من كوتشنر إلى كوشنر.. الشرق الأوسط تركة سائبة
الإثنين, 19 أغسطس, 2019 - 09:22 صباحاً

أول هندسة سياسية للشرق الأوسط كانت عام 1914م على يد الضابط البريطاني هيربرت كوتشنر وفريقه الخاص من المستشارين، وكان كوتشنر مسؤولا بريطانيا في مصر، وحين تفرغ لرسم سياسة الشرق الأوسط عيّن بدلا عنه هناك السير هنري مكماهون الذي أتى به من الهند، ليحل محله، كمفوض سامٍ، وقد كان قبل ذلك مندوبا ساميا، والذي لم يكن أكثر من مدير تنفيذي لدى كوتشنر. وهو الذي هندس العلاقة البريطانية مع شريف مكة حينها من أجل استقلالهم عن الباب العالي، العدو الاستراتيجي، والمتحالف أيضا يومها مع العدو الأكبر لهم، "ألمانيا"، فرسم خارطة "خلافة ما بعد الحرب العالمية الأولى" في الشرق الأوسط بمزاج بريطاني، والتي يجب أن تنتقل من استانبول إلى الجزيرة العربية التي خبر تفاصيلها وكل شؤونها.
 
كل هذا رغم اهتمامه الأكبر الذي كان ينصب على أوروبا، خاصة بعد تعيينه وزيرا للحربية عام 1915م. وقد وصف البعض كوتشنر بأنه أكثر من مجرد رئيس لوزارة الحرب، وأكثر من مجرد وزير في مجلس الوزراء، وأكثر من مجرد خبير في الشئون الأفريقية والأسيوية، وأكثر من كونه أعظم جندي في الامبراطورية.
 
واليوم يتبدى لنا جاريد كوشنر الأرثوذكسي الصهيوني الأمريكي بمشروع شرق أوسطي جديد تحت يافطة "صفقة القرن" لرسم مسار جديد في التعاطي مع القضية الفلسطينية من منطلق السلام وبناء اقتصاد مشترك بين دول المنطقة، كما رسمه شمعون بيريز في مذكراته.
 
والسؤال: حتامَ تظل خارطة الشرق الأوسط مرسومة من خارج أراضيه، وسياسته مبنية على مصالح غيره، لا على مصالحه هو؟!
 

التعليقات