محطات من عمر الانتخابات الأمريكية.. تعرف عليها
- الخليج أونلاين الثلاثاء, 08 نوفمبر, 2016 - 05:27 مساءً
محطات من عمر الانتخابات الأمريكية.. تعرف عليها

تعكس الانتخابات الرئاسية الأمريكية صورة الولايات المتحدة كأعرق دولة جمهورية - ديمقراطية عرفها التاريخ الحديث منذ ما يزيد عن 240 عاماً.
 
التجربة الانتخابية الأمريكية تلهم معظم دول العالم الطامحة للديمقراطية والحرية، بعد أن باتت النموذج السياسي للحكم الأشهر والأقوى منذ القرن الماضي وحتى الساعة.
 
اللافت في الانتخابات الأمريكية أنها منذ استقلال الولايات المتحدة، وإجراء الانتخابات الرئاسية الأولى عام 1789م، حمت نفسها من عثرات الزمان، وعملت على المحافظة على نسقها الديمقراطي، على الرغم من تعرضها لهزات، أبرزها إبان الحرب الأهلية الأمريكية عام 1860، لكنها تجاوزتها بنجاح.
 
وفي هذا التقرير نستعرض أهم المحطات التاريخية للانتخابات الرئاسية الأمريكية، منذ بناء الدولة الأمريكية الحديثة، والتي مرت بتحولات كثيرة.
 
-انتخابات 1788 "واشنطن.. رئيساً بالإجماع"
 
دشنت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 1788 أول تجربة حكم جمهوري ناجحة عبر تاريخ الدولة الحديثة، فقد انتخب المجمع الانتخابي الأمريكي، الذي يُمثَّل فيه سكان الولايات المتحدة، جورج واشنطن رئيساً بالإجماع؛ تقديراً لدوره في حرب الاستقلال الأمريكية، كما أنه ترأس الاتفاقية التي صاغت الدستور الأمريكي، وأنشأ منصب الرئيس.
 
خدم جورج واشنطن ولايتين رئاسيتين، كما أشرف على إنشاء حكومة مركزية قوية، وجعل من الكونغرس سلطة تشريعية حقيقية، وأنشأ العديد من الأشكال والطقوس الحكومية التي لا تزال تستخدم حتى اليوم، مثل نظام مجلس الوزراء، ويوم القسم الرئاسي.
 
فضلاً على ذلك، يعتبر واشنطن أول من أنشأ نظام الانتقال السلمي للسلطة في النظم الجمهورية، حين سلّم الحكم لخلفه، جون آدامز، ثاني رؤساء الولايات المتحدة، وفق التقاليد التي لا تزال تُتَّبَع حتى اليوم، لذلك ينظر إليه على أنه المؤسس الحقيقي لنظام الحكم الجمهوري، فضلاً عن بلاده الولايات المتحدة الأمريكية.
 
-انتخابات 1800 "هيمنة الحزبين"
 
شكلت انتخابات العام 1800 امتحاناً مهماً للديمقراطية الأمريكية، تمثل في ظهور الحياة الحزبية في البلاد، وأسست لبداية الهيمنة الحزبية على الأجواء الانتخابية.
 
فقد أظهرت نتيجة الانتخابات تعادل المرشح الجمهوري، توماس جيفرسون، مع مرشح الحزب الفيدرالي، آرون بور، ليتم فيما بعد الاحتكام لمجلس النواب الأمريكي، الذي أعلن فوز جيفرسون، بعد 36 جولة من عد أصوات الناخبين.
 
-انتخابات 1860 "انتخابات الدم"
 
كانت الانتخابات الأمريكية في العام 1860 سبباً لشلال من الدماء استمر 5 سنوات، بعد أن شكل انتخاب الرئيس الأمريكي، أبراهام لينكولن، سبباً مباشراً لاندلاع الحرب الأهلية الأمريكية.
 
فقد خشي الجنوبيون أن يصدر لينكولن قراراً يلغي العبودية، لتعلن 6 ولايات جنوبية؛ هي كارولينا الجنوبية، ومسيسيبي، وفلوريدا، وألباما، وجورجيا ولويزيانا، الانسحاب من الاتحاد الأمريكي، وشكلت فيما بينها دولة جنوبية، لكن لينكولن قضى عليها، وأعادهم للاتحاد، كما تم في عهده إنهاء العبودية.
 
-انتخابات 1960 "الرئيس الكاثوليكي الشاب"
 
حملت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 1960 أصغر رئيس أمريكي إلى البيت الأبيض، والكاثوليكي الأول، في أمريكا البروتستانتية.
 
انتخب لرئاسة أمريكا كمرشح عن الحزب الديمقراطي، وعمره في ذلك الوقت 43 عاماً، بتغلبه على خصمه الجمهوري، ريتشارد نيكسون، بفارق ضئيل.
 
تولى الرئاسة في فترة صعبة من الصراع في الحرب الباردة، وكان صاحب مواقف قوية في مواجهة السوفييت في كافة الجوانب العسكرية أو السياسية، من خلال مجلس الأمن، أو الإعلام، أو القنوات الدبلوماسية، وهو الأمر الذي جعله أحد أكثر رؤساء أمريكا شعبية، فضلاً عن أن اغتياله على الهواء مباشرة في العام 1963 زاد من تعاطف الجماهير معه.
 
-انتخابات 1984 "ريغان.. أمريكا تحبك"
 
على الرغم من كبر سنه، والأعاصير التي لطمت أمواجها ولايته الأولى، ولا سيما القادمة من الشرق الأوسط، فإن رونالد ريغان حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات العام 1984، على منافسه الديمقراطي والتر مونديل، بفوزه في 49 من أصل 50، إذ يبدو أن ولاية مينسوتا الشمالية لم ترغب بأن يخرج مونديل من السباق الرئاسي خالي الوفاض.
 
وتعتبر هذه الانتخابات أكبر نصر في تاريخ الحزب الجمهوري، كما كرّست مفهوم شخصية ريغان التي تحظى باحترام في وجدان المواطن الأمريكي، خاصة لأنه ينسب إليه الفضل في دق المسمار في نعش الاتحاد السوفييتي، وإنهاء الحرب الباردة، الأمر الذي جعله أكثر رؤساء الولايات المتحدة شعبية واحتراماً، وقدوة لسياسييها الجمهوريين والديمقراطيين.
 

-انتخابات 2000.. خسر التصويت الشعبي فأصبح رئيساً!
 
أثارت انتخابات العام 2000 جدلاً وانتقادات واسعة، نالت حتى من آلية الانتخاب الأمريكية القائمة على مبدأ "الفائز يفوز بالكل" عبر نظام المجمع الانتخابي.
 
فقد خسر الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الابن، التصويت الشعبي، عندما حقق 47.7%، في الوقت الذي حقق فيه المرشح الديمقراطي، آل غور، 48.4%، لكن لأن التصويت الشعبي لا يحسم مسألة من سيكون سيد البيت الأبيض، إذ يجب الاحتكام لأصوات المجمع الانتخابي الذي يقوم أعضاؤه بالانتخاب نيابة عن الناخبين من المواطنين الذين انتخبوهم ليقوموا بهذه المهمة، وهي طريقة معمول بها منذ عهد جورج واشنطن، فقد فاز جورج بوش بالرئاسة بعد حصوله على 271 صوتاً، مقابل حصول آل غور على 266 صوتاً من أصوات أعضاء المجمع.
 
وعقب هذه الانتخابات بدأت الانتقادات تتوالى على هذه الآلية الانتخابية، وأنها تتحكم في هوية الفائز بالانتخابات، بل وصل سياسيون ومحللون إلى اتهامها بأنها آلية "غير ديمقراطية" لحسم الانتخابات عفا عليها الزمان.
  
كل شيء في انتخابات العام 2008 كان مميزاً وفريداً عن سابقتها، ولعل ما ميزها هو ظهور النجم السياسي الأسمر صاحب الأصول المسلمة، باراك أوباما، الذي أعاد بكلماته الأمل للأمريكيين الغارقين في مستنقع الإفلاس والحروب.
 
فقد حظيت انتخابات 2008 بأكبر نسبة إقبال منذ انتخابات 1960، حيث إن نحو 66% من الناخبين المسجلين شاركوا في عمليات التصويت، وتجاوزت نسبة الإنفاق على الحملات الانتخابية المليار دولار.
 
كما حقق الحزب الديمقراطي فوزاً تاريخياً؛ بعدما حصل أوباما على نسبة 52.9% من أصوات التصويت الشعبي، و365 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، في حين غرق الجمهوريون بخسارة مرشحهم آنذاك، جون ماكين، بنسبة 45.7% من أصوات الشارع، وحصوله على 173 صوتاً فقط من المجمع الانتخابي.
 


التعليقات