بنزيما.. مخيب الآمال يتحول إلى صانع الفرحة
- متابعات الاربعاء, 27 أبريل, 2022 - 11:20 مساءً
بنزيما.. مخيب الآمال يتحول إلى صانع الفرحة

يعيش كريم بنزيما أياما ذهبية في مسيرته الكروية، رغم تقدمه بالعمر نسبيا (34 عاما).

 

ومع تسجيله الأهداف بمختلف الطرق وأمام أعتى الأندية المنافسة، سواء في الليجا الإسبانية أو في دوري أبطال أوروبا، ولعبه دور المنقذ، ارتفعت أصوات كثير من المشجعين، مطالبين بأن تكون الكرة الذهبية هذه المرة لبنزيما.

 

"ستكون مفاجأة بالنسبة لي إن لم يضعوا اسم كريم بنزيما على الكرة الذهبية هذا العام"، برأي ريو فيرديناند، المدافع السابق للمنتخب الإنجليزي وفريق مانشستر يونايتد.

 

ولكن صعود بنزيما وتألقه هذا تأخر كثيرا، حيث بقي لسنوات طويلة مصدر خيبة أمل في أكثر من مناسبة، بسبب إضاعته لفرص محققة للتسجيل.

 

وكانت جماهير ريال مدريد تطالب من حين لآخر بضرورة إنهاء تواجده مع النادي، الممتد منذ عام 2009.

 

فما الذي كان يعيق كريم عن التألق؟ رغم أن فترة العطاء الأفضل تكون عادة في العقد الثالث من العمر وقد تستمر في العقد الرابع، ولكنها من النادر جدا أن تبدأ بعد سن الثلاثين.

 

مشاكل على أكثر من صعيد

 

بقي كريم بنزيما يعيش لسنوات طويلة تحت ضغط نفسي، سببته طريقة حياته ربما والأزمات التي مر بها، وأبرزها الدعوى القضائية بشأن محاولة ابتزازه لزميله في المنتخب الفرنسي، ماثيو فالبوينا.

 

هذه القضية التي بدأت في يونيو/حزيران 2015 واستمرت حتى أواخر 2021، شكلت صدمة لعالم كرة القدم في فرنسا، حينها استبعد اللاعبان من المنتخب الفرنسي بسببها.

 

 

 

وبقي الحديث بشأنها مستمرا إلى أن أصدرت محكمة فرنسية، حكما بتغريم بنزيما 75 ألف يورو، إضافة لحبسه سنة مع إيقاف التنفيذ، وهكذا أغلق هذا الملف نهائيا.

 

وأيضا ما جعل بنزيما يتوارى عن أضواء النجومية سابقا، هو وجود كوكبة من النجوم البارزين في صفوف الميرنجي، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس.

 

ومع تقدم مودريتش في السن وتراجع مستوى توني كروس، ازداد سطوع نجم كريم بشكل واضح.

 

الهداف الذهبي

 

عودة بنزيما للمنتخب الفرنسي خلال الفترة الماضية أعطته أيضا دفعة إضافية للتألق خلال هذا الموسم، الذي يحطم فيه الأرقام القياسية، واحدا بعد الآخر، وبات يقترب من تحطيم أخرى.

 

فها هو بنزيما يتجاوز حاجز الأربعين هدفا في موسم واحد، وهذه هي المرة الأولى في حياته التي يكسر فيها كريم هذا الحاجز، ولم يسبقه لذلك من بين لاعبي الريال، خلال العقدين الماضيين، سوى كريستيانو رونالدو.

 

كما أن بنزيما هو أبرز مهاجم في القارة الأوروبية هذا الموسم، فالأرقام تؤكد أنه الأفضل من حيث تسجيل الأهداف وتقديم التمريرات الحاسمة.

 

ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي وإحرازه هدفين رائعين، أحدهما من ركلة جزاء نفذها بطريقة مميزة للغاية، أضاف نقطة جديدة لصالح بنزيما هذا الموسم.

 

ورغم خسارة الريال للقاء بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، إلا أن بنزيما بدا متحمسا عقب المباراة، وقال في تصريحات لمنصة "موفيستار بلس": "الهزيمة لا تكون جيدة على الإطلاق لأننا متحمسون للغاية بشأن دوري الأبطال، الشيء الأكثر أهمية هو ألا نستسلم أبدا، سنكافح حتى النهاية".

 

وأضاف: "الآن سنلعب في البرنابيو وسنكون بحاجة إلى دعم جماهيرنا بشكل غير مسبوق، وسنقوم بشيء هائل وهو الفوز".

 

وإن فعلها خلال مباراة الإياب وقاد الريال للتأهل إلى نهائي الأبطال، فيمكن القول إن بنزيما على بعد خطوات قليلة ليكون نجم الموسم بلا منازع.

 

ويحتفل بنزيما بميلاده الخامس والثلاثين في 19 ديسمبر / كانون الأول، أي في اليوم الذي يلي المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، ما يعني أن الاحتفال سيكون بنكهة خاصة جداً في حال نجح مع مبابي ورفاقهما في قيادة "الديوك" الى لقبهم العالمي الثاني تواليا والثالث في تاريخهم.

 

لكن من الآن وحتى حينها، سيحاول بنزيما تعزيز مكانته كأحد أفضل اللاعبين الذين مروا على النادي الملكي، إلى جانب أساطير مثل "الرونالدوين"، إن كان البرتغالي أو البرازيلي، ألفريدو دي ستيفانو، راؤول جونزاليس، المجري فيرينتس بوشكاش، ومواطنه الفرنسي ومدربه السابق زين الدين زيدان.


التعليقات