اضطرابات أميركا.. تعزيز الأمن بمحيط البيت الأبيض ومشروع قانون جديد يحد من سلطة ترامب
- الجزيرة نت الجمعة, 05 يونيو, 2020 - 11:38 مساءً
اضطرابات أميركا.. تعزيز الأمن بمحيط البيت الأبيض ومشروع قانون جديد يحد من سلطة ترامب

[ تعزيز التدابير الأمنية في محيط البيت الأبيض واستمرار الاحتجاجات الشعبية تواصلت أمامه ]

تواصلت الاحتجاجات الشعبية أمام البيت الأبيض في واشنطن، وفي عدة مدن أميركية أخرى، بينما عزز الحرس التدابير الأمنية في محيط المقر الرئاسي، وقدم ديمقراطيون بمجلس الشيوخ مشروع قانون جديد يحدّ من سلطة الرئيس، وسيّر عشرات الآلاف مظاهرة بفيينا تنديدا بمقتل فلويد.

 

ونصب حرس البيت الأبيض حواجز إسمنتية وبنى سياجا حول مداخل الحديقة المقابلة لمقر الرئاسة الأميركية. وأعلن متحدث باسم جهاز الأمن الرئاسي إغلاق بعض المداخل المؤدية للمقر مع تأكيده السماح للمحتجين بالتظاهر.

 

وردد المحتجون اسم فلويد وشعار "لا سلام دون عدالة". وكانت قوات الأمن الفدرالية قد قلّصت نطاق الحزام الأمني الذي فرضته حول البيت الأبيض بطلب من عمدة العاصمة، كما قررت سلطات واشنطن تعليق العمل بحظر التجول الليلي، موضحة أن الاحتجاجات تتسم بالسلمية.

 

سلطة الرئيس

 

من جهة أخرى، قدم ديمقراطيون في مجلس الشيوخ مشروع قانون يحدّ من سلطة الرئيس في قانون التمرد الذي لوّح الرئيس دونالد ترامب بتفعيله لنشر قوات عسكرية في المدن الأميركية وإخماد الاحتجاجات.

 

وينص مشروع القانون الذي أعده السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال على ضرورة أن يتشاور الرئيس مع الكونغرس قبل إنفاذه وألا تتجاوز مدة العمل به أكثر من أربعة عشر يوما ما لم يصدر المشرعون قرارا بتمديده.

 

ويتيح مشروع القانون للأفراد وحكام الولايات مراجعة القضاء بسرعة في حال أساء الرئيس استخدام سلطته، كما يمنع الجيش الأميركي من المشاركة في عمليات "التفتيش أو الاعتقال" أو أي أنشطة مماثلة ما لم تكن محددة بموجب القانون.

 

تنديد في فيينا

 

وفي العاصمة النمساوية فيينا، تظاهر عشرات الآلاف ومعظمهم من الشباب الخميس في إطار التعبئة الدولية ضد العنصرية وتنديدا بوفاة جورج فلويد.

 

وقال العديد من المشاركين إن هذا يُعد أحد أكبر التجمعات في العاصمة النمساوية في السنوات الأخيرة. وقالت الشرطة إن المشاركة كانت كبيرة، وقدّرت عدد المشاركين بنحو خمسين ألفا.

 

وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "الصمت يعني الموافقة" و"صمت البِيض يعني عنف البِيض" ولافتات أخرى تندد بعنف الشرطة كتب عليها "حياة السود مهمة".

 

ولم يكن ممكنا احترام التباعد الاجتماعي، نظرا إلى الأعداد الكبيرة من المشاركين، لكن العديد من المتظاهرين كانوا يضعون أقنعة.

 

هادئة لكنها أقوى

 

وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن الغضب المتفجر الذي طبع الاحتجاجات الشعبية تحوّل حاليا إلى دعوات هادئة لكنها أكثر قوة على مستوى القاعدة لمزيد من العمل نحو معالجة الظلم العنصري.

 

وعلى الرغم من هذا التحول، فإن المتظاهرين لم يبدوا أي إشارة على أنهم سيتركون الشوارع أو يتخلون عن الضغط من أجل إصلاح جهاز الشرطة.

 

وفي مدينة نيويورك، قال الممثل ميغيل فرنانديز إن هناك الكثير من الاحتجاجات الممكنة خلال الأيام المقبلة، لأن المتظاهرين لم يحصلوا على ما يريدون. وظهر تيرينس شقيق فلويد في بروكلين لمواصلة النضال من أجل التغيير، معلنا "السلطة للشعب.. كلنا".

 

تخلي عن الشرطة

 

وأضافت الوكالة أن عددا متزايدا من المدن تعيد التفكير في وجود الشرطة بمدارسها استجابة لمخاوف الآلاف من المتظاهرين -وكثير منهم من الشباب- الذين ملؤوا الشوارع احتجاجا على وفاة جورج فلويد وطالبوا بإبعاد الشرطة من المدارس.

 

وكانت مراسم تأبين لجورج فلويد قد أقيمت في مدينة مينيابوليس الأميركية أمس، حيث شدد الناشط من أجل الحقوق المدنية القس آل شاربتون في حفل التأبين، على أن الوقت قد حان لمحاسبة الشرطة.

 

وقال القس المعمداني "65 عاما" خلال حفل التأبين الذي أقيم في جامعة نورث سنترال في مينيابوليس، حيث توفي فلويد في 25 مايو/أيار الماضي، "لقد غيرت العالم يا جورج"، وأضاف "هذا هو الوقت للتعامل مع المحاسبة في نظام العدالة الجنائي".

 

وقال شقيقه الآخر فيلونيس فلويد، في مراسم تأبين بكنيسة في جامعة نورث سنترال بمدينة مينيسوتا، "الكل يريد العدالة، نريد العدالة لجورج وسوف يحصل عليها".

 

ووجه الادعاء الأربعاء اتهامات جديدة بحق أربعة من أفراد شرطة مينيابوليس السابقين الضالعين في وفاة فلويد.

 

ومثل أمس الخميس ثلاثة ضباط اتهموا بالاشتراك والتواطؤ في قتل فلويد أمام المحكمة للمرة الأولى، وتحددت كفالة بقيمة مليون دولار للإفراج عنهم، لكنها ستخفض إلى 750 ألف دولار إذا وافقوا على شروط محددة تتضمن التخلي عن أي أسلحة شخصية. وفي مدينة نيويورك -التي شهدت أعمال نهب خلال الاحتجاجات- شارك آلاف في مراسم تأبين لفلويد في متنزه بروكلين.

 

وركع كثيرون على الحشائش في تعبير رمزي للاحتجاج على سلوك الشرطة، ورددوا هتاف "لا سلام دون عدالة".

 

اتهام جماعات أجنبية ومتطرفين

 

وأكد وزير العدل الأميركي وليام بار تدخل جماعات أجنبية ومتطرفين لتأجيج الانقسام في الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة.

 

واتهم بار في مؤتمر صحفي أمس مصالح أجنبية ومحرضين متطرفين ينتسبون لجماعات مثل أنتيفا، بالوقوف وراء هذه التحركات.

 

وأضاف بار دون الخوض في تفاصيل "رأينا أدلة على أن أنتيفا وغيرها من الجماعات المتطرفة المماثلة، وكذلك أطراف من مجموعة متنوعة من المشارب السياسية المختلفة، تورطت في التحريض والمشاركة في نشاط عنيف".

 

وضمن تداعيات الاحتجاجات الحالية، دعت عمدة العاصمة الأميركية واشنطن موريل باوزر إلى انسحاب جميع الوحدات العسكرية من العاصمة.

 

وأضافت باوزر في مؤتمر صحفي، أن بإمكان الجنود ممارسة دور الشرطة في حدائق فدرالية، مثل حديقة لافاييت التي تقع مقابل البيت الأبيض، مشيرة إلى أن تقدم الجنود نحو أي من شوارع المدينة أمر ترفضه الحكومة المحلية.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية، أن البنتاغون قرر إعادة عدد من الجنود النظاميين الذين انتشروا في محيط العاصمة واشنطن إلى قواعدهم السابقة.

 

قلق من ازدياد الوجود العسكري

 

وضمن تداعيات نشر الوحدات العسكرية بالمدن، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إنها أرسلت رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب عبّرت له فيها عن القلق من ازدياد الوجود العسكري في واشنطن.

 

وقالت بيلوسي في مؤتمر صحفي إن هناك جنودا عند النصب التذكاري للرئيس أبراهام لينكولن، وإن الولايات أرسلت قوات الحرس الوطني إلى العاصمة.

 

وأضافت أنها تريد أن تعرف وفقا لأي سلطة أُرسلت تلك القوات من الولايات إلى العاصمة، وما مهمتها، ومن المسؤول عن ذلك؟

 

وأعربت بيلوسي عن قلقها من عمل عناصر من قوى أمنية مختلفة، قالت إنهم متخفون، لأن ذلك قد يسمح في نظرها بالتجاوزات ويوحي بإمكانية الإفلات من العقاب.


التعليقات