تتصاعد قضية جريمة اغتيال الصحفي السعودي العالمي جمال خاشقجي رحمه الله.. وتتواتر التسرييات والمعلومات التي تخرجها تركيا للراي العام العالمي عن الفاعلين والمجرمين.. ومن المهم ان نؤكد اولا ان هذه ليست بقضية عادية (تقليدية) عن نظام مستبد ما , قام بقتل وتصفية معارض سياسي له..بل انها اكبر من هذا بكثير,هي جريمة مركبة متداخلة, (تدخلت واشتركت ) بارتكابها دول اقليمية..

وليس كما يفترض اركان وقيادات بنظام الدولة المنتمي لها الضحية هو فقط من ارتكب الفعل..ولكن الموضوع اكبر واعقد وتجاوز هذا بمراحل.. انها مجموعة دول قامت بتنفيذ الجريمة بشكل علني استعراضي ملفت وبشع داخل قنصلية سعودية .. عملوا كل ذلك لكي يلصقوا الجريمة  وتبعاتها بالملك( سلمان وابنه) وحدهما.. على الا يظهر الفاعلين الاقليميين الاخرين بالمشهد ولا ينالهم شي ..ولكن خططوا لان يتحملها سلمان وحكمه فقط.
 
لكن انقلبت الطاولة.. وفشل المخطط  وانفضح الفاعلين الاقليميين منذ البداية  بشكل دراماتيكي وكارثي عليهم ومزعج ومربك لهم .. فمكر الله كان ولا زال اكبر دوما .
 
ولقد لاحظ الجميع مؤخرا تغير نوعي بموقف الرئيس الامريكي ترامب وانقلابه من مهاجم ثابت مبتز.. الى مدافع عن نظام سلمان بقضية جريمة اغتيال #خاشقجي, بعد ان كان يهدد ويرعد ويبتز بالايام الاولى من الجريمة وبالايام التي حدوث الجريمة.

وسبب هذا التحول والتغير ليس (المال والحلب) فقط مثل كل مرة .. وانما سبب اخر اهم..وهو منع الحبل ان يصل اليه هو وادارته واستخباراته المتورطة , ان دفاع ترامب عن بن سلمان ومنعه للحبل ان يصل لبن سلمان..هو دفاع بالحقيقة عن  ذاته ,فاستخباراته( السي اي ايه ) متورطة بالجريمة وهي احد الشركاء الفاعلين, لقد تاكد لترامب وعصابته الصهيونية الحاكمة وادواتها بمنطقتنا ان السحر قد انقلب على الساحر, وان خطتهم فشلت ,, خطتهم التي كان محورها (تلبيس)  التهمة والجريمة القذرة كاملة لسلمان وابنه وحدهما ,دون ان يظهر بالصورة الفاعلين الحقيقيين..وذلك لغرض اشعال فتيل صراع دموي مفتوح ومباشر بين تركيا والسعودية ولاهداف اخرى.
لكن الذكاء والصحوة التركية اأشلت المخطط كاملا وقتلته في مهده وكشفت بالادلة والبراهين المخطط الخبيث..

بحيث ستجعل الحبل سيلتف حول الجميع في حال سقوط بن سلمان ,, الحبل سيلتف حول جميع الفاعلين  وأولهم( ترامب واستخباراته)  وكذلك أدواته بن زايد وتل ابيب والدولة العميقة بالسعودية.

ولن يلتف حول حكم سلمان وحده كما كانت الخطة الصهيونية للفاعلين الحقيقيين للجريمة  مخططة ومرتبة, بصراحة وانصاف ودون مبالغة نقول ان  عبقرية اخواننا العثمانيين تستحق ان تدرس بالجامعات .

لقد ظهر ترامب مرتبكا لم يدر الازمة بنجاح للان,فهو وصهره متورطان بالجريمة وفاعلين اساسيين,

ولكن كانوا بالأسابيع الاولى يظنان انهما بعيدان وبأمان ولا تملك تركيا ادلة عنهما, وان نظام سلمان وحده سيلبسها.

والان بعد التسريبات الاخيرة للأتراك التي تخرج ببطء  كل عدة ايام على شكل صفعات للكل المتورط, وليس لبن سلمان وطاقمه الذي نفذ الجريمة مع الدولة العميقة ,لقد اوصل الاتراك بدهاء وذكاء إلى  أدلة اخرى وخيوط تصل لترامب ولكوشنر انفسهم, لهذا سنلاحظ كثيرا الفترة القادمة ارتباك وقلق لادارة ترامب ورجاله ,ولو كان على المال فسلمان كان منذ البداية قادرا من اول اسبوع بعد وقوع الجريمة ان يمنحهم مبالغ ليشتريهم,وليس الان بعد شهرين..

المسألة ليست مسالة مال وحده إذن ..بل تجاوزته بمراحل وبات مستقبل ترامب واللوبي الصهيوني الحاكم وسمعته نفسه تحت رحمة ما ستفضي به هذه القضية العالمية المزلزلة...قضية الرجل النبيل العظيم جمال خاشقجي.