مونديال قطر.. النسخة الأكثر إتاحة للمعوقين في تاريخ البطولة
- الأناضول الأحد, 18 ديسمبر, 2022 - 10:05 صباحاً
مونديال قطر.. النسخة الأكثر إتاحة للمعوقين في تاريخ البطولة

أثناء تحضيرها لاستضافة النسخة الأولى من نوعها لكأس العالم لكرة القدم في بلد عربي وشرق أوسطي، أولت قطر أهمية خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة بحيث قدمت لهم تجربة استثنائية بحضور البطولة براحة تامّة.

 

اللجنة العليا للمشاريع والإرث الموكلة بتنظيم وتنفيذ المونديال، نجحت باستضافة النسخة الأكثر إتاحة للمشجعين من ذوي الإعاقة في تاريخ المونديال، بالاستمتاع بمتابعة المباريات بفضل التقنيات المتقدمة التي وظفتها في هذا المجال.

 

فلأول مرة في تاريخ المونديال، ضمّ التنظيم مجموعة واسعة من مزايا الإتاحة، كإضافة 5 أنواع من المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة، والغرف الحسّية لذوي التوحّد وصعوبات الإدراك الحسّي.

 

وأتاح مونديال قطر التعليق الوصفي السمعي باللغتين العربية والإنجليزية، للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية.

 

إضافة إلى ذلك، قدّم خدمات المساعدة على التنقّل في منطقة الميل الأخير وداخل الملاعب، وكافة المرافق اللازمة لضمان سلامة وراحة المشجعين.

 

** وصول شامل

 

المشجع العماني أكرم بن سيف المعولي، وهو أحد الأشخاص من ذوي الإعاقة، وصل قطر لحضور مباراة المغرب وكرواتيا التي جرت السبت في إطار المنافسة على المركز الثالث بالبطولة.

 

وعن تجربته يقول المعولي للأناضول: "كنت على يقين بأن تجربة تطبيق معايير الوصول الشامل سوف تكون على أكمل وجه في أكبر حدث عالمي ألا وهو كأس العالم 2022 في قطر".

 

وأضاف: "حرصت على خوض هذه التجربة الفريدة والنادرة كعادتي في أيّ حدث عالمي، مثل هذه الأحداث تعني الكثير للبشرية".

 

وبحسب المعولي، هذه التجربة "تعني أكثر بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، عندما يتعلق الأمر بمنح الفرص المتساوية والمتكافئة مع الآخرين في كل تجربة وفي كل محفل وفي كل قطاع".

 

"قطر من الدول التي كان لها السبق في تفعيل معايير الوصول الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة في كل مكان"، ويوضح المعولي أن ذلك تم "من خلال تطبيقها على أرض الواقع في المواصلات العامة بكافة أنواعها، والمرافق السياحية والمنشآت المختلفة".

 

ويضيف المعولي: "لمسنا أيضًا المستوى العالي لتمكين هذه الفئة من خلال إشراكهم في حفل الافتتاح الموهبة الفريدة غانم المفتاح، وكذلك وجودهم في أرضيات الملاعب والأنشطة المختلفة".

 

ويؤكد أن "هذا هو النموذج الذي يحتذى به في عملية التمكين والاستقلالية ومنح الفرص المتساوية والمتكافئة مع الآخرين، وفق ما نصّت عليه الاتفاقيات الدولية والمواثيق المتعلقة بهذه الفئة".

 

وفيما كان حلمه حضور المباراة الختامية، يأسف المعولي أنه حصل فقط على فرصة دخول مباراة المركز الثالث بسبب نفاد التذاكر لمباراة الأرجنتين مع فرنسا.

 

لكنه أعرب عن سعادة كبيرة "بهذه التجربة المتكاملة وبتميّز قطر في استضافة البطولة التي لمسنا من خلالها البصمة المفردة في كل شي متعلق بها".

 

** فخورون بنجاحنا!

 

خالد النعمة، المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية باللجنة العليا للمشاريع والإرث، تحدث في تصريح صحفي عن الجهود التي بذلوها في سبيل تقديم أكثر نسخة مناسبة لذوي الإعاقة.

 

وقال النعمة: "كان هدفنا منذ البداية استضافة النسخة الأكثر إتاحة وسهولة في الوصول والحركة لذوي الإعاقة في تاريخ المونديال، ونحن الآن فخورون للغاية برؤية خططنا قد نفذت بنجاح على أرض الواقع".

 

هذا النجاح قوبل بـ "إشادات واسعة من مجتمع ذوي الإعاقة" وفق النعمة الذي أضاف: "نحن فخورون بأن التزامنا في هذا المجال سيساعد في تعزيز مزايا إمكانية الوصول والحركة في قطر وفي جميع أنحاء المنطقة".

 

ولفت إلى أنه "من المؤكد أن هذا سيكون من أهمّ جوانب الإرث الدائم للنسخة الأولى من كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي".

 

وكانت اللجنة العليا للمشاريع والإرث قد أسست منتدى التمكين عام 2016، وهو منصة تجمع ذوي الإعاقة والمؤسسات الممثلة لهم في أنحاء قطر، لمناقشة كيفية الاستفادة من استضافة البطولة في خلق مجتمع أكثر إتاحة.

 

وبالفعل، لعب المنتدى دورًا مهمًّا في التخطيط لضمان تصميم وإنشاء مرافق رياضية وبُنى تحتية تناسب احتياجات ذوي الإعاقة كافة في أنحاء البلاد، بما يضمن رحلة سهلة الوصول والحركة لجميع المشجعين.


التعليقات