الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
- علي الحبيشي - مأرب - خاص الثلاثاء, 26 يناير, 2016 - 04:47 مساءً
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)

[ الالغام مشكلة بات تحصد العديد من الارواح ]

لم يترك الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي صالح محافظة مأرب -شرق العاصمة صنعاء- بعيدا عن الموت حتى بعد انسحابهم منها في أوائل أكتوبر/تشرين الأول؛ فقد تركوا آلة القتل "الالغام" تحصد أرواح المواطنين بشكل مستمر وتخلف أعداد من الجرحى والمشوهين بإعاقات دائمة.
 
مآسي تتكرر
 
أسامة محمد وابن عمه عزالدين فيصل شابان من محافظة إب يسكنان ويعملان في مارب، وأثناء قيامهما بنقل الأحجار يوم الاثنين 8-11-2015م على متن شاحنة من منطقة الدشوش شمال غرب مدينة مارب انفجر بهما لغم ارضي اودى بحياتهما.
 
كذلك حصل مع صدام فيصل الدروبي، الذي فارق الحياة إثر تعرضه لشظيه لغم انفجر به في منطقة الجفينة غرب مأرب 22-10-2015م وما زالت الألغام تحصد أرواح أخرى في مشهد يتكرر كل أسبوع على الأقل.
 
المواطن أحمد عبد الوهاب دحوان، يرقد بهيئة مستشفى مأرب ويعاني من كسور عديده في أضلاعه ويده وإحدى رجليه إثر تعرضه لانفجار لغم في طريق المشجح، وإلى جواره يرقد سعيد علي سالم الأسمر الذي يعاني من تمزق في الكبد وانفجار الطحال نتيجة انفجار لغم وهو في طريقه المعروف باسم "طريق تبة المصارية" في 21-10-2015م.
 
تقول فنه حسن العامري- 18عام- أخت الطفل مبروك العامري -10سنوات-  يعاني من ضربة في الدماغ وكسر في رجله  ويرقد في العناية المركزة تقول:" كنا في طريقنا بسائلة الجفينة راجعين الى البيت فانفجر بنا اللغم جوار مزرعة الخمبشي، وكنا خمسة في السيارة وأصبت أنا وأختي برضوض وخدوش وكذلك السائق وكسرت رجل أخي جعفر وعمره 5 سنوات وهذا اخي مبروك ما يزال في العناية من يوم السبت 16يناير 2016م حتى الان.
 
شهادات دولية وتحذيرات
 
ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش،قال: في تقرير نشرته المنظمة منتصف نوفبمر من العام المنصرم إن "الحوثيين يقتلون المدنيين ويتسببون بتشويههم بالألغام الأرضية. الألغام المضادة للأفراد هي أسلحة عشوائية يجب عدم استخدامها تحت أي ظرف.على قوات الحوثيين التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة المروّعة، واحترام التزامات اليمن بموجب معاهدة حظر الألغام".
 
هيومن رايتس ووتش في ذات التقرير طالبت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب، وغيرها من الانتهاكات التي ترتكبها جميع أطراف الصراع في اليمن.
 
إحصائيات الضحايا
 
عبد العزيز الشدادي (36 عام) مدير الصحة في محافظة مأرب، قال في تصريح صحفي ونشرته هيومن رايتس ووتش في تقرير لها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني، إن 48 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 66 آخرون في حوادث متعلقة بالألغام الأرضية منذ مارس/آذار.
 
وأضاف: إن أطفالا ونساء كانوا من بين ضحايا الألغام. أخِذ بعضهم إلى الخارج لتلقي العلاج لأن المرافق الطبية المحلية لا يمكنها علاج إصابات الألغام الأرضية المعقدة، مؤكداً "الإمدادات الطبية لدينا في المستشفى على وشك النفاذ، وبسبب الحرب جميع الأطباء الخبراء الذين اعتادوا على مساعدتنا في إصابات الألغام الأرضية تركوا البلاد".
 
وحصل "الموقع" على نسخة لـ خلاصة التقرير الذي يعده ناشطون في إطار ما أسموه "الحملة الشعبية لمكافحة الألغام –محافظة مأرب"، ويعملون على التوثيق القانوني لحالات الضحايا من المدنيين، حيث وثق التقرير 30 حالة وفاة و46 جريح من ضحايا الألغام منذ سبتمبر وحتى ديسمبر 2015م.
 
انتشار الألغام
 
الدكتور علي التام-يعمل في هيئة مستشفى مأرب وناشط في الحملة الشعبية لمكافحة الألغام يروي لـ(الموقع): "كنت مع مجموعة من المقاتلين في منطقة كوفل في صرواح بعد سيطرة قوات الشرعية عليه في 7/أكتوبر 2015م لفت انتباهنا كثرة الألغام المتروكة على الطرقات وفي المزارع والقرى؛ وجدنا الأطفال يعبثون بالألغام غير مدركين مخاطرها فبدأنا بجهود ذاتية لرصد وتوثيق الحلات وأماكن تواجد الألغام.
 
وأكد التام أن ألغام محظورة مضادة للأفراد وألغام مضادة للدروع زرعت في مناطق (الجفينة ،الفاو، المنين ،خط السد، البلق ،تبة المصارية، المشجح، الطلعة الحمراء، كوفل، ومناطق الجدعان) وأغلب هذه المناطق طرق مواصلات ومزارع وقرى سكنية وأماكن لرعي المواشي، وعد أبراج الكهرباء التي تمر بمنطقة الجدعان من أكثر الأماكن التي زرعت بالألغام.
 
وأضاف:" مأرب لم تعرف الألغام قبل 2015 وجميع الحالات التي تأتي الى المستشفيات من ضحايا الألغام هم من مناطق وصل إليها الحوثيون واستخدموها كمواقع وثكنات عسكرية في الحرب التي شنوها على المحافظة".
 
جهود ناقصة 
 
أربعة أشهر منذ ترك الحوثيون محافظة مأرب ولم تأتي منظمات محلية أو دولية لنزع الألغام سوى بعض الفرق العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة أو التابعة لقوات التحالف العربي وتهتم هذه الفرق بنزع الألغام أمام القوات العسكرية في المعارك الدائرة في المحافظة وفي المعسكرات بالإضافة إلى فرق خاصة لنزع الألغام التي زرعها الحوثيون تحت أبراج الكهرباء المتصلة من مأرب باتجاه العاصمة صنعاء.
 
وتتمثل جهود الناشطين والجهات الأخرى المدنية التي تعمل في المحافظة، في الرصد والتوثيق فقط، فيما تبقى الألغام مهددة لحياة المواطنين إذا لم تتدخل المنظمات والجهات المعنية بإنزال فرق متخصصة لنزع الألغام التي لم يقدر عددها حتى الآن في المناطق التي ذكرت في التقرير.
 


- صور :

الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)
الالغام نقمة المليشيا المؤجلة في مأرب (استطلاع خاص)

التعليقات