إلى ماذا تقود تطورات المشهد السياسي في اليمن ؟ ( تقرير خاص)
- خاص - متولي محمود السبت, 16 يوليو, 2016 - 01:32 صباحاً
إلى ماذا تقود تطورات المشهد السياسي في اليمن ؟ ( تقرير خاص)

[ المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ ]

أعلنت الأمم المتحدة، عن استئناف محادثات الكويت بين الحكومة اليمنية والانقلابيين، بدءا من اليوم السبت.
 
وكانت المفاوضات المستمرة منذ قرابة ثلاثة أشهر قد توقفت بسبب حلول عيد الفطر المبارك، على أن تستأنف بعده في موعدها المحدد.
 
لكن الوفد الحكومي لوح بعدم النية على الذهاب إلى الكويت، بسبب تعنت الانقلابيين، وعبثية الحوار دون أي تقدم يذكر، وفي ظل محاباة أممية للمليشيات، وعدم جديتها في فرض تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
 
وقد اشترط الوفد الحكومي على المبعوث الأممي إلى اليمن، ضمانات خطية من الانقلابيين بالإقرار بمرجعية المباحثات، والمتمثلة في قرار مجلس الأمن 2216، وانسحاب كلي للمليشيات من العاصمة والمدن دون قيد أو شرط، وإلا فإن الوفد الحكومي لن يحضر إلى الكويت.
 
فبالإضافة إلى تصريحات وزير الخارجية "عبدالملك المخلافي"، قام الرئيس اليمني "عبد ربه هادي" بزيارة إلى محافظة مأرب، رفقة نائبه وعدد من الوزراء، وتحدث عن عدم جدية الأمم المتحدة في تطبيق القرارات الدولية، ملوحا بالحسم العسكري.
 
وقد جاء رد الأمم المتحدة سريعا، عبر مبعوثها "إسماعيل ولد الشيخ" الذي قدم إلى العاصمة صنعاء، وقابل لأول مرة الرئيس المخلوع، والمشمول بعقوبات مجلس الأمن ضمن معرقلي العملية السياسية في اليمن، ليغادر بعد ذلك رفقة وفد الانقلابيين، الأمر الذي لاقى استهجانا واسعا، واعتبر انحيازا واضحا في صف الانقلابيين.
 
ألقت هذه التطورات بظلالها على المشهد العسكري، حيث احتدم الصراع بشكل غير مسبوق في مختلف جبهات القتال، بما في ذلك الحدود السعودية مع صعدة، والتي شهدت تبادل قصف مدفعي، وغارات عنيفة لمقاتلات التحالف العربي، مع أنباء عن وصول ألوية عسكرية سعودية إلى الحدود مع صعدة.
 
وكان "ولد الشيخ" قد وصل ظهر اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض، للقاء رئيس الجمهورية، الذي استبق ذلك باجتماع مع أعضاءالحكومة، وإقرار جماعي بعدم المشاركة في المفاوضات بلا ضمانات بالالتزام بنقاط التفاوض الأربع.
 
ونشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، مساء الجمعة، خبر لقاء رئيس الجمهورية بالمبعوث الأممي، حيث أخبره أن اليد مفتوحة للسلام، لكن على المليشيات تقديم الضمانات أولا والإقرار بمرجعيات الحوار، مالم فإن الوفد الحكومي لن يذهب إلى المفاوضات.
 
ورغم خروج "ولد الشيخ" بلا نتيجة في لقائه مع رئيس الجمهورية، إلا أن الأمم المتحدة أعلنت عن استئناف المباحثات يوم غد، وهذا ما رأى مراقبون أنه ضغط غير مفهوم على الحكومة اليمنية، ووضعها أمام الأمر الواقع.
 
تصعيد أممي خطير
 
الصحفي "مأرب الورد" يرى أن إعلان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن استئناف المشاورات غدا في الكويت في ظل موقف الحكومة الرافض للعودة حتى حصولها على ضمانات لالتزام الانقلابيين بتنفيذ القرار 2216 بحذافيره واعترافهم بالشرعية، لا يعدو عن كونه رسالة ضغط وتصعيد أممي من أعلى هرم المنظمة الدولية على الشرعية لإحراجها دوليا لتقبل بالمشاركة.
 
وأضاف "الورد" في تصريح للموقع بوست: هذه الخطوة التي يمكن وصفها بالتصعيدية تأتي في سياق تصرف أممي غير مفهوم – إن أحسنا الظن – بدأت بلقاء المبعوث الأممي الرئيس المخلوع لأول مرة، وكأنها رسالة على تصريحات الرئيس هادي وتصعيد لهجته ضد الأمم المتحدة برفض المشاركة، إن هي أصرت على فرض خطة مبعوثها، رغم رفضها من قبل وفده.
 
وتابع: هناك محاولات من قبل ولد الشيخ لفرض خطته بقوة مجلس الأمن، الذي يعمل مع أطراف فيه مثل روسيا لإصدار بيان رئاسي لدعمها، استباقا لنتائج المشاورات بما يشرعن للانقلاب بصيغة سياسية مقبولة، يقترحها الحوثيون ويدعمهم ولد الشيخ بخطته التي تدعو لتشكيل حكومة شراكة قبل الانسحاب وتسليم سلاح الدولة المنهوب.
 
ضغط على وفد الحكومة
 
المحلل السياسي "معن دماج" قال إن الإعلان عن عودة جلسات المفاوضات غدا، من قبل الأمم المتحدة يعني أحد أمرين. الأول أن الأمم المتحدة استطاعت إقناع الطرف الحكومي للذهاب، نتيجة لضمانات وضغوطات على المليشيات، لا نعرفها حتى الآن.
 
وأضاف "دماج" في تصريح مقتضب للموقع بوست: الأمر الآخر أنها تصريحات من أجل الضغط على الطرف الحكومي من خلال تقديمه كمتعنت، والهدف نفسه، أي الدفع به للمشاركة في المفاوضات في الموعد المحدد.
 
وتابع: لكن جوهر المشكل أن المفاوضات التي تجري في الكويت، تقوم على أساس لا يمكنها من الوصول لتسوية، مهما كان رأينا في هذه التسوية.
 
مفاوضات عبثية
 
تدير الأمم المتحدة مفاوضات عبثية، منذ ثلاثة أشهر، لم تثمر ولم تفضي إلى شيء. وقال الإعلامي "عبدالله الحرازي" : لم تعد تصدمنا مواقف "المبعوث الأممي" الحميمية مع الانقلابيين، ولم يعد خافياً أنه يمثل إرادة بعض القوى الكبرى، التي تريد فرض الهيمنة الفارسية على المنطقة  بدون رتوش ولا مواربة؛ تفعل الأمم المتحدة هذا دونما خجل.
 
وأضاف "الحرازي" للموقع بوست: تعاملت الحكومة اليمنية بمنتهى المسؤولية منذ البدء بتمثيل عالي  في المشاورات، تمثل بنائب رئيس الوزراء، و سبعة وزراء، مقابل مجرد ناطق للمليشيا ومسؤولي محافظات ثانوية في وفد المخلوع.
 
وتابع: رفض الانقلابيون تنفيذ إجراءات بناء الثقة، وجدول أعمال المشاورات، كما لم تلتزم مليشياتهم الميدانية بأي اتفاقات تهدئة. ما يحدث في الكويت مهزلة يصر عليها ولد الشيخ ورؤساؤه، لكننا نعول فقط على حوار الميدان لا غير.
 


التعليقات