الحرب تحرم معظم سكان تعز من مصادر دخلهم وتضاعف معاناتهم (تقرير)
- وئام الصوفي - خاص السبت, 16 يوليو, 2016 - 08:34 مساءً
الحرب تحرم معظم سكان تعز من مصادر دخلهم وتضاعف معاناتهم (تقرير)

[ بعض الدمار الذي لحق بأحياء تعز الحيوية - إرشيف ]

يعاني سكان مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من عام، من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، من تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية، بشكل غير مسبوق.
 
وتشير التقارير، إلى أن الأمن الغذائي والمعيشي، بات شبه منعدم في تعز، الأمر الذي يجعل من المدينة على موعد مع كارثة معيشية مؤكدة، خصوصا أن معظم السكان يعيشون تحت خط الفقر، بينما فقط معظم السكان أعمالهم، جراء الحرب والحصار، المفروض على المدينة.
 
عمال بلا مصادر دخل
 
أثّرت الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على مدينة تعز بشكل مباشر على الحركة التجارية والصناعية، وحتى الزراعية، الأمر الذي تسبب في تعطيل العمل في معظم الشركات، والمؤسسات والمحال التجارية، حتى المشاريع الصغيرة، تضررت، وبالتالي فقد أصبح، الآلاف ممن كانوا يعتمدون على تلك الأعمال بلا مصادر دخل، بعد أن سرح الآلاف من أعمالهم وتعذر عليهم البحث عن فرص أخرى في المدينة التي دمرتها الحرب والحصار.
 
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر لـ(الموقع بوست)، أن بعض الشركات في تعز، سرحت 72 في المائة من عمالها.
 
 ولعل أكثر المتضررين من هذه الحرب، هم العاملون بالأجر اليومي، حيث أوقفت الحرب، الحركة بشكل نهائي، سواء في قطاع الإنشاءات، أو غيرها من الأعمال البسيطة التي تمثل مصدر دخل للآلاف من العمال، مثل البنائين، والباعة الجوالين، وغيرهم.
 
وكما تسببت الحرب بالاستغناء عن العمال الذين كانوا يعملون بالأجر اليومي في مؤسسة الكهرباء، وشبكات المياه والصرف الصحي، والبلدية والنظافة، كون هذه الجهات توقفت نهائيا عن العمل في تعز.
 
وشملت قائمة العاطلين عن العمل في ظل الحرب التي تشهدها مدينة تعز، عمال المطاعم والمخابز، التي توقف معظمها، بسبب الحرب، وأزمات الوقود وانقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى عمال شركات البناء ومحال الوجبات السريعة "الكافتيريا"، ومحلات التصوير والطباعة والبحوث، الذين توقفت حياتهم مع توقف المدارس والجامعات.
 
كما أوقف الحرب معظم المصانع في مدينة تعز، وأصبح عمالها بلا مصادر دخل، وتوقفت الشركات النفطية الخدمية المحلية وتم تسريح عمالها.
 
محمود عبدالله (30 عاماً)، مهندس في أحد مصانع دهانات المنازل التابعة لشركة خاصة في مدينة تعز، كان يعيش حياة مستقرة ويمتلك وظيفة جيدة، لكن منذ الحرب الظالمة التي تشنها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، على المدينة، والحصار المفروض عليها منذ أكثر من عام، ضرب الركود وتوقف الناس عن البناء وتشطيب منازلهم، وأجهزت الحرب على شركته التي أغلقت مقرها وسرحت عمالها.
 
ومنذ عام وأكثر يلازم محمود منزله المستأجر، في حالة سيئة، بلا عمل وغير قادر على تأمين احتياجات اسرته ومهدداً بالطرد من المنزل لعدم قدرته على سداد الإيجار.
 
ومثل محمود، فقدَ الآلاف من أبناء تعز أعمالهم بعد إغلاق شركاتهم ومؤسساتهم، ليصبحوا عاطلين عن العمل.
 
انعدام الدخل
 
يؤكد ناشطون وخبراء أن الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على مدينة تعز، ستتسبب في إنعدام الدخل لأكثر من ثلاثة أربعا السكان.
 
وفي هذا الإطار أكد مدير العلاقات العامة في مجموعة المستهلك التجارية نجمي التميمي، لـ(لموقع بوست)، أن أرباح الشركات التجارية التي نجت من الإغلاق تراجعت بشكل مخيف إلى أقل من 10%، وهو ما يهدّدها بالإغلاق الفترة المقبلة في ظل استمرار الاضطرابات الأمنية والمعارك العسكرية.
 
وأضاف التميمي، أن "مجموعتنا تمتلك أكبر هايبر ماركت على مستوى اليمن في منطقة الحوبان بمدينة تعز، وقد تأثر عملنا بالحرب، وتم تسريح عدد من العمال بسبب أنه لا توجد أية أرباح، خسائر فقط، ونحن مستمرون في العمل كخدمة إنسانية ووطنية، ولكن قد لا يستمر العمل بهذا الشكل فترات طويلة في ظل هذه الظروف".
 
وأوضح التميمي أن المعروض من المواد الاستهلاكية تراجع إلى أقل من النصف، وأن دوام مركز التسوق في تعز تراجع من 24 ساعة إلى 12 ساعة.
 
تراجع فاعلية مؤسسات الدولة
 
تسببت الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع على تعز، منذ أكثر من عام، في تدهور أوضاع السكان، داخل المدينة، كما أنه نتج عنها موجة نزوح كبيرة من معظم المناطق التي تدور فيها المواجهات إلى القرى الأبعد عن خط النار، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية في تلك القرى، وخصوصا في أوساط الأسر النازحة.
 
وساهم في تفاقم المأساة، تراجع أو انعدام فاعلية مؤسسات الدولة، والتي ضعفت إلى حد كبير، إضافة إلى تضاؤل الإنفاق الحكومي في مجال الخدمات والإغاثة، ما أدى إلى توسع دائرة الفقر، إلى جانب انعدام الأمن والاستقرار، على المستويين الفردي والعام، وتحول أفراد المجتمع في مدينة تعزإلى نازحين في المدارس والقرى ويطلبون الغذاء والدواء، وهم محرومون من أي حقوق مدنية.
 
نازحون وفقراء
 
تسببت الحرب، في موجهة نزوح كبيرة في تعز، حيث اضطرت آلاف الأسر إلى مغادرة منازلها، إما بسبب الدمار الذي لحق بمنازلها، كونها في مناطق المواجهات، أو هربا من الحرب والحصار المفروض على المدينة.
 
وتشير التقارير، إلى أن النازحين في تعز، يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية، في ظل غياب الجهود الإغاثية، وتجاهل ولا مبالاة الحكومة الشرعية.
 
وجراء الحصار المفروض والحرب الغاشمة على مدينة تعز، وطبقاً لرصد منظمات حقوقية فإن ما يقارب من (70 %) من الأسر، و(65 %) من الأفراد يعانون من الحرمان والفقر بسبب الحرب والحصار.
 


التعليقات