مشهد الموضة في الدول العربية.. اليمن، "الجزيرة العربية المثمرة" (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 22 يوليو, 2022 - 08:52 مساءً
مشهد الموضة في الدول العربية.. اليمن،

تقول كازنا أسكر، التي وصلت إلى نهائيات اتفاقية التجارة الحرة: "بلدي بحاجة إلى تقدير وموارد من أجل ازدهار المبدعين".

 

وتضيف أسكر على منصة "فاشن ترست أرابيا" أنه "وراء مصب النيل عند بيلوز، التي يغمرها البحر الأحمر، يوجد ما يسمى بجزيرة الفاكهة العربية، مليئة بالعطور والثروات": هكذا وصف بليني الأكبر، في كتابه "التاريخ الطبيعي"، دولة اليمن الحالية، التي أطلق عليها الرومان اسم "العربية السعيدة" (العربية السعيدة، أو الجزيرة العربية المثمرة). وكان اليمن أيضًا موقعًا لمملكة سبأ التي امتدت إلى إريتريا. كيف يمكن لأرض هذه الملكة الأسطورية ألا تكون أرض كنوز؟

 

كاتبة التقرير، الذي ترجمه "الموقع بوست"، المدونة "فيفي أبو دياب" واصلت السرد على موقع فاشن: بالطبع، طغت الحرب اليوم على العطور والثروات التي يتحدث عنها بليني، لكن اليمن الأخضر، وهو محطة تاريخية على الطرق البحرية المؤدية إلى الهند والشرق الأقصى، هو أرض خصبة للمعرفة الفنية والتقاليد الحرفية، بما في ذلك، على وجه الخصوص، الخط العربي وتجديل النخيل، والتي تم اقتراح إدراجها كممارسات التراث الثقافي العالمي لليونسكو. وقد أطلقت العاصمة اسمها على "أغاني صنعاء" التي تضفي ألحانها إيقاعًا على أشعار الأجداد الرائعة، كما أن مدينة صنعاء هي قطعة قماش مربعة الشكل ذات ألوان زاهية ملفوف حول الجسم، وهو من أشهر الملابس في اليمن، بالإضافة إلى التطريز بالخيوط الفضية لمنطقة باجل، وهي منطقة تقع عند سفح تهامة، السهل الساحلي للبحر الأحمر.

 

ثورة التقاليد

 

ووفقا لدياب، أثارت هذه الإبداعات، التي صنعها التطريز غير العادي، شغفًا حقيقيًا لدى باربرا إيفانز، وهي هاوية كان زوجها مستشارًا بريطانيًا للحكومة اليمنية بين عامي 1981 و 1989. وعند عودتها إلى إنجلترا، تبرعت إيفانز بفساتينها اليمنية المطرزة لمتحف الأزياء في باث. وتضمن التبرع فستاناً منسوجاً تقليدياً مصبوغاً بالنيلي من المنطقة الجبلية الوسطى حول صنعاء، وفستاناً صفيحة أمامية مطرزة بخيوط فضية.

 

ومع هذه التقاليد الغنية، لا يتوقف الإرسال أبدًا. إنها تتطور مع كل جيل، وتلهم اتصالات وإبداعات جديدة. ففي ديسمبر 2010، نظمت صنعاء أول عرض أزياء لها في مكان عام، بحضور جمهور مختلط، تحت شعار "ثورة التقليد". واستعرض الحدث مواهب يمنية جديدة، بما في ذلك مصممة الأزياء مها الخالدي، التي درست الخياطة في إيطاليا وركزت على إعادة استخدام العناصر التقليدية في تصاميمها. موهبة جديدة أخرى هي المصممة الأنجلو-يمنية كافا موكبيل، التي تستخدم نسج الأسلاك الذهبية والفضية الشهيرة في تصميماتها.

 

أشعر بالفخر

 

من بين المواهب الشابة من اليمن، تخبر كازنا أسكر، المتأهلة النهائية لجائزة فاشن ترست أربيا 2022 في فئة المواهب الأولى، قليلاً عن رحلتها وبلدها وترفع الحجاب عن المجتمع الإبداعي اليمني الرصيف الذي ينتشر أعضاؤه الآن للأسف.

 

ولدت أسكر وترعرعت في المملكة المتحدة، لكن والديّ ربياني على الثقافة اليمنية جنبًا إلى جنب مع المجتمع اليمني البريطاني. عائلتي من يافع وأفضل المصممين اليمنيين الذين أعرفهم هم نساء يافعيات نشأن في مجتمعي! كانت جدتي تصمم وتخيط العبايات والديراك لعائلتها لحفلات الزفاف والأعياد، وهو ما كان يلهمني دائمًا لصنع ملابسي الخاصة.

 

فيما يتعلق بالمبدعين من اليمن، أستلهم بشدة من المشهد السينمائي اليمني وصناع الأفلام، مثل سارة إسحاق ووسام الجمالي والبراء منصور. وفيلمي اليمني المفضل هو "عندما أكبر" للمخرج البراء منصور- إنه ملهم للغاية ويعرض جمال وخفة قلوب المجتمع اليمني على الرغم من الصعوبات التي يمرون بها حاليًا. كما أنه من المثير أن نرى الشتات اليمني يتعاونون ويبنون مجتمعًا إبداعيًا في جميع أنحاء العالم لزيادة الوعي- مثل اليمنية، وهي منصة تركز على المرأة اليمنية في الفنون والثقافة.

 

وتواصل "على الرغم من أن اليمن يمر حاليًا بمصاعب، إلا أننا نعمل كوسائل إعلام خاصة بنا وأعتقد أن هناك الكثير من الجمال في شعبنا الذي لا يتم الاعتراف به، لذلك عندما أرى صانعي الأفلام والمصورين والمصممين اليمنيين في جميع أنحاء العالم يمثلون ثقافتنا بثقة، فإنني أشعر بالفخر وأنا متحمسة لما هو قادم!" واختتمت حديثها، قبل أن تقول بشغف، "أعتقد أن اليمن غالبًا ما يتم التغاضي عنه وأن البلد بحاجة إلى تقدير وموارد من أجل ازدهار المبدعين!"


التعليقات