ما تداعيات انسحاب قوات العمالقة من مأرب "وإعادة التموضع" في شبوة؟ (تقرير)
- عبد الجبار الجريري السبت, 29 يناير, 2022 - 04:19 مساءً
ما تداعيات انسحاب قوات العمالقة من مأرب

[ تداعيات انسحاب قوات العمالقة من مأرب "وإعادة التموضع" في شبوة ]

في تطورات متسارعة، تتخذ الحرب في اليمن بعدًا آخر بعد انسحاب قوات العمالقة من محافظة مأرب وإعادة التموضع في محافظة شبوة.

 

وأعلنت ألوية العمالقة أمس الجمعة إعادة تموضع قواتها في شبوة وسحب بعضها إلى ثكناتها بعدن بعد استكمال ما سمتها عملية "إعصار الجنوب" بتحرير مديريات بيحان بشبوة وحريب بمحافظة مأرب.

 

وقالت قوات العمالقة في بيان لها إن "ألوية العمالقة استكملت عملية إعصار الجنوب والتي تكللت بتحرير مديريات بيحان في محافظة شبوة ومديرية حريب في محافظة مأرب من قبضة المليشيات الحوثية".

 

وأضاف البيان "قامت ألوية العمالقة بإعادة تموضع لقواتها في محافظة شبوة بعد تحرير مديريات بيحان وحريب وتأمين محافظة شبوة بشكل كامل".

 

الانسحاب المفاجئ لقوات العملاقة من مأرب أربك المشهد العسكري في اليمن، خاصة بعد أيام على تصريح وزير الدفاع اليمني اللواء محمد علي المقدشي أكد فيه على وجود تنسيق بين قوات العمالقة وقوات الجيش الوطني لتحرير كافة مديريات مأرب.

 

فهناك من يرى أن انسحاب قوات العمالقة يدخل ضمن المخطط الإماراتي لترك المحافظات الشمالية للحوثي، وبقاء المحافظات الجنوبية تحت إدارة الإمارات ومليشياتها المسلحة.

 

انسحاب قوات الاحتياط

 

وفي هذا السياق يقول المحلل العسكري اليمني يحيى أبو حاتم لـ "الموقع بوست" إن قوات العمالقة لم تنسحب من مأرب وما زالت تقاتل، فاللواء أول وثاني وثالث عمالقة موجدين باتجاه العبدية وحريب، وما تم إعادة تموضعه هي قوات احتياط كانت في المؤخرة.

 

وعن علاقة انسحاب بعض ألوية العمالقة من مأرب بقصف الحوثيين للإمارات، يستبعد المحلل العسكري اليمني أن تكون هناك علاقة بين هذا الانسحاب وتلك الضربات.

 

ويضيف "الإمارات محمية لديها قوة ودفاع جوي حديث، وقادرة على أن تحمي مصالحها الاقتصادية وأراضيها، إضافة إلى أنها حليف كبير للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمجتمع الدولي ككل، وبالتالي لن تجرؤ جماعة الحوثي على تهديدها".

 

ويؤكد أبو حاتم أن " العمليات العسكرية تجري على قدم وساق، وهناك إعداد وتجهيز لقوات جديدة تتبع للجيش الوطني في مأرب، ستلتحم مع وحدات الجيش المرابطة في الخطوط الأمامية".

 

ويشير إلى أن" معركة تحرير اليمن السعيد لم تبدأ حتى اللحظة، والمعارك لا زالت جارية وستستمر حتى تحرير كافة الاراضي اليمنية".

 

ابتزاز الشرعية

 

من جانبه يرى المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير هذا القرار على المعركة ومسرح العمليات.

 

ويقول لـ "الموقع بوست " إن "بيان العمالقة يفيد بأن قرار إنهاء العمليات العسكرية يخص جزء من هذه القوات، ويقيني أن هذا الجزء مرتبط بالمجلس الانتقالي".

 

ولا يستبعد التميمي أن الأمر برمته مخطط له ويندرج ضمن توجه لابتزاز الشرعية من جانب معسكر الإمارات.

 

وأشار إلى أن مثل هذا التطور يوضح موقف الإمارات فيما يخص مشاركتها في الحرب إذ بوسعها القول أن الجزء الخاص بها لم يعد يشارك في المعركة.

 

ويعتقد ياسين أن" الرهان يجب أن ينعقد على موقف التحالف وليس على العمالقة، فالتحالف الذي سلح العمالقة يستطيع أن يسلح غيرها من الوحدات، لهذا سنرى ما إذا كان بيان جزء من العمالقة يعبر عن موقف هذا الجزء من القوات أو يعبر عن التحالف بدولتيه السعودية والإمارات".

 

صفقة إماراتية حوثية

 

أما الناشط السياسي عادل الحسني فيقول لـ"الموقع بوست" إنه من المبكر الحكم على انسحاب بعض قوات العمالقة باتجاه شبوة، ويتسائل إذا ما كان هناك اتفاق نهائي بين الإمارات والحوثي على وقف العمليات العسكرية والضربات الصاروخية".

 

ويضيف" لكن هناك تهدئة حصلت خلال 24 ساعة الماضية وتوقف المعارك وتعيين قائد لواء جديد في قوات العمالقة من مراد، وإعادة ألوية العملاقة لعدن وانسحاب كثير من المعدات العسكرية".

 

ويعتقد عادل أن هناك صفقة ربما أبرمت بين الحوثيين والإمارات وقد يكون انسحاب قوات العمالقة جزء من هذه الصفقة.


التعليقات