ميديا بارت: الحجاب ونفاق باريس.. كيف هزت قطعة قماش كيان فرنسا؟
- الجزيرة نت الإثنين, 01 أبريل, 2019 - 04:41 مساءً
ميديا بارت: الحجاب ونفاق باريس.. كيف هزت قطعة قماش كيان فرنسا؟

[ شرطية نيوزيلندية ترتدي الحجاب أثناء حراستها حفل تأبين ضحايا مذبحة المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش (رويترز) ]

في فرنسا، بلد شعار الحرية والمساواة والإخاء، يواجه الحجاب الإسلامي رفضا قويا باعتباره شكلا من أشكال الاضطهاد للنساء ورمزا للتخلف، مع أن الحجاب ليس خاصا بالمسلمين فقط؛ فما السر وراء معاداته في فرنسا خاصة؟

 

هذا السؤال أثاره موقع ميديا بارت عبر تدوينة بعنوان "الحجاب والنفاق الفرنسي"، حاولت من خلالها الصحفية الإنجليزية أندي غرمان توضيح الأسباب التي تجعل الفرنسيين منزعجين من ارتداء الحجاب الإسلامي أكثر من غيرهم.

 

وتساءلت المدونة مستنكرة: ألا يشكل فرض نوع معين من اللباس على المرأة ممارسة للقمع والتضيق عليها؟ مشيرة إلى أن قطعة القماش الصغيرة هذه هزت فرنسا بأكملها، إذ رأى فيها البعض تحديا سافرا للعلمانية، في حين اعتبرها آخرون رمزا لاضطهاد المرأة وقمعها.

 

ولا يخلو الأمر من نفاق، لأن من يخشون على المرأة من الاضطهاد هم أنفسهم الذين يريدون إجبارها على ارتداء زي يخالف إرادتها، بحسب غرمان.

 

الحجاب ليس إسلاميا فقط

 

وتقول الكاتبة إن ما يدعو للسخرية ذلك الجدل الذي أثير حول الحجاب الرياضي، عندما قررت شركة ديكاثلون توفيره للعداءات الفرنسيات المسلمات، إذ طالب دعاة حقوق المرأة الزائفين الذين يعتبرون أنفسهم حماة الجمهورية الفرنسية بمقاطعة تلك الملابس الرياضية على الشبكات الاجتماعية وفي الصحافة.

 

وسخرت منهم الصحافة الدولية، خاصة واشنطن بوست الأميركية، التي عنونت افتتاحية بالمناسبة قائلة "حجاب للعداءات المسلمات؟ في فرنسا يعتبر الأمر فضيحة!"

 

ومن مظاهر النفاق أيضا –كما تلاحظ الكاتبة- عدم اكتراث هؤلاء الحقوقيين بما تتعرض له المرأة المسلمة من تحرش في الشوارع وإهانات مختلفة، وكأن الأمر كله محصور في قضية الحجاب.

 

وتشيد الكاتبة بموقف رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسندا أردن التي أظهرت أن الحجاب ليس أداة لقمع النساء في البلدان الحرة، وتعمدت ارتداءه في أحد المساجد رمزا لدعمها للمسلمين في مواجهة العنف والكراهية ضد الإسلام بعد مذبحة المسجدين.

 

ولإثبات أن الحجاب لا ينقص من قدرات المرأة ولا يقيد حريتها، أعطت الكاتبة أمثلة لنساء لامعات دخلن التاريخ وهن متحجبات، مثل الناشطة الباكستانية ملالا يوسف أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام بسبب نضالها من أجل تعليم البنات.

 

وتوضح الكاتبة أن الحجاب موجود في ديانات وثقافات أخرى غير الإسلام، كما هي الحال لدى الراهبات المسيحيات والمتدينات من اليهود الأرثوذوكس ونساء الهندوس.

 

إسلاموفوبيا محجبة

 

ولكن لا أحد يعتبر الحجاب لدى هؤلاء رمزا للاضطهاد –كما تقول الكاتبة- مما يدل على أن الموقف من الحجاب الإسلامي لا يتعلق بقضية حقوقية ودفاع عن المرأة بقدرما يتعلق بالإسلاموفوبيا؛ مستنتجة أن الدافع الحقيقي وراء هذه القضية هو العداء للإسلام.

 

وتنقل الكاتبة عن رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان في تغريدة لها بتاريخ 16 مارس/آذار "لن نقبل قانون الشريعة في أوروبا لأنه يتعارض بشكل خاص مع قيم حضارتنا. لن نقبل بتحجب البنات الصغيرات".

 

والخطأ الكبير -حسب الكاتبة- هو أن النقاش حول الحجاب في فرنسا يتزعمه رجال بيض، ويتميز بتغييب كامل للنساء المسلمات، وكان من المفروض أن تدعو وسائل الإعلام والسياسيون إلى إشراك المرأة -المعنية الأولى بالموضوع- في هذا النقاش!

 

وفي ختام مقالها، تأسف الكاتبة لتزايد الإسلاموفوبيا في فرنسا؛ ففي قرية برجراك تعرض مسجد للتدنيس، حين وضع أشخاص رأس خنزير داخله ولطخوا مدخله بالدماء. وترى أنه من العار أن تختبئ هذه الإسلاموفوبيا الصاعدة في فرنسا وراء دعاية زائفة لترقية حقوق المرأة وحماية النساء من الاضطهاد، غير أن النساء –حسب الكاتبة- لسن غبيات ليصدقن هذا النوع من النفاق.


التعليقات