كورونا يصل إيران عشية الانتخابات.. هلع شعبي وتأهب حكومي
- الجزيرة نت الجمعة, 21 فبراير, 2020 - 11:17 صباحاً
كورونا يصل إيران عشية الانتخابات.. هلع شعبي وتأهب حكومي

[ بعض أنواع الكمامات نفدت من الصيدليات في طهران بسبب الإقبال المفاجئ والكبير (الجزيرة نت) ]

ندخل إحدى الصيدليات في ميدان "مسرح المدينة" بالعاصمة طهران لنطلب أقنعة للوجه وغسولا لتطهير اليدين، فنجد العشرات الذين سبقونا لطلب هذه السلع التي باتت أهم من الطعام والشراب في إيران بعد الإعلان عن وفاة شخصين جراء إصابتهما بفيروس كورونا.

 

انتظرنا طويلا حتى نسأل الصيدلي لقمان ستودة عن حجم الإقبال على شراء هذه السلع، فكان جوابه أنه "منذ الإعلان عن حالتي الوفاة والإصابات ازداد الطلب على أقنعة الوجه وغسول تطهير اليدين.. بعض أنواع الأقنعة نفدت من السوق، وأسعار السلع المتوفرة تضاعفت". وأضاف أن "هلعا كبيرا يصيب الشارع الإيراني من انتشار هذا الفيروس بين الناس".

 

هذا الهلع رصدته الجزيرة نت في الشارع، فحتى مساء الأربعاء كانت قلة قليلة من المارة في الشارع تضع كمامات، ولكن بعد الإعلان عن الإصابات بات عدم ارتدائها هو الاستثناء.

 

الهلع ليس في طهران فحسب، بل إن مسؤولي الصحة -حسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية- دعوا إلى تعليق جميع التجمعات الدينية في مدينة قم، بعد ثبوت إصابة شخصين آخرين بفيروس كورونا في المدينة التي توفي فيها شخصان بالفيروس هذا الأسبوع.

 

وغرد كيانوش جاهانبور المتحدث باسم وزارة الصحة على تويتر أن "شخصين أظهرت التحاليل إصابتهما في قم، وآخر في أراك، ليصل إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة في إيران إلى خمس".

 

ونقلت الوكالة عن جاهانبور قوله إن جميع المرضى إيرانيون، والشخص المصاب في مدينة أراك وسط البلاد طبيب من قم.

 

مخاوف كبيرة

 

ورغم بعد هاتين المدينتين بمئات الكيلومترات عن طهران، فإن العاصمة يدخلها مئات الآلاف يوميا طلبا للرزق أو العلم ومآرب أخرى، ولذلك فالخوف مبرر.

 

وفي الصيدلية نسأل فتاة عن سبب شرائها كميات كبيرة من الأقنعة والغسول، فتقول إن "المخاوف كبيرة من انتشار كورونا"، وترى أن "الأعداد التي تعلنها الحكومة أقل مما يتردد في الشارع ومواقع التواصل".

 

وفي السياق نفسه، يرى الشاب بوريا الذي كان يقرأ الصحيفة في ساحة "مسرح المدينة"، أن "الحكومة لم تعلن عن الأعداد الحقيقية بسبب الانتخابات البرلمانية، وبعد انتهائها ستعلن عن أضعاف هذا العدد".

 

وتابع أن "الكمامات وغسول اليد لا يقدمان أو يؤخران في انتقال العدوى، لأن وسائل الوقاية عند الإيرانيين تكاد تكون معدومة".

 

مجهودات حكومية

 

ولكي نقترب أكثر من استعدادت إيران لمواجهة هذا الفيروس، يكشف لنا الأخصائي في الأمراض المعدية الدكتور خسرو محمدي أن هذا "الفيروس ليس جديدا في إيران، إذ نقله حجاج إيرانيون عائدون من السعودية عام 2012، ولهذا يجب ألا نخاف لأننا واجهناه سابقا وسيطرنا عليه، وبلادنا في أعلى جهوزية لمواجهته".

 

وأضاف محمدي أن "علينا تعليم الناس كيفية الوقاية منه حتى لا ينتشر، لأنه مرض يحمله الشخص لأربعة أيام قبل أن تظهر أعراضه، وهذا أخطر ما فيه".

 

ولكن هذه الوفيات والإصابات جاءت في وقت لا تُحسد إيران عليه، أي عشية انتخابات برلمانية تحاول الحكومة بكل الوسائل تحشيد الناس وحثهم على الاقتراع، ولكن هل ينعكس هذا على المشاركة؟

 

يستبعد المحلل السياسي صالح القزويني هذا الموضوع "لأن وزارة الصحة اتخذت الإجراءات اللازمة والمشددة لمنع انتشار هذا الفيروس، خاصة في المراكز الانتخابية".

 

وتابع القزويني أن "فيروس كورونا لن يعيق الشعب من الإدلاء بصوته"، عائدا بالذاكرة إلى "الانتخابات التي كانت تُجرى، والناس تذهب إلى مراكز الاقتراع، وبعض المدن تقصف بالصورايخ والطائرات في الحرب العراقية الإيرانية".

 

وختم أن "إيران شهدت أوضاعا أسوأ من فيروس كورونا، ومع ذلك انتخب الناس وعبروا عن رأيهم".


التعليقات