ماذا وراء دعوة علي عبد الله صالح لوقف القتال وسحب المسلحين من تعز ؟
- الموقع - خاص الإثنين, 23 نوفمبر, 2015 - 04:43 مساءً
ماذا وراء دعوة علي عبد الله صالح لوقف القتال وسحب المسلحين من تعز ؟

[ علي عبد الله صالح - الرئيس اليمني السابق - إرشيف ]

أطلق الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، مساء أمس الأحد، دعوة لإيقاف القتال في تعز، والجلوس على طاولة الحوار، وسحب جميع المسلحين من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك قوات الجيش الوطني التي ترابط الآن على مشارف تعز، استعدادا لتحريرها.
 
وتأتي دعوة صالح هذه، في الوقت الذي تخوض قوات الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي لدعم الشرعية، معارك شرسة في عدة جبهات ضد مليشيا الحوثي، والقوات التابعة لعلي عبد الله صالح، والتي يبلغ قوامها أكثر من 8 ألوية عسكرية، بحسب مصادر عسكرية.
 
وأطلقت الحكومة الشرعية مطلع الأسبوع الماضي، وقوات التحالف العربي والجيش الوطني، عملية "نصر الحالمة"، لتحرير تعز المحاصرة من قبل قوات صالح والحوثيين منذ قرابة 8 أشهر، حيث تمكنت حتى الآن من استعادة السيطرة على مواقع هامة في الجبهة الشرقية، وفي الوازعية، ومناطق هامة.
 
ومؤخرا دفع التحالف العربي، بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة الراهدة بتعز، بهدف دحر مليشيا الحوثي وقوات صالح منها، ولعل هذه العوامل والتطورات الميدانية، هي التي دفعت علي عبد الله صالح لإطلاق دعوته هذه، ضمن رسالة وجهها إلى أبناء محافظة تعز، ونشرها على صفحته الشخصية في موقع "فيس بوك".
 
وتمثل دعوة علي عبد الله صالح لوقف القتال وسحب المقاتلين من تعز، محاولة استباقية للحيلولة دون هزيمة قواته، وحلفائه الحوثيين، خصوصا أن مؤشرات هزيمة تلك القوات بدأت تلوح في الأفق خلال الأيام الماضية، على وقع ضربات الجيش الوطني، والمقاومة، وغارات التحالف العربي.
 
صالح يحاول الحفاظ على قواته في تعز، وكذا الحفاظ على نفوذه ونفوذ القيادات القبلية والسياسية الموالية له، والتي باتت مهددة بالإجتثاث، في حال استمرت المعارك، بسبب دورها الكبير في الحصار المفروض على تعز، وما شهدته المحافظة من جرائم وانتهاكات منذ أعلنت جماعة الحوثي وقوات ما كان يعرف بـ"الحرس الجمهوري" الحرب على هذه المحافظة وأبناءها المساندين للشرعية.
 
صالح طالب في رسالته المشائخ والأعيان والعقال والسياسيين والمثقفين ورجال المال والأعمال من أبناء تعز إلى توحيد جهودهم وموقفهم والعمل بكل ما لديهم من قدرات وإرادات لإيقاف الاقتتال العبثي الذي تشهده تعز بدون أي هدف.
 
وأثارت هذه الدعوة سخرية واسعة في أوساط المتابعين، الذين استهجنوا من حديث صالح عن الحرب في تعز، وكأنه ليس طرفا فيها، وكأن القوات التي تحاصرها منذ 8 أشهر، ليست تابعة له.
 
صالح تحدث عن الوضعية الخاصة لمحافظة تعز، مركزا على أهميتها، وأهمية السيطرة عليها، وبطريقة تفسر فعلا استماتته وحليفه الحوثي، على السيطرة عليها.
 
وقال صالح في الرسالة المذكورة : " تعز ليست المساحة الجغرافية فقط بل إنها الثروة البشرية الكبيرة لليمن الموحد ، وتعز موجودة في كل محافظات ومديريات وعزل وقرى الجمهورية اليمنية بأكملها".
 
كما طالب صالح "أبناء محافظة تعز خاصة وكل اليمانيين"، إلى عدم ترك تعز الثقافة والعلم والأدب والاقتصاد والتنمية تُدمر ويُقتل أبنائها من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة وخيرة شبابها، إشباعا لرغبات ونزوات المتصارعين وتجار الحروب والمأجورين بالمال والسلاح، متناسيا أن قواته وكوادر حزبه (حزب المؤتمر الشعبي العام)، هي التي تقاتل في تعز.
 
ودعا علي عبد الله صالح، من وصفهم بالخيرين، من أبناء تعز، إلى العمل على "وقف نزيف الدم"، في تعز، والجلوس على طاولة الحوار، لبحث قضايا الخلاف فيما بينهم، كذلك الاتفاق على إزالة كل أسباب الاقتتال والتناحر.
 
كما دعا صالح إلى إخراج كل الميليشيات المسلحة من كل الأطراف من تعز، بما في ذلك "القوات الغازية"، في إشارة إلى القوات التابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي وصلت مؤخرا إلى المحافظة لفك الحصار عنها.
 
ورجحت المصادر، أن صالح، أيضا، يخشى سقوط تعز بأيدي قوات الجيش الوطني، والتحالف العربي، والمقاومة الشعبية، قبيل انطلاق مفاوضات "جنيف2"، وهو ما قد يفقده إحدى أوراق الضغط، وبالتالي إضعاف موقفه في المفاوضات، مقابل إكساب الحكومة الشرعية ورقة قوية.


التعليقات