معهد أمريكي: كيف تستخدم إيران علاقتها المتطورة مع الحوثيين لعرقلة إنهاء الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الأحد, 12 فبراير, 2023 - 04:54 مساءً
معهد أمريكي: كيف تستخدم إيران علاقتها المتطورة مع الحوثيين لعرقلة إنهاء الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)

[ أسلحة ضبطتها البحرية الأمريكية كانت في طريقها للحوثيين ]

قال معهد أمريكي إن العلاقة المتطورة بين إيران وجماعة الحوثي تعرقل إنهاء الصراع في اليمن الذي يشهد حربا منذ ثمان سنوات.

 

وقال معهد دول الخليج العربي في واشنطن العاصمة" في مقال للكاتب "جريجوري دي جونسن" وترجمه للعربية "الموقع بوست" في 6 يناير/ كانون الثاني، اعترضت الولايات المتحدة 2000 قطعة سلاح هجومية كانت في طريقها من إيران إلى اليمن. وبعد تسعة أيام، احتجزت سفينة فرنسية زورقًا آخر محملاً بالأسلحة الإيرانية في طريقه إلى اليمن.

 

وأضاف "هذه المرة، إلى جانب البنادق الهجومية والذخيرة، كان هناك 23 صاروخًا موجهًا متطورًا مضادًا للدبابات. وبحسب القيادة المركزية الأمريكية، كانت هذه رابع عملية ضبط كبيرة لأسلحة إيرانية تُرسل إلى اليمن خلال الشهرين الماضيين".

 

وتابع، لا شك أن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين في اليمن ليست جديدة، حيث تزودهم إيران بالأسلحة، بما في ذلك مكونات الصواريخ الباليستية التي تسمح للجماعة باستهداف الرياض وأبوظبي ودبي، منذ عام 2017 على الأقل.

 

وتوقع المعهد أن هناك زيادة في الشحنات مؤخرًا، وهو أمر غير مرجح أن يُعزى إلى المزيد من الدوريات أو ذكاء أفضل. هذه الزيادة في النوبات، في أعقاب وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر والهدوء النسبي في القتال، أمر مثير للقلق. قد يكون لإيران الآن ما يكفي من النفوذ مع الحوثيين لإفشال أي اتفاق سلام طويل الأجل بشكل فعال، مثل محادثات القناة الخلفية الحالية بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية.

 

وبحسب المقال فإن من حقائق الحرب في اليمن أنه كلما طالت الحرب كلما تقارب الحوثيون وإيران. هذه في حد ذاتها مفارقة مأساوية، حيث خاضت السعودية حربًا في اليمن في مارس 2015 لمنع هذا السيناريو بالضبط. في ذلك الوقت، كانت المملكة قلقة من أن الحوثيين، الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014، قد يصبحون وكيلًا إيرانيًا على غرار حزب الله على حدودها الجنوبية. لقد دفعت الحرب التي قادتها السعودية، والتي كان تخطيطها سيئًا والأسوأ إدارتها، بالحوثيين إلى مجال أعمق في أحضان إيران.

 

وأشار إلى أنه ففي السنوات التي سبقت التدخل العسكري عام 2015، كان لدى الحوثيين وإيران أفضل ما يمكن وصفه بأنه عامل جذب متبادل. نظرت إيران إلى الحوثيين على أنهم جماعة يمكن أن تسبب ألم للسعودية، بينما رأى الحوثيون إيران كصديق محتمل ونقطة مقابلة للسعودية. لكن لا يزال هناك قدر من الحذر على كلا الجانبين. فالحوثيون تقليديون من الشيعة الزيدية، وهو ما يختلف عقائديًا عن نوع الشيعة الإثني عشرية الذي يمارس في إيران، وكان بعض قادة الحوثيين حذرين من إعطاء إيران نفوذًا كبيرًا حيث حاولت الجماعة إحياء مشروع ديني زيدي. وأرسلت إيران المساعدات وبعض الأسلحة في هذه السنوات الأولى، لكن الشحنات كانت متقطعة، على عكس التدفق المستمر الذي كان سيبدأ خلال الحرب.

 

ووفقا للمقال "بين عامي 2014 و 2017، خاصة مع دخول عقوبات الأمم المتحدة ضد الحوثيين حيز التنفيذ، بدأت إيران في تقديم المزيد من المساعدة، سواء في شكل أسلحة أو مساعدات اقتصادية. وسرعان ما اعتمد الحوثيون، الذين أصبحوا معزولين دوليًا بشكل متزايد، على إيران كواحد من أصدقائهم الموثوق بهم الوحيدين. وازدهرت تلك الصداقة وتحولت إلى تحالف في عام 2017، عندما بدأت إيران في توريد مكونات الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار والمستشارين العسكريين لإيران وحزب الله.

 

وأردف "كانت هذه لحظة مهمة بالنسبة للحوثيين. فعندما سيطرت الجماعة على صنعاء عام 2014، استولت على العديد من المستودعات العسكرية اليمنية، والتي تضمنت صواريخ سكود. كان مدى هذه الصواريخ حوالي 185 ميلاً، مما سمح للحوثيين بإطلاقها عبر الحدود اليمنية مع السعودية، لكنها لم تقترب من تهديد الرياض. وتغير هذا عندما بدأت إيران في تزويدهم بصواريخ باليستية طويلة المدى بمدى يزيد عن 550 ميلاً، تم إطلاق أولها في مايو 2017. وبين عشية وضحاها، كان الحوثيون قادرين على ضرب الرياض".

 

وطبقا للمقال فإنه من خلال إمداد الحوثيين بهذه الصواريخ، التي أتاحت الفرصة للحوثيين لانتقال الحرب إلى المملكة والإمارات، أظهرت إيران أهميتها للحوثيين فضلًا عن مكانتها المتفوقة داخل التحالف.

 

يقول "خلال معظم فترات الحرب، عارض مراقبو اليمن المزاعم القائلة بأن الحوثيين كانوا وكيلًا لإيران. وكثيراً ما قيل إن الجماعة لم تتلق أوامر من طهران. وبدلاً من ذلك، تعاونت وعملت قضية مشتركة مع السعي وراء مصالحها الخاصة".

 

وأفاد أن هجمات سبتمبر 2019 على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص أشارت إلى واقع متغير. فقد أعلن الحوثيون في البداية مسؤوليتهم عن الهجمات، وقدموا لإيران غطاء الإنكار في الأيام الأولى الرئيسية. وفي النهاية، قالت الولايات المتحدة، ولاحقًا، محققو الأمم المتحدة، إن الحوثيين لا علاقة لهم بالهجمات.

 

يمضي الكاتب بالقول "أثارت كذبة الحوثيين الواضحة، والتي فقدت مصداقيتها في غضون أسابيع من الهجمات، سؤالاً رئيسياً: لماذا الكذب عندما تعلم أنها لن تصمد؟ هل كان الحوثيون ببساطة يقدمون خدمة لإيران لسداد سنوات من شحنات الأسلحة والمساعدات، أم أن العلاقة الحوثية الإيرانية تطورت مرة أخرى، وانتقلت من تحالف إلى دولة وأصل؟

 

وأكد أن هذه الأسئلة، التي لا تزال إلى حد كبير دون إجابة، مهمة بشكل خاص الآن. وتبحث السعودية والإمارات بشدة عن مخرج من اليمن، وكانت إيران تتعامل مع الاحتجاجات الشعبية في الأشهر الأخيرة. والقلق هو أن كلا هذين العاملين قد يساهم في زيادة شحنات الأسلحة من إيران إلى الحوثيين، وأن هذا في النهاية قد يعقد ويؤخر أي اتفاق سلام محتمل.

 

وأوضح أن دعم إيران للحوثيين كان سياسة منخفضة التكلفة وعالية المكاسب لسنوات، وتشحن إيران بعض الأسلحة وترسل بعض المستشارين، وتغرق السعودية في حرب لا تستطيع الفوز بها، وكلفتها ملايين وملايين، ودمر سمعتها لدى المشرعين الأمريكيين.

 

في الوقت نفسه، يتطلع النظام الإيراني إلى تخفيف الضغط بعد شهور من الاحتجاجات، ويلقي باللوم على السعودية في تأجيج الاضطرابات الداخلية بأدوات مثل قناة إيران الدولية الفضائية، التي يعتقد أنها تتلقى تمويلًا سعوديًا. ومن غير المرجح أن تجعل إيران خروجها من اليمن أمرًا غير مؤلم أو سهلاً على المملكة.

 

كما أكد الكاتب أن الزيادة الأخيرة في شحنات الأسلحة هي شيء واحد، لكن القلق الأكبر بالنسبة لصانعي السياسات هو أن الحوثيين قد لا يشعرون بالحرية في عقد صفقة مع السعودية بأنفسهم. وبدلاً من ذلك، قد يطبقون الشروط من خلال اتصالاتهم في طهران، والذين من المرجح أن يتعاملوا مع مطالب جديدة في محاولة لإعاقة السلام في اليمن.

 

وذكر أن لدى إيران نفوذ، تأثير، وتاريخ مع الحوثيين. وبينما تحاول السعودية انتزاع نفسها من اليمن، ستستغل طهران الثلاثة لإطالة أمد الصراع.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات