تفاعل يمني مع أحداث تونس.. رفض للانقلاب ومطالب بالحفاظ على النموذج الديمقراطي
- رصد خاص الإثنين, 26 يوليو, 2021 - 09:40 مساءً
تفاعل يمني مع أحداث تونس.. رفض للانقلاب ومطالب بالحفاظ على النموذج الديمقراطي

[ جدل واسع في اليمن من قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد ]

لاقت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين، في ظل ما سموه بتكرار السيناريو المصري والقضاء على التجربة الديمقراطية في تونس وبدفع من ذات الجهات الخارجية الممولة للثورات المضادة.

 

ومساء الأحد، أعلن سعيد، عقب اجتماع طارئ مع قيادات عسكرية وأمنية، تجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها.

 

وجاءت قرارات سعيد إثر احتجاجات شهدتها عدة محافظات تونسية بدعوة من نشطاء، والتي طالبت بإسقاط المنظومة الحاكمة واتهمت المعارضة بالفشل، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.

 

وضجّت المنصات اليمنية بنصائح للشعب التونسي بألا يكرر ما حدث في مصر صيف 2013، مع تدفق النصائح والتحذيرات من قبل الكثيرين.

 

واعتبر العديد من الناشطين والمدونين اليمنيين أنه في حال قبول الشعب التونسي ورضاه عما يجري فإن ذلك سيكون مقدمة يليها النيل من كل رموز الثورة التونسية تماما كما حدث في مصر.

 

وقال الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي إن "ما حدث انقلاب أدينه كناشط حقوقي وكمواطن وكرئيس سابق، هذا الانقلاب نقلنا من نادي الدول المتحضرة إلى حظيرة الدول المتخلفة".

 

وأضاف المرزوقي في لقاء مع الجزيرة أن "القلعة الأخيرة من ثورات الربيع العربي وهي تونس قد سقطت، وهذا الرئيس لم يتخذ هذه القرارات إلا ووراءه قوى تحميه وتحرضه".

 

https://www.facebook.com/Dr.Marzouki.Moncef/videos/1522227394793470/

 

وفي السياق ذاته، اتهمت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة "نوبل" للسلام توكل كرمان، الرئيس التونسي قيس سعيد بـ"خيانة ناخبيه"، ووصفت قراراته الأخيرة بأنها "ثورة مضادة".

 

وقالت كرمان إن قيس بن سعيد انقلابي خان ناخبيه، وما حدث في تونس مجرد ثورة مضادة تنضم إلى مجموعة الثورات المضادة التي قادتها عواصم عربية للإطاحة بثورات الربيع العربي ومكتسباتها.

 

 

#تونس قيس بن سعيد مجرد انقلابي خان ناخبيه وما حدث في تونس مجرد ثورة مضادة تنضم الى مجموعة الثورات المضادة التي قادتها...

Posted by ‎توكل كرمان‎ on Sunday, July 25, 2021

 

وتابعت في تغريدة أخرى "أحبابنا الناصريون مغرمون بالانقلابات حتى لو حدثت في الفلبين أو موزنبيق"، وذلك ردا على تأييد ناشطين محسوبين على الحزب الناصري في اليمن لقرارات قيس سعيد.

 

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري إن "حكم الاستبداد والاحتلال سيطول ما بقي تخندق الاشتراكيين والقوميين ضد الإخوان المسلمين".

 

وتساءل: هل ستكون تونس وفية لتوجهها الديمقراطي بمنأى عن بوادر غير "سعيدة" لرئيسها قيس "سعيد"؟!

 

 

سيطول حكم الاستبداد والاحتلال، مابقي تخندق الاشتراكيين والقوميين ضد الإخوان المسلمين!

Posted by ‎محمد الظاهري‎ on Monday, July 26, 2021

 

الناشط السياسي محمد المقبلي بدوره وجه انتقاده للمحسوبين على الناصري والاشتراكي في اليمن وموقفهم المؤيد لقرارات الرئيس التونسي.

 

وكتب المقبلي: "الديمقراطية شأن ذهني عالي ووجداني رفيع يا انقلابيين، ليس من المجدي خوض النقاش حولها مع ذوي الذكاء المنخفض والوجدان غير الحر".

 

 

الديمقراطية شأن ذهني عالي ووجداني رفيع ياانقلابيين ليس من المجدي خوض النقاش حولها مع ذوي الذكاء المنخفض والوجدان غير الحر والواطي..ان تكون ديمقراطي هي التعريف السلوكي لكونك سوي والعكس صحيح حد التطابق

Posted by ‎محمد المقبلي‎ on Monday, July 26, 2021

 

وقال "أن تكون ديمقراطيا هو التعريف السلوكي لكونك سوي والعكس صحيح حد التطابق"، مضيفا "من ليس ديمقراطيا هو إرهابي محتمل".

 

في حين قال المفكر اليمني عصام القيسي "الأستاذ قيس سعيد فرحنا "برفع" الفاعل و"نصب" المفعول، حتى إذا تمكن "نصب" على التونسيين "وجر" الديمقراطية والاستقرار وراءه إلى المجهول"، مضيفا "سلام الله على النحو القديم".

 

 

الكاتب الصحفي مصطفى راجح قال إن تونس آخر تجربة لإمكانية الديمقراطية واستيعاب الحركات الإسلامية في إطار يقر بالتعايش والقبول بالآخر.

 

وأضاف "إذا فشل الانقلاب سيبقى خيط الأمل بتعزيز التحول الديمقراطي والمراهنة عليه، وإذا نجح، ستنحسر التيارات العقلانية، وستعود الكلمة الأولى للتطرف وخطاب الشريعة واحتكار الحديث باسم الدين".

 

 

وتابع "لا قيس بن سعيد بمستوى مكر السيسي، ولا الجيش التونسي متماسك ومتحد كالجيش المصري، هذا إذا كان مساندا له، ولا إخوان تونس بغباء إخوان مصر، ولا الحياة السياسية في تونس تشبه مثيلتها في مصر".

 

وختم راجح تغريدته بالقول "لهذا لن يكون طريق هذا الانقلاب مفروشا بالورود، كل الاحتمالات واردة".

 

المحلل السياسي عبدالناصر المودع يرى أن "الكثير من التونسيين العاديين سيرحبون بقرارات قيس سعيد، لأنها بنظرهم تنهي حالة الديمقراطية التي أنتجت حكومة غير فاعلة، كما أن بعض العلمانيين سيباركونها لأنها في نظرهم تستهدف حزب النهضة".

 

وقال "لا حكومة فاعلة ستأتي ولا ازدهار، ولا حزب النهضة سيختفي، كل ما في الأمر أن تونس دخلت نفقا مظلما".

 

 

وأضاف: "مثلت تونس حالة استثنائية بين الدول العربية، والأيام المقبلة ستظهر لنا إن كانت تونس ستبقى على هذه الحالة أم تعود إلى الحظيرة العربية".

 

وأردف المودع قائلا: "إن قيس سعيد لا يملك المؤهلات الذاتية ولا الموضوعية ليتحول إلى ديكتاتور، فلا هو قائد الجيش، وليس لديه حزب، كل ما عمله قفزة في الظلام دون أفق واضح".


التعليقات