أكد أن ما تبقى من سجل حقوق الإنسان في المملكة سيئ للغاية
بيل فريليك: عنف السعودية ضد المهاجرين العزل أمر يتجاوز أي شيء رأيته من قبل (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الإثنين, 04 سبتمبر, 2023 - 11:35 صباحاً
بيل فريليك: عنف السعودية ضد المهاجرين العزل أمر يتجاوز أي شيء رأيته من قبل (ترجمة خاصة)

[ مهاجرين اثيوبيين في الحدود اليمنية السعودية ]

قال بيل فريليك مدير برنامج حقوق اللاجئين التابع لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن ما تبقى من سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية سيئ للغاية.

 

وأضاف فريليك في تصريحات نقلها موقع "ذا هيل" البريطاني وترجمها للعربية "الموقع بوست" إن السلطات السعودية تواصل استهداف واحتجاز وتعذيب وإساءة معاملة المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان وقادة حقوق المرأة والأكاديميين والزعماء الدينيين. كما تعتمد المحاكم السعودية على الاعترافات الملوثة بالتعذيب كأساس وحيد للإدانة.

 

وذكر أنه قام بتوثيق الانتهاكات على الحدود الدولية لأكثر من ثلاثة عقود وقال "خلال العام الماضي فقط، قمت بعدة مقابلات وأعددت تقارير عن طالبي اللجوء الأفغان الذين جردهم حرس الحدود اليونانيون من ملابسهم في غمرة الشتاء وأجبروهم على النزول إلى النهر على الحدود التركية".

 

وقال "لعدة أشهر، إن لم يكن أكثر، ظل حرس الحدود السعوديون يطلقون النار ويقصفون بشكل منهجي المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين يحاولون العبور عبر اليمن على طول الحدود النائية التي يتعذر الوصول إليها والتي تفصل بين البلدين. كان من بين هؤلاء المهاجرين أعداد كبيرة من النساء والأطفال، غير مسلحين. حيث قُتل المئات، وربما الآلاف.

 

وتوضح مقاطع الفيديو والصور مقدار خطورة تلك الهجمات. كما تظهر أكواما من الجثث مكدسة في حاويات في أحد المستشفيات اليمنية؛ اللحم الممزق من الرصاص والشظايا والقوة المتفجرة؛ بترت أطرافه؛ انتهت الحياة بوحشية وتغيرت إلى الأبد، وكل ذلك موثق بالكاميرا.

 

وسافر كل من الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب إلى السعودية للتواصل مع قادتها. بالنسبة لرؤساء الولايات المتحدة مهما كان توجههم، يبدو أن حقوق الإنسان تحتل مقعدا خلفيا أمام المصالح الاقتصادية والأمنية عندما يتعلق الأمر بالمملكة. عند أي نقطة سيكون تدفق الدم ذا أهمية مماثلة لتدفق النفط؟

 

ويواصل "فريليك" أنه لن يُعرف عدد المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين قُتلوا على هذه الحدود، لكن روايات الناجين ترسم صورة لميادين قتل مروعة.

 

قال أحدهم: "من بين 150 شخصًا (في مجموعتي)، نجا سبعة أشخاص فقط في ذلك اليوم". وتابع "كانت هناك بقايا أشخاص متناثرة في كل مكان". وتوجه ناج آخر إلى الحدود السعودية لجمع رفات فتاة من قريته. وقال: "كانت جثتها مكدسة فوق 20 جثة".

 

وأوضح أن حرس الحدود السعوديون يستخدم الأسلحة المتفجرة بشكل عشوائي ويطلقون النار على الأشخاص من مسافة قريبة. وفي بعض الحالات، ورد أنهم سألوا ضحاياهم أولا حول المكان الذي يفضلون إطلاق النار عليه في أجسادهم، قبل ذلك.

 

وأشار إلى أنه بين يناير ويونيو، قابلت هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف عدد 38 مهاجرا وطالب لجوء إثيوبي حاولوا عبور الحدود من اليمن إلى السعودية بين مارس 2022 ويونيو من هذا العام، فضلا عن أربعة أصدقاء وأقارب لأولئك الذين حاولوا العبور.

 

كما قامت هيومن رايتس ووتش بتحليل أكثر من 350 مقطع فيديو وصورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تم جمعها من مصادر أخرى، وعدة مئات من الكيلومترات المربعة من صور الأقمار الصناعية. وتُظهر هذه الصور المهاجرين القتلى والجرحى على الطرق وفي المخيمات والمرافق الطبية، وكيف زاد حجم مواقع الدفن بالقرب من مخيمات المهاجرين، والبنية التحتية الأمنية الحدودية السعودية المتوسعة، والطرق التي يستخدمها المهاجرون حاليا لمحاولة عبور الحدود.

 

وزاد "إن عمليات القتل على الحدود واسعة النطاق ومنهجية. إذا تم ارتكاب عمليات القتل هذه كجزء من سياسة الحكومة السعودية لقتل المهاجرين، فإنها ستكون جريمة ضد الإنسانية".

 

وأكد أن العديد من الأمريكيين يدركون جريمة القتل الوحشي وتقطيع أوصال كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول. ولكن نظرا لأن عمليات إطلاق النار هذه تحدث في مثل هذه المنطقة النائية ولأن الضحايا ليس لديهم سوى عدد قليل من المدافعين الأقوياء، فإن عمليات القتل الجماعي هذه على الحدود مع اليمن لم يتم الإبلاغ عنها بالكامل تقريبا.

 

ولفت إلى أنه في يوم واحد فقط، 12 مارس 2022، أعدمت السعودية 81 شخصا، 41 منهم من الأقلية الشيعية المسلمة، التي عانت طويلا من التمييز المنهجي. وتستمر المملكة في عرقلة جهود تحقيق العدالة في اليمن، حيث أدت الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين منذ عام 2015.

 

واستطرد "بيل"، لا أريد للحظة صرف الانتباه عن عمليات الصد على الحدود الأخرى، بما في ذلك حدود الولايات المتحدة مع المكسيك. لكن العنف ضد المهاجرين غير المسلحين من قبل السعودية هو أمر يتجاوز أي شيء رأيته من قبل.

 

وقال إن ذلك يتطلب اهتمامنا ويجب أن يحظى بالأولوية في أي تعامل مع الحكومة السعودية، ومن الضروري الاستجابة القوية التي لا لبس فيها.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات