فورين بوليسي: واشنطن بددت مليارات الدولارات على جيوش عربية فاشلة
- وكالات الخميس, 07 فبراير, 2019 - 08:00 مساءً
فورين بوليسي: واشنطن بددت مليارات الدولارات على جيوش عربية فاشلة

قال باحث ومؤلف أميركي إن الولايات المتحدة بددت مليارات الدولارات على جيوش عربية وصفها بالفاشلة، ونصحها بإعادة النظر في الطريقة التي تتعامل بها مع العسكر العرب.

 

وفي تقرير بمجلة فورين بوليسي، كشف الباحث بمعهد إنتربرايس الأميركي كينيث بولاك أن الولايات المتحدة أنفقت خلال 70 عاما عشرات المليارات من الدولارات في تدريب جيوش عربية، لم تجنِ من ورائها أي شيء تقريبا.

 

وأضاف أن واشنطن إذا أرادت الاستمرار في انخراطها في الشرق الأوسط، فعليها أن تعيد النظر في شكل ارتباطها بتلك الجيوش، وأن تستبدل "أحلامها الطموحة" في جيوش حديثة وتضع خططا واقعية تبني على نقاط القوة الحقيقية للحلفاء، بدلا من إقحام الجنود في علاقة لم تكن لتناسبهم إلى حد كبير بسبب المجتمعات والثقافة التي نشؤوا في حضنها.

 

ويرى بولاك أن واشنطن إن لم تضع ذلك في الاعتبار، فإنها ستستمر في تبديد أموالها، وسيواصل حلفاؤها العرب السير في طريق الفشل.

 

وطوال عقود من الزمن، كان التدريب العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة عنصرا حاسما في علاقاتها مع حلفائها بالشرق الأوسط، ويعكس التزامها بأمنهم عبر تأهليهم لمساعدة أميركا في حماية بلدانهم، طبقا لكاتب التقرير.

 

وفي الآونة الأخيرة، بدأ الأميركيون يفكرون في مغادرة الشرق الأوسط، لكن قلة منهم -كما يزعم بولاك- لا يرغبون في ذلك حتى لا يفسحوا المجال لإيران وحزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة أو غيرهم من أعداء الولايات المتحدة لكي يحلوا محلهم.

 

إدمان الفشل

 

ولطالما كانت جهود الولايات المتحدة لتدريب الجيوش العربية مخلصة ودؤوبة، بيد أن مآلها كان الفشل، بحسب تقرير فورين بوليسي. وضرب بولاك مثالا على ذلك بجهود القوات الجوية الأميركية في تدريب الطيارين الحربيين المصريين على طائرات "أف 16".

 

وأشار إلى أن أنماط الهجوم القياسية التي يتبعها سلاح الجو المصري تقتضي بأن تقترب طائرتان قادمتان من اتجاهين مختلفين من بعضهما بعضا في وقت متزامن وفي مسار تصادمي. وفي تلك التدريبات، كانت إحدى الطائرتين تضطر للانحراف عن مسارها في آخر لحظة لتفادي الاصطدام في الجو، وهو ما يجعل القنابل التي يطلقها قائد الطائرة تحيد عن الهدف.

 

ولأن الجنود المصريين -كما يدعي كينيث بولاك- لا يدونون تفاصيل المهام التي يضطلعون بها أو يستخلصون النتائج والدروس منها، دع عنك إخضاع أدائهم للنقد، فقد أضحت تلك الممارسات راسخة في تدريبات سلاح الجو المصري.

 

وقد أعرب طيارون أميركيون عن خيبة أملهم إزاء محاولاتهم المستمرة لإقناع سلاح الجو المصري بأن الأساليب التي يتبعها ليست خاطئة فحسب، بل قد تكون مميتة.

 

وكشف بولاك أن طيارا أميركيا كان يتدرب مع أفراد سلاح الجو المصري أبلغه أن من حسن الطالع ربما أن المصريين لم يستخدموا الذخائر الحية في التمارين، فلو أنهم فعلوا لفقدوا عددا كبيرا من طائراتهم وطياريهم بسبب أساليب التدريب "السخيفة والمشوهة"، حسب وصف تقرير بولاك.

 

وبرأي الكاتب، فإن الطيارين وخبراء التكتيك الحربي المصريين الذين يضعون خطط التدريب "السخيفة" ظلوا أسرى العلل التي تحيط بالجيوش العربية في العصر الحديث، والتي تنبثق من المجتمع العربي المعاصر نفسه.

 

ولعل العلاقات المتوترة بين المدنيين والعسكريين في العالم العربي -على حد زعم التقرير- تشي بأن العديد من الحكام العرب تنتابهم مخاوف جمة من أن يطيح بهم جنرالات طموحون، فعمدوا إلى كبح القوات المسلحة وإضعافها.

 

وخلص بولاك إلى أن العالم العربي لم يتبنَّ التصنيع نهجا، وهو ما جعل العديد من مواطنيه يلتحقون بالسلك العسكري دون فهم لطبيعة المعدات الآلية المتقدمة.

 

ونتيجة لذلك، غالبا ما يخفق العسكريون العرب في استيعاب الإمكانيات المتوفرة في الأسلحة التي بحوزتهم وفي صيانتها على النحو المطلوب، الأمر الذي جعلهم ينشرون عددا من الدبابات والطائرات وقطع المدفعية أقل كثيرا مما اشترته دولهم.


التعليقات