تواصل الاشتباكات في ناغورني قره باغ وتبادل الاتهامات بشأن مشاركة مرتزقة سوريين
- الجزيرة نت الإثنين, 28 سبتمبر, 2020 - 11:32 مساءً
تواصل الاشتباكات في ناغورني قره باغ وتبادل الاتهامات بشأن مشاركة مرتزقة سوريين

قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية اليوم الاثنين إن مرتزقة سوريين يقاتلون في صفوف الجيش الأرمني خلال الاشتباكات الدائرة على جبهة إقليم ناغورني قره باغ، وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار.

 

وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع أنار أيوازوف بأنه تم العثور على مرتزقة سوريين من أصول أرمنية بين جثث القوات الأرمنية على الجبهة.

 

وصرح أيوازوف بأن الجانب الأرمني "يخفي خسائره"، وأن "أرمينيا تعتم على هذه المعلومات أمام شعبها والمجتمع الدولي أيضا".

 

وأشار إلى أن القوات الأذربيجانية استطاعت حتى صباح اليوم تدمير 24 دبابة ومدرعة، ومنظومات مضادة للطائرات من طراز "أو إس إيه" (OSA)، و18 طائرة مسيرة تابعة للجيش الأرمني.

 

الموقف التركي

 

وصباح اليوم، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تقف إلى جانب أذربيجان بكل إمكانياتها، ودعا أرمينيا لأن تترك ناغورني قره باغ فورا.

 

من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن على أرمينيا وقف هجماتها فورا وسحب "المرتزقة والإرهابيين الذين جلبتهم من الخارج".

 

وأضاف "نقف إلى جانب أشقائنا الأذربيجانيين، وعلى أرمينيا الانسحاب من الأراضي التي احتلتها".

 

بالمقابل، اتهمت أرمينيا تركيا اليوم بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان، وقالت وزارة الخارجية الأرمنية في بيان إن لتركيا "وجودا مباشرا على الأرض".

 

وأضافت أن خبراء عسكريين من تركيا "يقاتلون جنبا إلى جنب" مع أذربيجان التي قالت أرمينيا إنها تستخدم أيضا أسلحة تركية، من بينها طائرات مسيرة وحربية، ونفت أذربيجان هذه الاتهامات.

 

استمرار الاشتباكات

 

وتواصلت المواجهات العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان صباح الاثنين في الإقليم، حيث أعلن مسؤولون في المنطقة المتنازع عليها مقتل 32 مسلحا أرمنيا.

 

وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأرمنية في بيان بأن "المواجهات العنيفة تواصلت خلال الليل"، وأكد مسؤولون مقتل 15 مسلحا، مما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الانفصاليين المسلحين إلى 32 منذ اندلاع المواجهات أمس الأحد.

 

وحذرت وزارة الدفاع الأذربيجانية أرمينيا "للمرة الأخيرة" من عواقب مواصلة اعتداءاتها على المناطق السكنية.

 

وأوضحت الوزارة في بيان اليوم الاثنين أن الجيش الأرمني استهدف في ساعات الصباح مناطق سكنية في مدينة تيرتير القريبة من إقليم ناغورني قره باغ.

 

كما أكدت الخارجية الأذربيجانية قصف القوات الأرمنية المنشآت المدنية في مدينة تيرتير، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة استهداف القوات الأرمنية المدنيين في أذربيجان.

 

وذكر مكتب الادعاء العام في أذربيجان أن 5 من عائلة واحدة قتلوا في القصف الذي شنته القوات الأرمنية.

 

وأمس الأحد، اندلعت اشتباكات على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا إثر إطلاق القوات الأرمنية النار على مواقع سكنية مدنية بأذربيجان.

 

وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أن النيران الأرمنية أوقعت خسائر في الأرواح بين المدنيين، بجانب إلحاق دمار كبير في البنية التحتية المدنية في عدد من القرى التي تعرضت لقصف أرمني عنيف.

 

وأكد مراسل الجزيرة إيقاف الرحلات الجوية من وإلى مطار باكو في أذربيجان بسبب إعلان حالة الحرب في البلاد، كما كشف عن أن السلطات الأرمنية أغلقت الطريق المؤدي إلى الجزء الشمالي من إقليم ناغورني قره باغ.

 

وبحسب تقارير إعلامية، تحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية التي تضم إقليم قره باغ (يتكون من 5 محافظات) و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي آغدام وفضولي.

 

دعوات للتهدئة

 

من جهتها، أعلنت الخارجية الروسية أن التصعيد في ناغورني قره باغ خطير للغاية، وأن الطرفين يستخدمان أسلحة ثقيلة بعد انقطاع طويل، كما دعت موسكو كل الأطراف الخارجية المعنية إلى ضبط النفس بشأن التصعيد.

 

وقال الكرملين إن روسيا وتركيا على تواصل دائم بشأن الوضع في ناغورني قره باغ.

 

ونقلت وكالة إنترفاكس عن سفير أرمينيا لدى موسكو قوله إن تركيا أرسلت 4 آلاف مسلح من شمال سوريا إلى أذربيجان، غير أن وكالة رويترز أكدت صباح اليوم أن أذربيجان نفت إرسال تركيا مسلحين من شمال سوريا إلى أراضيها.

 

وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه دعا في اتصالين مع نظيريه الأرمني والأذربيجاني إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات لتحقيق الاستقرار.

 

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن مسار المواجهة العسكرية ليس حلا للمشكلة بين أذربيجان وأرمينيا، ودعا كلا البلدين إلى ضبط النفس وإيقاف المعارك بينهما فورا.

 

وقالت تركيا إنها تجري محادثات مع أعضاء مجموعة مينسك التي تقوم بدور الوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، وتتشارك رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

 

وكانت مجموعة مينسك -وهي تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- قد نجحت في التوسط بين أذربيجان وأرمينيا لتوقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في العام 1994 في الإقليم المتنازع عليه، غير أن الاشتباكات وقعت منذ ذلك الحين بشكل متقطع.

 

كما طالبت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بوقف فوري لإطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه، وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوتر الحالي مع نظيره الأرمني، داعيا إلى "وضع حد للأعمال العدائية".

 

وطالب حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) أرمينيا وأذربيجان بالوقف الفوري للأعمال العدائية التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وأكد جيمس أباتوراي الممثل الخاص للأمين العام للحلف في القوقاز ووسط آسيا أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، وحث الأطراف على استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع.


التعليقات