أحمد غالب

أحمد غالب

رئيس مصلحة الضرائب سابقا

كل الكتابات
ما بعد كورونا ليس كما قبله
الجمعة, 27 مارس, 2020 - 07:21 مساءً

مقولة رددها الكثيرون في كل الوسائل وبالتأكيد من اطلقها يدرك مغزاها ومتيقن من صحتها.
 
راينا فيروس صغيرلا يرى بالعين كيف ارعب العالم. وفضح الإمبراطوريات واظهر زيف الأحلاف. وهشاشة التجمعات القائمة على المصالح المادية المجردة الخالية من العلاقات والمشاعر الإنسانية كما اظهر إلحاجه إلى اعادة ترتيب الأولويات وتصحيح الاختلالات وإعادة توجيه الإمكانات نحو سعادة البشرية وحمايتها بدلًا من دمارها وفنائها واظهر ان الأمم مصيرها واحد بغض النظر عن أعراقها وأديانها ولغاتها وألوانها وغناها وفقرها.
 
رأينا الكبر والعنجهية والركون إلى ألقوه والاعتداد بالإمكانيات المادية والعلمية والعسكرية التي ظهر بها البعض خلال الازمه كيف سود كرونا وجوه أصحابها بعار العجز والكذب . قبل ان ينهوا مؤتمراتهم الصحفية التي تبجحوا فيها ان كل شيء تحت السيطرة وأنهم الأقوى والأجدر والأفضل على الكوكب.
 
العالم اليوم مدعوا إلى اعادة النظر في سلوكياته وخططه وبرامجه مستفيدين من هذه المحنه لنجعل كوكبنا اكثر امنا وأكثر عدلًا. نرفع الظلم عن المظلومين ونتكاتف لنخرج البعض من ماسي الفقر والجهل والحروب التي صنعها الكبار ليحققوا مزيدًا من الرخاء والنماء لشعوبهم. ولشركاتهم الاحتكارية على حساب دماء ودموع وآلام الشعوب المقهورة.
 
شكرا لله. الذي عرفنا كم نحن ضعفاء وكم نحن حمقى وكم نحن أنانيون بتبديد ثرواتنا وامكانيات البشرية في مجالات الموت والدمار على حساب وسائل امن البشرية وحياتها وحمايتها من الأخطار غير المنظورة فكرونا فضح الكبار قبل الصغار والأغنياء قبل الفقراء.
 
كرونا سيسقط أحلاف ويبدل مواقف ويعيد رسم الخارطة الكونيه من جديد ولن يكون بعد كرونا كما قبله وصدق صاحب المقولة.
 
كرونا أيضا كما هو نقمه. ففيه عضات وعبر ودروس على البشرية ان تستخلصها. وتستفيد منها وتعيد ترتيب أولوياتها. وفقًا لتلك العبر والدروس.
 
كرونا. وكأنه رسول من الله مخصوص للعنصريين من قادة العالم وامثالهم من العنصريين في كل المواقع والمجالات.

* نقلا من صفحة الكاتب في فيسبوك

التعليقات