قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن "الجزائر هي جزيرة من الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة وأكبر شريك تجاري لنا في إفريقيا".
وأعرب أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في منتدى الأعمال التركي الجزائري بالعاصمة الجزائر، عن سعادته لزيارة هذا البلد الذي وصفه بــ "أرض الشهداء والأبطال" مجددًا، عقب زيارته الأولى التي جاءت قبل 3 أعوام.
وشدد على أن تركيا والجزائر ترتبطان بعلاقات أخوة تمتد لأكثر من 500 عام، فضلًا عن علاقات ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية قويّة "ما جعل للجزائر مكانة خاصة في قلوبنا".
وبعد أن شكر أردوغان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء أحمد أويحيى على حسن الضيافة التي لقيها في الجزائر، أوضح أن تركيا حققت في الأعوام الـ 15 الماضية مسيرة نجاح كبيرة في العديد من المجالات على رأسها الاقتصاد.
وتابع: حققت تركيا متوسط نمو سنوي بلغ 5.7 في المئة، ما بين أعوام 2003-2016، رغم الأزمة المالية العالمية عام 2008، ومحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، وغيرها من الظروف الصعبة التي شهدناها. واليوم تشغل تركيا المرتبة الـ 17 على مستوى العالم من حيث إجمالي الدخل القومي، والـ 13 من حيث تعادل القوة الشرائية.
وأشار أردوغان أن بلاده تمكنت بفضل أنشطة رجال الأعمال الأتراك مع جميع أنحاء العالم من رفع قيمة الصادرات عام 2002 من 36 مليار دولار إلى 158 مليار دولار؛ فيما وصل عدد السياح الذين زاروا تركيا إلى 32 مليون سائح.
وذكَّر أردوغان أنه وقبل توليه السلطة بلغ احتياطي البنك المركزي 27.5 مليار دولار فيما بلغت ديون تركيا لصندوق النقد الدولي 23.5 مليار دولار، مشيرًا أن احتياطي البنك المركزي ارتفع حاليًا إلى 120 مليار دولار، فيما تمكنت تركيا عام 2013 من تسديد جميع ديونها لصندوق النقد الدولي وأن الصندوق المذكور طلب قرضًا من تركيا بمقدار 5 مليارات يورو.
ولفت أردوغان إلى أن حكومات حزب العدالة والتنمية بنت 282 ألف قاعة دراسية جديدة لدعم مسيرة التعليم، كما جرى تعيين نحو 600 ألف معلم جديد، وتم إنشاء 110 جامعات جديدة.
وأشار أن الحكومة التركية استطاعت تحقيق ثورة في البلاد من خلال مشاريع كبيرة أطلقتها، حيث تمكنت من بناء 12 ألف مستشفى ومركز صحي وتوظيف 536 ألف موظف صحة في مختلف أنحاء البلاد.
وفي ميدان الإعمار والتطوير العقاري، أكّد أردوغان أن الحكومة التركية قادت عملية تجديد مهمة شملت مختلف المدن في البلاد، فبلغت عدد الشقق التي تم بناؤها 817 ألف شقة إضافة إلى 10 آلاف و500 مؤسسة خدمات اجتماعية، فيما جرى شق نحو 20 ألف كيلومترًا من الطرقات السريعة؛ إلى جانب خطوط القطار فائق السرعة، وبناء 29 مطارًا جديدًا.
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث تقديم المساعدات الإنسانية بعد الولايات المتحدة، رغم أنها في المرتبة السابعة عشرة عالمياً والسادسة أوروبياً من حيث القوة الاقتصادية.
وأشار إلى أن تركيا تقدم منحًا دراسيًا لـ 16 ألف و500 طالب وطالبة جاؤوا إلى تركيا من مختلف بلدان القارة الأفريقية.
ولفت إلى أن بلاده استقبلت نحو 4 ملايين لاجئ من سوريا والعراق نتيجة الصراعات التي تشهدها المنطقة، وأنفقت لدعمهم نحو 30 مليار دولار.
كما لفت أردوغان إلى أهمية تطوير التضامن في الاستثمارات، وأن زيارته إلى الجزائر جاءت برفقة 200 من رجال الأعمال الأتراك بهدف تعزيز آفاق الشراكة وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وبين أن حجم التجارة بين البلدين والذي يبلغ نحو 3.5 مليار دولار، هو في الواقع منخفض بالنظر لإمكانات البلدين العالية، وأنه ينبغي رفع هذا الرقم في المرحلة الأولى إلى 5 مليارات دولار، ثم إلى 10 مليار دولار، ثم إلى ما هو أبعد من ذلك.
وأمس، وصل أردوغان، برفقة عقيلته أمينة ووفد رسمي، إلى الجزائر في أول محطات جولته الإفريقية التي من المقرر ان تضم أيَضًا موريتانيا والسنغال ومالي.