بعد انتظار طويل قارب العام ولدت حكومة الكفاءات
ومع تحفظ غالبية اليمنيين على الحكومة في تسميتها وعلى بعض شخوصها وسياساتها ومرجعياتها
لأن نصيب الوطن فيها قليل إلا أن الكل علق عليها الآمال باعتبار أن توافق الأطراف والرعاة حول سياساتها وأهدافها أو على الأقل رضاهم عنها سيوفر لها دعما غير مسبوق يمكنها من تجاوز كثير من الصعاب وفي مقدمة ذلك الأوضاع الاقتصاديه الصعبه وانعدام الخدمات والمرتبات والحاله الامنيه المترديه والتشتت والتضارب في اتخاذ القرارات واستعادة القرار السيادي للموسسات المركزيه الذي سلب منها خلال الفتره السابقه وايقاف النهب المنظم للموارد من قبل النافذين واستعادتها الى خزينة الدوله لتتمكن الحكومه من اعادة توظيفها بما ينفع الناس ويخفف من معاناتهم في شتى المجالات.
لكن للاسف تركت الحكومة لوحدها تبحر في سفينة مخروقه في بحر لجي متلاطم الامواج دون اشرعه ولا وقود يمكنها من الابحار رويدا رويدا حتى تصل الى قدرها ان قدر لها الوصول.
المفارقه المحزنه أن بعض من أفراد الطاقم بدأ يفكر بصوت مسموع للقفز منها لينجو بنفسه
وهو تفكير خاطيء وقصير النظر
فبدلا من التكاتف والتعاون ودراسة افضل السبل لتجاوز العاصفه والابحار الى بر الامان كفريق واحد حتى ننجوا جميعا. بداء تفكيرنا ساذجا وانانيا ولا يتناسب مع مستوى الخطر المحدق بالجميع لان الاعصار هذه المره لا سمح الله اذا ماعصف بهذه السفينة المهلهلة التي تمثل لنا بعض الامل سيكون مدمر ولن ينجوا منه احد
مناشدتنا للرعاة. بسرعة تقديم الدعم اللازم والضروري انقاذا للحكومه وتخفيفا لمعاناة الناس الذين خرجوا في معظم المحافظات الى الشارع. باحتجاجات. ستكون اثارها كارثيه اذا تم تجاهلها وعدم الاصغاء الى مطالبها ولو في الحدود الدنيا وهي مطالب ضروريه ومشروعه ومتواضعه ، واقل تلك الاثار شلل هذه الحكومة وتفجرها من داخلها وسحب المشروعيه منها. الامر الذي يعيدنا الى المربع الصفري
ولنا ان نتذكر ان الوصول الى صيغة هذه الحكومه اخذ مايقارب من العام من الجهود والمراضاه. وطرح الجيهان والرحلات المكوكية بين اروقة الفنادق في جده والرياض. وعواصم اخرى وفي ضروف افضل من التي نعيشها اليوم
نذكر الجميع ان دعم للحكومه لتنجح ولو في بعض الجوانب المهمه هو واجب على الرعاة لان النجاح مهما كان متواضعا يصب في صالحهم ويزيد من رصيدهم باعتبارهم من اشرف على هذه الولاده ، واي اخفاق وفشل سيكون محسوبا عليهم واثاره ستكون كارثيه ومدمره على الشعب اليمني وعلى الاقليم بكامله
الشعب اليمني لم يعد لديه مايخسره ومعاناته تفوق احتمال الاحتمال ، صحيح لسنا الشعب الوحيد الذي يعاني لكن معاناتنا هي الاسواء. ومشكلتنا مركبه ومتعددة الابعاد ولا يجوز ان يستمر الاشقاء جميعا بالتفرج. على شعب شقيق وكريم تجمعت عليه كل مصايب ونكبات الدنيا وهم قادرون على مساعدته واخراجه مما هو فيه ان ارادوا واول تلك الواجبات واهمها ان يساعدوا الحكومه ويمكنوها من السيطره على مرافقها ومواردها العامه وتوحيد اجهزتها السياديه لحماية تلك الموارد والمرافق دون اعاقه او تعطيل .
الحكومه مطالبه بكل اجهزتها ووزارتها بالتحرك الفاعل والعمل المتواصل كل في مجاله وبموجب قوانينه وصلاحياته ولا يجوز الانتضار لاجتماع هنا او هناك او تشكيل مجالس ،
المجالس تساعد في رسم السياسات وتعديلها على المستوى الكلي والتعامل مع معضلات ومستجدات تفوق قدرات تلك الوزارات . اعمال التنفيذ هي من اختصاصات الوزارات والاجهزه. ولديها قوانينها وانظمتها وصلاحياتها فقط المطلوب منها التحرك اولا حتى يشعر الناس بوجودها . ولا يجوز تجميد عمل الوزارات المعنيه اوالاستعاضة عنها بكيانات اخرى.
ماجرى اليوم في عدن واقتحام قصر معاشيق. وارباك عمل
الحكومه نذير ، ان الامور بدات تخرج عن السيطره وستتبعه نذر ان لم تكن عواصف فهل يعي الاخوه الرعاه تلك الرساله
. فالبلد يعيش ازمة اقتصاديه خانقه وغير مسبوقه ولا امل يلوح في الافق للتخفيف من حدتها مما يجعلها اخطر ازمة يواجهها البلد قياسا بما يجري في بقية الجبهات والمؤسف ان يتم التعامل معها رغم خطورتها من قبل الجميع بالتجاهل وعدم الاكتراث
الاخ رئيس الوزراء. نقدر وضعك الحرج والخذلان الذي تواجهه لكن المرحله تتطلب وجها اخر للتعامل ، التعامل الديبلوماسي الناعم لايناسب المرحله وان كان ولا بد . فلتكن الديبلوماسية الخشنه التي تترك اثراً .
المكاشفه عما يجري. من اختناقات واعاقات والمسئولين عنها مطلوب وملح
الصمت أو الحديث الخافت لم يعد خيارا مناسبا
القادم واضح ولا يحتاج الى عبقرية للتنبوء. بمآلاته الكارثيه
حفظ الله اليمن