أي.بي.سي نيوز: ترامب تجاهل تقريرا استخباريا حذر من أزمة كورونا منذ نوفمبر الماضي
- وكالات الخميس, 09 أبريل, 2020 - 12:03 مساءً
أي.بي.سي نيوز: ترامب تجاهل تقريرا استخباريا حذر من أزمة كورونا منذ نوفمبر الماضي

نقلت شبكة "أي.بي.سي نيوز" الأميركية على موقعها على الإنترنت عن أربعة مصادر تم إطلاعها على تقارير سرية، أن مسؤولي المخابرات الأميركية حذروا أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من وجود عدوى تنتشر في منطقة ووهان الصينية وتغير أنماط الحياة والأعمال وتشكل تهديدا للسكان.

 

وقال الموقع -في تقرير مشترك بين جوش مارغولين وجيمس غوردن ميك- إن المخاوف مما يعرف الآن بجائحة كورونا (فيروس كورونا المستجد كوفيد-19) قد تم عرضها بالتفصيل في تقرير استخباري في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 من قبل المركز الوطني للاستخبارات الطبية التابع للجيش، وفقا لمسؤولين على دراية بمحتويات الوثيقة.

 

وجاء التقرير نتيجة تحليل اعتراضات سلكية وحاسوبية مدعومة بصور الأقمار الصناعية، وقد دق جرس الإنذار لأن أي مرض خارج عن السيطرة قد يشكل تهديدا خطيرا للقوات الأميركية في آسيا، والتي تعتمد في معلوماتها على المركز الوطني للاستخبارات الطبية.

 

وهذا يعني -حسب الموقع- أن الحكومة الأميركية كان بإمكانها أن تكثف جهودها في وقت مبكر لتخفيف واحتواء أزمة كانت المؤشرات تؤكد أنها ستأتي إلى عقر دار الولايات المتحدة.

 

كارثة كانت متوقعة

 

ونقل أحد المصادر عن تقرير المركز أن "المحللين خلصوا إلى أن الأمر قد يكون كارثة"، وهو ما بلغ عدة مرات لوكالة المخابرات الدفاعية وهيئة الأركان المشتركة والبيت الأبيض.

 

وبدءا بهذا التحذير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تحدثت المصادر عن إحاطات متكررة في ديسمبر/كانون الأول الماضي لواضعي السياسات وصناع القرار عبر الحكومة الاتحادية، وكذلك لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.

 

وقالت المصادر إن كل ذلك توج بشرح مفصل للمشكلة، ظهر في الموجز الاستخباري اليومي الذي يقدم للرئيس في أوائل يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما يعني أن الموضوع مر بأسابيع من التدقيق والتحليل، وفقا لبعض من عملوا في إعداد الموجز الرئاسي من الإدارتين الجمهورية والديمقراطية.

 

وقال أحد المصادر إن التقارير الأولية من ووهان قد تكون سابقة على ما اطلع عليه، وأضاف أن "الأمر قد تم التأكد من الإبلاغ عنه ابتداء من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني كقضية يحتاج الجيش إلى اتخاذ موقف بشأنها".

 

وأوضح الموقع أن تقرير المركز أتيح على نطاق واسع للأشخاص المخولين بالاطلاع على تحذيرات الاستخبارات، وعلى إثر ذلك تم تداول نشرات أخرى بين القنوات السرية عبر الحكومة في وقت قريب من عيد الشكر.

 

وقالت هذه التحليلات إن القيادة الصينية كانت على علم بأن الوباء خارج السيطرة، ولكنها خبأت مثل هذه المعلومات المهمة عن الحكومات الأجنبية ووكالات الصحة العامة، حسب ما أورده الموقع.

 

وحسب ميك مولروي نائب مساعد وزير الدفاع السابق، الذي يعمل الآن مع شبكة "أي.بي.سي نيوز"، فإن الأمر "كان يمكن أن يكون إنذارا كبيرا، وكان يمكن أن تتابعه كل وكالات جمع المعلومات الاستخبارية".

 

وقال مولروي الذي كان في السابق مسؤولا كبيرا بوكالة المخابرات المركزية، إن المركز الوطني للاستخبارات الطبية يقوم بعمل جاد لا يتجاهله كبار قادة الحكومة.

 

وأضاف أن "الاستخبارات الطبية أخذت في الاعتبار جميع مصادر المعلومات كالصور والذكاء البشري والإشارات الاستخبارية"، وشفعتها "بتحاليل من أشخاص يعرفون المنطقة، وتمت مراجعة ذلك من قبل خبراء في هذا المجال، وأجمع الكل على ما تعنيه هذه المعلومات من إمكانية حدوث أزمة صحية عالمية".

 

وأشار موقع الشبكة إلى أن هذا المركز يعد أحد مكونات وكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وتتمثل مسؤولياته مع باقي الوكالات في ضمان حصول القوات المسلحة الأميركية على المعلومات التي تحتاجها لتنفيذ مهامها الهجومية والدفاعية، مع العلم بأن من الأولويات الحاسمة بالنسبة للبنتاغون الحفاظ على صحة أفراد قواتها المنتشرة.

 

تراخ وتأخر

 

وردا على سؤال يتعلق بورود التحذير في نوفمبر/تشرين الثاني، ضمن برنامج على قناة "أي.بي.سي"، قال وزير الدفاع مارك إسبر للمذيع "لا أتذكر، ولكن لدينا الكثير من الأشخاص الذين يراقبون ذلك عن كثب.. لدينا أول معهد للبحث عن الأمراض المعدية في أميركا، ولذلك فإن موظفينا الذين يعملون في هذه القضايا يراقبون ذلك مباشرة طوال الوقت".

 

كما قال الوزير إنه ليس على علم بأن هناك إحاطة تتعلق بالموضوع قدمت لمجلس الأمن القومي في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وفي الوقت نفسه، رفض كل من البنتاغون ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ومكتب مدير المخابرات الوطنية التعليق على الموضوع.

 

ويقول الموقع إن منتقدي إدارة الرئيس دونالد ترامب حملوه مسؤولية التراخي والتأخر في مواجهة جائحة كورونا، بعد اجتياحها ووهان وأجزاء من أوروبا، حتى قتلت أكثر من 12 ألف شخص في الولايات المتحدة.

 

ومع أن ترامب تفاخر مرات بقراره يوم 31 يناير/كانون الثاني الماضي بتقييد السفر الجوي إلى الصين ومنها إلى بلاده، فإنه -حسب الموقع- أمضى أسابيع في إخبار الجمهور وكبار مسؤولي الإدارة أنه لا يوجد شيء يخشاه الأميركيون، حتى إنه قال في مقابلة "لا مخاوف على الإطلاق، ونحن نسيطر عليها بالكامل.. سيكون الأمر على ما يرام".

 

وفي وقت متأخر من فبراير/شباط الماضي، كان ترامب لا يزال يقدم ملاحظات إيجابية على الطريقة التي تعامل بها قادة الصين مع كورونا، وقال في مقابلة مع قناة "فوكس" العاشرة "أنا واثق من أنهم يحاولون بجد.. إنهم يعملون.. لقد بنوا مستشفى في سبعة أيام، وهم الآن يبنون مستشفى آخر.. أعتقد أنه سيعمل بشكل جيد".

 

ولم يتحرك ترامب حتى يوم 13 مارس/آذار الماضي، عندما أعلن حالة طوارئ وطنية وحشد الموارد الهائلة للحكومة الاتحادية لمساعدة وكالات الصحة العامة على التعامل مع الأزمة التي كانت البلاد على وشك الانهيار تحت تأثيرها.


التعليقات