني مزيدا من التفاهم بين اليمن والمملكة، اللتين ترتبطان بعلاقات متينة ومصالح عديدة.
 
من خلال تلك اللقاءات، كان واضحا تركيز الرئيس هادي على دعم التحالف بقيادة المملكة لليمن في مواجهة الانقلاب، وواحدية المصير والهوية المشتركة بين البلدين، قابلها تأكيدات من الجانب السعودي على المصير المشترك بين البلدين، وضرورة انتصار أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل حتى تحقيق كامل أهدافها، فضلا عن دعم الشرعية.
 
جاءت تلك اللقاءات لتجدد الأمل باستكمال الحسم العسكري في اليمن ودحر الانقلاب، خاصة أنها تزامنت مع المعارك التي تشهدها محافظة الحديدة والتي يوجد بها ثاني أكبر ميناء في البلاد.
 
وقد اعتبرها مدير مكتب رئاسة الجمهورية عبدالله العليمي بأنها تأتي تؤكد مستوى الاهتمام الكبير من القيادة السعودية بالأوضاع باليمن، وتعكس مدى الجدية الكاملة في أهداف تحقيق التحالف والمتمثلة بإنهاء الانقلاب، واستعادة الدولة.
 
تفاؤل
 
وكانت الأحزاب اليمنية المؤيدة للشرعية طالب في وقت سابق بضرورة تصحيح العلاقة بين التحالف والشرعية، بعد توسع الهوَّة بين الجانبين، في سياق ذلك أبدى المحلل السياسي ياسين التميمي تفاؤلا كبيرا إزاء تلك اللقاءات، وتساءل "هل نحن بإزاء تحركات الفرصة الأخيرة بالنسبة للتحالف؛ الذي يدعم التحرك العسكري باتجاه الحديدة؟".
 
واعتبر التميمي لقاء العاهل السعودي بالرئيس هادي في غياب الثنائي المثير للجدل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد؛ بمثابة تحركات جديدة عالية المستوى محورها الشرعية اليمنية، التي استهدفها الجميع دون استثناء، على حد تعبيره.
 
وألمح إلى وجود توجه جديد للتحالف، مبني على مخاوف حقيقية من قبل المملكة، من مخاطر المضي في خط عزل الشرعية واستزراع الخصوم في جغرافيا اليمن الملتهب؛ وتفكيك الكتلة المؤيدة لتدخل التحالف العسكري في هذا البلد؛ والتي من شأنها أن تُغرق المملكة أكثر بمستنقع اليمن.
 
وأشار إلى وجهة النظر الإماراتية فيما يخص التعاطي مع ملف اليمن وخط المعركة وأهدافها، قائلا: إنها أحدثت تبدلات دراماتيكية في مواقع اللاعبين؛ حيث تم استقطاب جزء مهم من الحراك المدعوم من إيران إلى حضن أبوظبي، وهو ما أدى إلى حدوث فرز لكيانات سياسية وعسكرية مشوهة.
 
كما تحدث في منشور له بموقع "الفيسبوك"عن ما أسماه بـ"حصار الأحزاب المؤيدة للشرعية ورموزها" الذين باتوا مستهدفين من قِبل الذباب الإليكتروني تديره أجهزة الاستخبارات السعودية الإماراتية.
 
وأفاد التميمي "خيار دعم الشرعية يجب أن يتحول إلى موقف استراتيجي ثابت من جانب التحالف؛ لأن البديل خطير للغاية. فليس هناك أسوأ من أن تستقبل اخا فاتحا وسندا محترما وتغادر البلاد مطرودا يلاحقك غضب المغدورين ودعوات المقهورين ولعناتهم".
 
وضع هادي
 
ومنذ العام 2015، والرئيس عبدربه منصور هادي يتواجد في المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف العربي ضد مليشيات الحوثي الانقلابية.
 
بعد أن طالت فترة بقاء الرئيس هادي بالرياض وعدم عودته إلى اليمن، خاصة بعد التضييق الكبير الذي يواجهه أفراد الحكومة بعدن، أثار ذلك الكثير من علامات الاستفهام حول سبب ذلك، خاصة في ظل وجود أحاديث تؤكد أنه تحت الإقامة الجبرية.
 
أكد ذلك لاحقا، نائب رئيس الوزراء عبدالعزيز جباري، الذي قال إن الرئيس هادي لا يستطيع العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن. فيما دعا وزير الدولة صلاح الصيادي، إلى عودة الرئيس للبلاد، محذرا مما أسماه نتائج سيئة في انتظار اليمنيين إلى لم يعد.
 
ويعيش اليمنيون في ظل حرب شرسة بين الانقلابيين والحكومة الشرعية مسنودة من التحالف العربي، أدت إلى ارتفاع مستوى الفقر إلى أكثر من 83%، فضلا عن سقوط آلاف القتلى والقتلى.


التعليقات