الغارديان: المرحلة الأصعب في الجزائر بدأت الآن
- وكالات الخميس, 04 أبريل, 2019 - 11:08 صباحاً
الغارديان: المرحلة الأصعب في الجزائر بدأت الآن

[ قائد الأركان الجزائري أحمد قايد صالحه والرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة ]

كتب المعلق في صحيفة “الغارديان” سايمون تيسدال أن رحيل عبد العزيز بوتفليقة هو بداية معركة الجزائر. فـ”الاستقالة المترددة للرئيس المخضرم عبد العزيز بوتفليقة قوبلت باحتفالات صاخبة من المحتجين في الشوارع الذي ظلوا يطالبون طوال الأسابيع الماضية برحيله، إلا أن سقوطه بعد 20 عاما في السلطة لا يعلم نهاية الثورة الجزائرية، والتي ربما بدأت”.

 

وأضاف أن المرحلة التالية الأصعب قد بدأت وتتمثل بالتخلص من النخبة الأوليغارشية الحاكمة ونظام الحكم النخبوي وليس مجرد إجبار رئيس عجوز على الاستقالة. وبناء على القوانين الجزائرية تواجه الجزائر مرحلة انتقالية مدتها 90 يوما حتى يتم انتخاب الرئيس الجديد. وهناك غموض حول ما سيجري بعد ذلك. فعندما عرض التلفاز الجزائري صورا للرئيس السابق وهو يقدم استقالته كان إلى جانبه عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة. وبحسب الدستور يجب على بن صالح تولي منصب الرئاسة لحين انتخاب رئيس جديد.

 

إلا أن بن صالح هو من الموالين القدامى لبوتفليقة وعضو بارز في المؤسسة الحاكمة. وعادة ما كان يقوم بتمثيل الرئيس المريض في المناسبات الرسمية ودعم محاولة بوتفليقة الفاشلة لعهدة خامسة. ولو حاول بن صالح البقاء في السلطة فإن هذا سيغضب الراغبين بالإصلاح والتجديد. ومما أضاف إلى الغموض هو زعم الرئيس الذي مثل المؤسسة، الأمين زروال الذي قال إنه رفض عرضا لقيادة الحكومة الانتقالية، وذلك حسبما نقلت قناة الجزيرة القطرية.

 

ولا يزال الوزراء الذين عينهم بوتفليقة في اللحظة الأخيرة بمراكزهم ويؤكدون على “الاستمرارية”. ويرى الكاتب أن سلمية التظاهرات التي حظيت بدعم من الجيش أدت لتدخل قائد الجيش الجنرال أحمد قايد صالح الذي أقنع بوتفليقة التنحي عن السلطة. وحقق الإصلاحيون الجزائريون أكثر مما أنجزه أسلافهم من ثوار الربيع العربي في الفترة ما بين 2011-2012.

 

وكما اكتشف المصريون الذين أطاحوا بحسني مبارك فتغيير النظام هو أصعب وربما ارتد سلبا. ومن هنا فأولوية الجيش الجزائري هي وقف الاضطرابات في الشارع. ولا يوجد ما يشير إلى أن الجنرال صالح مستعد للتسامح مع إصلاحات ديمقراطية مفتوحة كالتي تطالب فيها المعارضة.

 

وعندما “تذهب السكرة وتحضر الفكرة” سيكتشف الجزائريون أن الطريقة التي تحكم فيها البلاد لم تتغير، وعندها قد تتحول الفرحة التي عبر عنها المحتجون إلى غضب. وحتى لو وافقت النخبة الحاكمة التخلي عن السلطة فلا حلول سريعة جاهزة للمشاكل الاقتصادية التي أثارت الاحتجاجات.

 

ومع ذلك فلا يمكن تجنب مطالب التغيير الجذري خاصة بين الجيل الشاب، فرغم الموقع الذي يحتله البلد في مجال تصدير النفط والغاز الطبيعي فنسبة العاطلين عن العمل خاصة بين الشباب ممن هم تحت سن الثلاثين هي 1-4، وهؤلاء يمثلون نسبة 70% من عدد السكان. ومعظم هؤلاء ليست لديهم أية فكرة عن الحرب الأهلية التي أدت لمقتل أكثر من 100.000 شخص في التسعينات من القرن الماضي.

 

ومن هنا فالأولوية الكبرى لبن صالح الذي يعتبر الرئيس الفعلي للبلاد الآن ويعرف ثمن الحرب هي منع انزلاق البلاد إلى العنف مرة أخرى. ولو لم يتعامل مع الملف بحنكة فإنه قد يقضي على الآمال التي حملها المتظاهرون.

 

ويحذر الكاتب من منظور عدم الاستقرار في الجزائر والمخاوف الأوروبية منه، خاصة الدول المواجهة للجزائر وهي إيطاليا وفرنسا واسبانيا. وتخشى هذه من موجات هجرة تتدفق بدون سيطرة نحو حدودها بالإضافة لمنظور توقف ضخ النفط والغاز الطبيعي. ويجب على أوروبا أن تدعم الحركة للديمقراطية في الجزائر.

 

ويخلص تيسدال للقول إن الأنظمة الديكتاتورية التي باتت تشكل قوس عدم استقرار في شمال أفريقيا يمتد من مصر إلى إرتيريا إلى ليبيا التي مزقتها الحرب والسودان ستنظر لمصير بوتفليقة على أنه نذير شؤم. وقد لا يكون ما حدث هو ربيع عربي رقم 2 إلا أن المثال الجزائري للثورة الشعبية الناجحة قد تنتشر عدواه بسرعة.


التعليقات