ميدل إيست آي: التطبيع الإماراتي لم يكن كافياً لشراء ثقة إسرائيل (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 29 أغسطس, 2020 - 08:59 مساءً
ميدل إيست آي: التطبيع الإماراتي لم يكن كافياً لشراء ثقة إسرائيل (ترجمة خاصة)

[ ميدل إيست آي : معظم مبادرات بن زايد في المنطقة لم تكن ناجحة بالكامل ]

قال موقع "ميديل إيست آي" البريطاني إن معظم مبادرات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الإقليمية لم تكن ناجحة بالكامل.

 

وذكر الموقع في مقال أعده الكاتب ماركو كارنيلوس وهو دبلوماسي إيطالي سابق، أنه ربما يكون ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أحد أقوى الحكام في الشرق الأوسط، في حين أنه من الصحيح أن معظم "مبادراته" الإقليمية لم تكن ناجحة بالكامل، إلا أنه يظل ملتزماً بإنقاذ العالم العربي من تهديدين وجوديين: إيران ومحور المقاومة والفرع الأقدم والأكثر أهمية وكذلك الإسلام السياسي المتمثل بالإخوان المسلمين.

 

وبحسب مقال كارنيلوس الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست"، فإن قائمة "إنجازات" بن زايد طويلة: منها دعم الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي عام 2013 ومحاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2015 والحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن والحصار المفروض على قطر في عام 2017 ودعم الجنرال خليفة حفتر في شرق ليبيا وتعزيز العلاقات العسكرية والاستخبارية مع إسرائيل ودعم سياسة الضغط الأقصى للولايات المتحدة ضد إيران وهذه كلها جزء من إستراتيجية محمد بن زايد الكبرى.

 

ووفقا للمقال، فإن من وجهة نظر محمد بن زايد فإن إيران وتركيا وجهان لعملة واحدة، العقول المدبرة لما يسمى بالتطرف الشيعي والسني، ومن المفارقات، بعد تعرضها للمحاربة من قبل حملة سياسية وإعلامية ممولة من الإمارات العربية المتحدة لتضخيم التهديد الإيراني، تعتبر كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الآن العلاقة بين تركيا والإخوان بمثابة التهديد الرئيسي.

 

ولفت إلى أن ولي عهد أبو ظبي - حتى الآن - كان العقل المدبر وراء سياسة الاحتواء هذه، ولتنفيذه -حد قوله- قام بن زايد بتجنيد "عملاء" مهمين، بما في ذلك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصهر الرئيس الأمريكي والمستشار الخاص جاريد كوشنر.

 

وأشار إلى أن مثل هذه المواهب الذكية سمحت بتعزيز أجندة محمد بن زايد من خلال التعاون الجيد من كل من الإدارة الأمريكية والأسرة الحاكمة السعودية.

 

يقول "لسوء الحظ، بسبب أفعال طائشة مثل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي واعتقال واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري وحربه على اليمن، فإن التعامل مع محمد بن سلمان أكثر تعقيدًا في التعامل معه، ناهيك عن الترويج له كشريك للديمقراطيات الغربية".

 

وذكر أن ولي العهد السعودي أثبت مرة أخرى أنه كان على حق في الشعار اللاتيني القديم (المال لا ينتن). لذلك، يبقى الخيار الأفضل الذي يمكن أن يعتمد عليه محمد بن زايد داخل محكمة آل سعود.

 

ووفقا للمقال فإن خلافة الملك سلمان المريض تأتي على رأس جدول أعمال كل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، كلما حدث ذلك مبكرًا، كان ذلك أفضل من الناحية المثالية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.

 

 وأضاف أنه "في حالة انتخاب المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، قد يتولى الكثير من الأصدقاء والمعجبين لولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف مناصب مهمة في الإدارة الديمقراطية الجديدة".

 

مكافأة مراوغة

 

يشير المقال إلى أنه في 13 أغسطس، خطت إستراتيجية محمد بن زايد الجريئة خطوة إلى الأمام، وأعلن بيان ثلاثي من قبل الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل عن اتفاق سلام بين البلدين اللذين لم يكونا في حالة حرب أبدًا.

 

يضيف "يمكن للولايات المتحدة الآن أن تدعي بفخر أن دولة عربية ثالثة بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994، أقامت رسميًا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. دونالد ترامب، المنخرط في الحملة الانتخابية الأكثر استقطابًا في انتخابه، خاصة بين الناخبين المسيحيين الإنجيليين.

 

ويتابع "يأمل نتنياهو أن هذا الإنجاز، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، قد يزيل الشلل السياسي والدستوري الذي تعاني منه إسرائيل لصالحه"، مشيرا إلى أن الوضع سخيف للغاية لدرجة أن وزير الخارجية غابي أشكنازي ووزير الدفاع بيني غانتس لم يعلما بالاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة.

 

واستطرد الكاتب "لحسن الحظ، ليس لدى محمد بن زايد أي مخاوف بشأن الإنتخابات، ومع ذلك حتى الآن كانت مكافأته بعيدة المنال".

 

وأردف "لا أحد يعتقد حقاً، كما ادعى نفس البيان الثلاثي، أن نتنياهو سيعلق فعلياً خطط ضم الضفة الغربية، سيستمر الاستيلاء على الأراضي بحكم الأمر الواقع كما حدث في الثلاثين عامًا الماضية، فيما يسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط المزعومة التي تديرها الولايات المتحدة، يمكن أن ينتظر إضفاء الطابع الرسمي عليها بحكم القانون".

 

السلام لشيء ما

 

يذكر أنه بعد أسبوعين فقط من إعلان ترامب بفخر عن اتفاق السلام، ألغت الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لتقرير أكسيوس، اجتماعاً مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين لإضفاء الطابع الرسمي على التطبيع بسبب معارضة نتنياهو لبيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز "Lockheed Martin F-35" إلى أبوظبي.

 

في 19 أغسطس، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على استفادة الإمارات من توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل، مشيرة إلى نية البيت الأبيض بيع المقاتلة النفاثة الأكثر تقدمًا في الولايات المتحدة، F35، وبعض الطائرات المسلحة بدون طيار التي كانت في السابق محرمة على مشيخة الخليج.

 

وأوضح أن طلب الإمارات لشراء مثل هذه المعدات معلق في واشنطن منذ سنوات، لافتا إلى أن ظهور مثل هذا الطلب أثار دهشة قليلة ليس فقط داخل الحكومة الأمريكية ولكن أيضًا داخل الدوائر الإسرائيلية.

 

ووفقًا لمسؤول إماراتي رفيع، فإن لدى الإمارات العربية المتحدة طلبًا مشروعًا للحصول على طائرة مقاتلة من طراز F-35، وينبغي أن تزيل موافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل "أي عقبة" أمام الولايات المتحدة للمضي قدمًا في البيع. ومع ذلك، فقد تم اتباع سياسة حازمة في واشنطن وتل أبيب منذ عقود للحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة حتى تجاه الدول العربية التي وقعت اتفاق سلام.

 

واستطرد "تكمن المشاكل في أن ولي عهد أبوظبي يريد أن تكون صفقة الطائرات النفاثة مكافأة له على عقد صفقة مع إسرائيل بينما يتعين على نتنياهو أن يشرح كيف أن صفقته المفضلة هي "السلام مقابل السلام"، قد تكون في الواقع سلامًا لشيء ما".

 

يواصل الكاتب في مقاله القول "في الانفتاح الرسمي على إسرائيل، أظهر محمد بن زايد بالتأكيد الشجاعة في تجاهل النموذج العربي الأساسي للسلام في الشرق الأوسط. يجب أن تتبع العلاقات الطبيعية مع إسرائيل -لا أن تسبق- تسوية القضية الفلسطينية كما تم التأكيد عليه رسميًا في مبادرة السلام العربية لعام 2002".

 

ووفقا للمقال قد يفاجأ ولي عهد أبوظبي عندئذ، أو يخيب أمله عندما يكتشف أن لفتته الجريئة ليست كافية لشراء الثقة الإسرائيلية، ومن المؤكد أن إسرائيل مسرورة إذا غيرت الدول العربية مواقفها ولكن ليس مقابل أسلحة أمريكية متطورة.

 

عامل إيران

 

يقول الكاتب "مما لا شك فيه، على المستوى الثنائي، فإن إسرائيل والإمارات ستستفيدان بشكل كبير من الانفتاح الدبلوماسي، أما بالنسبة لإيران، فربما لم تعد تنظر إلى الإمارات على أنها منافس سياسي بل كقاعدة لوجستية للعمليات الإسرائيلية ضدها".

 

وتشير إلى أنه بعد مقتل قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية في يناير الماضي، أعلنت إيران الإمارات على وجه التحديد كهدف لهجمات ضد الأصول العسكرية الأمريكية. ما أفاد طهران هو المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن طائرات أمريكية أقلعت من قواعد إماراتية بعد أو أثناء الضربة الصاروخية الإيرانية الانتقامية على القواعد الأمريكية في العراق.

 

* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات