نظمت الجالية واتحاد الطلبة واتحاد اللاجئين اليمنين في ماليزيا، في جامعة UNTN بماليزيا، مساء أمس السبت، إفطارًا جماعيًا حضره المئات من أبناء الجالية اليمنية، بالتزامن مع اختتام فعاليات يوم القهوة اليمنية 2025، التي نظّمتها مؤسسة يمنيون الثقافية، منذ انطلاقها في 15 فبراير الماضي، احتفاءً بالإرث العريق للبن اليمني.
في كلمته خلال الفعالية، أشار سفير اليمن عادل باحميد، إلى أن هذا الإفطار الجماعي يمثل رسالة رمزية من الجالية اليمنية في ماليزيا إلى أهلهم في اليمن، بأنهم رغم الغربة سيبقون متّحدين، متمسكين بهويتهم، حتى يعود الوطن سعيدًا كما كان.
ودعا السفير أبناء الجالية إلى الحفاظ على وحدة الصف والتكاتف والتعاون فيما بينهم، مشددًا على أهمية التعليم كمفتاح لمستقبل أبنائهم، ومؤكدًا على ضرورة دعم الأنشطة التعليمية التي تسهم في بناء أجيال أكثر وعيًا واستعدادًا للمستقبل.
ولفت السفير إلى أن هذا الإفطار يتزامن مع اختتام فعاليات يوم القهوة اليمنية 2025، التي تنظمها مؤسسة يمنيون الثقافية سنويًا في الثالث من مارس، مؤكدًا أن فعاليات هذا العام كانت مميزة، حيث أعادت الألق لهذا الإرث اليمني العريق.
وأضاف أن القهوة اليمنية مثلت جسرًا حضاريًا عبر المحيطات، ناشرةً للمحبة والسلام، مشيدًا بالجهود التي تبذلها مؤسسة يمنيون الثقافية في تسليط الضوء على البن اليمني كرمز للهوية الوطنية، وموجهًا الشكر للقائمين على هذه الفعالية.
بدوره، أكد رئيس الجالية اليمنية في ماليزيا، المهندس مروان المبروك، أن هذا الإفطار الجماعي يجسد روح الأخوة والتكاتف بين أبناء اليمن في المهجر، ويؤكد أن القلوب، رغم الغربة، تبقى متعلقة بالوطن.
وأشار إلى أن دور المغتربين اليمنيين لا يقتصر على التواجد في الخارج، بل يحملون مسؤولية وطنية بأن يكونوا صوتًا لوحدة اليمن واستقراره.
وفي سياق اختتام فعاليات يوم القهوة اليمنية 2025، استحضر الدكتور ماجد السامعي، البعد التاريخي والثقافي للقهوة اليمنية، مشيرًا إلى أنها كانت رمزًا ثقافيًا ألهم الأدباء والفلاسفة والصوفيين، وأطلقت ثورات فكرية غيرت مجرى التاريخ.
وقال السامعي إن القهوة اليمنية سافرت من شرفات المنازل القديمة في أعالي جبال اليمن إلى موانئ المخا، حيث حملت اسم "موكا" إلى العالم، مغلفةً بعبق التراث ودفء الضيافة وروحانية التصوف. وأضاف أن صداها لا يزال يتردد على مدرجات الجبال اليمنية، حيث يصدح الفلاحون بأهازيجهم مع كل موسم حصاد.
وأكد أن اختتام فعاليات يوم القهوة اليمنية لا يعني نهاية الرحلة، بل هو امتدادٌ لتاريخ طويل، يستمر مع كل فنجان يُسكب، وكل حكاية تُروى، وكل قلب ينبض بعشق القهوة اليمنية الأصيلة.