أحكمت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، سيطرتها على العاصمة المؤقتة عدن، عقب سيطرتها على مداخل منطقة المعاشيق، وانسحاب جنود القوات الحكومية، مساء اليوم السبت، وهو آخر مواقع الحكومة الشرعية.

وتتواصل منذ الأربعاء الماضي اشتباكات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات "الحزام الأمني"، ضمن تحركات من جانب الأخيرة تستهدف إخراج الحكومة من العاصمة المؤقتة.

وأثار سقوط ما تبقى من ألوية عسكرية ومؤسسات للدولة في عدن بيد الانتقالي ردود فعل منددة بتقاعس الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي، ودعم الأخير للمليشيات وإكمال سيناريو إسقاط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين قبل خمسة أعوام.

وأعلن ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان له مساء اليوم، دعمه للشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، واستمراره في القتال ضد الحوثيين، وقال إنه لا يهدف للانفصال وإن معركته في عدن لمحاربة داعش والقاعدة، وهو السيناريو نفسه الذي أسقط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين.

وفي السياق، قال السفير اليمني في لندن ياسين سعيد نعمان إن النتائج التي ستسفر عنها الأحداث الأخيرة في الجنوب لن تكون قابلة للبقاء بدون العودة إلى المشروع السياسي.

وأضاف ياسين أن النتائج التي ستترتب على هذه الفتنة لن تكون قابلة للبقاء بدون العودة إلى المشروع السياسي.

وقدم ما يشبه المبادرة لحل الأزمة في اليمن والتي تتمثل حسب قوله في العودة إلى المشروع السياسي والذي يتكون في تعزيز دور الدولة ومشروعيتها بقيادة الرئيس هادي في استمرار مواجهة وإسقاط الانقلاب الحوثي الإيراني، وإحداث إصلاحات سياسية وإدارية تمكن الجنوبيين من شراكة حقيقية في إدارة شؤونهم كمرحلة وسيطة.

ودعا إلى مؤتمر مصالحة سياسية بين الأطراف المقاومة للمشروع الانقلابي الحوثي الإيراني، يقف هذا المؤتمر أمام خطة شاملة بما في ذلك ترتيبات العملية السياسية القادمة بصيغة تجعل المشاركة تعبيراً عن استعداد لمناقشة كافة القضايا.

من جانبه قال الأكاديمي اليمني معن دماج إن الإمارات وحلفاءها  فرضوا أمراً واقعا في عدن، محملا الرئيس هادي والسعودية المسؤولية.

وقال "المسؤولية أولا وأخيرا مسؤولية هادي وحكومته مهما كان وضعه ووضعها، من الواضح أن اليمن سوف يغرق في تيهه المتطاول". وأضاف "عندما سقطت صنعاء ظننت أن الحوثيين مزقوا اليمن وأدخلوها حرب العشر سنوات، الآن سندخل في تيه حروب الثلاثين سنة.. قل وداعا لليمن التي عرفتها".

من جهته قال وزير الدولة أمين العاصمة عبد الغني جميل إن "السيناريو طبق بحذافيره شمالا وجنوباً وبالأسلوب نفسه والنغمة نفسها، المبرر داعش والإصلاح الداعم والممول نفسه (الإمارات ) لم يتبق فقط إلا بند اتفاق السلم والشراكة، أما بقية البنود تم تنفيذها". وأضاف بحسرة "لك الله يا وطني سيلعننا التاريخ وسيكتب عنا أننا خنا وطننا الحبيب".

بدروه السفير اليمني في الأردن علي أحمد العمراني اكتفى بالقول "يُغدَر باليمن مرة أخرى، وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل".

في حين قال وكيل وزارة الشباب والرياضة شفيع العبد "التاريخ لا يكرر نفسه إلا في اليمن، بعد انقلاب صنعاء، ها هي عدن تشهد انقلابا على الشرعية تحت نفس الذرائع التي لا وجود لها إلا في أدمغة الانقلابيين وداعميهم".

وأضاف: "ها هي عدن أيضاً تشهد قتالا جنوبيا-جنوبيا يبحث فيه الطرف المنقلب والمنفلت عن سلطة محتشداً ومحتزماً بالقبيلة والقرية، وفي المحصلة النهائية لا نتائج تتحقق إلا الكثير من الدماء ومزيداً من الكراهية والانقسام".

الكاتب الصحفي سعيد ثابت قال "للتاريخ: التحالف السعودي الإماراتي لإنهاء الشرعية، وتفريخ المليشيا، وتفتيت البلاد".

الطبيب والروائي اليمني مروان الغفوري قال "دفعت الإمارات الحوثيين لإسقاط صنعاء، ثم عادت ودفعت جماعات انفصالية لإسقاط العاصمة البديلة عدن، وبهذا تكون الإمارات قد دمرت الدولة اليمنية ربما إلى الأبد".

وأضاف الغفوري "لا أدري، حقيقة، ما الذي يدفع دولة إلى تفكيك وتدمير دولة أخرى ليست جارة ولا هي عدوة، إلا ضمن سياقات استعمارية بحتة".

الصحفي صدام الكمالي يرى أن الرئيس ‏عبد ربه منصور هادي خائن، وقال إنه "خان الدولة والجمهورية والوحدة، وقبل ذلك خان رفاق السلاح وزيه العسكري، وارتمى هناك في أحضان ‎السعوديين وسلمهم الجمل بما حمل".

وأردف "الحديث عن أن ‎هادي تحت الإقامة الجبرية يبرؤه من هذه الجرائم التي يرتكبها منذ 2014، أما هذا التحالف، فقد جاء لتدمير الدولة اليمنية".

الكاتب الصحفي مصطفى راجح اتهم التحالف العربي الذي تقوده السعودية بتدمير اليمن، وقال راجح "لا تسمحوا لهم بترتيب الوضع بطريقة تمتص غضب اليمنيين، ضياع بلد وتمزيقه نكبة تاريخية تكسركم كلكم من جذوركم".

وأضاف: "هادي جثة وانتهت غير مأسوف عليها، التحالف متآمر من أول يوم في المرحلة الانتقالية وينبغي أن ينتهي دوره بعد أن سقطت كل أقنعته حتى أمام من بقوا متمسكين بوهم شعرة معاوية ".

وتابع "لكن بلدكم يجب أن لا تسقط لأنكم ستسقطون كلكم ومعكم الأجيال القادمة، لا تصدقوهم، سلسلة النكبات كلها بإشرافهم ومؤامراتهم، سيحاولون تغطية ذلك بحكومة جديدة".

وأردف "ستتحدث خارجية الجثة المقيمة بالرياض عن ما حدث باعتباره انقلاب ثانٍ، كخطوة لإبقاء مسمى شرعية هادي من أجل وظيفة أخيرة: تسويغ استمرارية التحالف في إكمال مخططه داخل اليمن بعد انكشافه التام في عدن، وسيقولون هيا إلى طاولة الحوار، لإضفاء مشروعية على واقع صنعوه ولا يريدون ان يعلنوه بشكله العاري، وسيعيدونكم إلى ما قبل مخرجات الحوار التي دمروا اليمن وهم يترفعون عنوانها، قائلين : لماذا لا نبحث عن حل في الفيدرالية أو الكونفيدرالية؟!

وقال "اخرجوا من الرياض يا من تسمون أنفسكم شرعية يمنية وجودكم هناك كان من بدايته تسويغا لهذا التدمير السعودي الإماراتي لبلدكم".