تفاصيل جديدة عن اغتيال فخري زاده.. أنباء عن تهديد إيراني مباشر لمحمد بن زايد وإسرائيل تحذر رعاياها
- الجزيرة نت الثلاثاء, 01 ديسمبر, 2020 - 10:02 صباحاً
تفاصيل جديدة عن اغتيال فخري زاده.. أنباء عن تهديد إيراني مباشر لمحمد بن زايد وإسرائيل تحذر رعاياها

أعلن أمين مجلس الأمن القومي في إيران علي شمخاني تفاصيل جديدة في عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الذي شُيع في طهران أمس الاثنين، في حين كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن أن طهران هدّدت بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للإمارات إثر اغتيال فخري زاده في اتصال مباشر مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

 

وقال شمخاني إن عملية الاغتيال تمت عن بعد بأجهزة جديدة ومعقدة، متهما الموساد الإسرائيلي ومنظمة "مجاهدي خلق" بالوقوف وراء العملية.

 

وأقيمت في طهران أمس الاثنين جنازة رسمية لفخري زاده، بحضور عدد محدود من كبار القادة العسكريين والسياسيين، من دون مشاركة جماهيرية؛ بسبب الإجراءات الصحية المرتبطة بجائحة كورونا.

 

وخلال المراسم، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن "ردنا على اغتيال فخري زاده قادم وحتمي، وسيكون عقابا قاسيا لمن ارتكب هذه الجريمة"، وأكد أن اغتيال فخري زاده لن يوقف مسيرة برنامج إيران النووي، بل سيسرع وتيرته، على حد تعبيره.

 

ووصف إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني عملية اغتيال فخري زاده بأنها إرهاب دولة، وأضاف جهانغيري -أثناء مشاركته في اجتماع رؤساء وزراء دول منظمة شنغهاي للتعاون- أن على دول العالم كسر صمتها أمام هذه الجريمة الإرهابية، حسب تعبيره.

 

تهديد إيراني

 

في غضون ذلك، كشف موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني عن أن إيران هدّدت بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة للإمارات، ردًّا على اغتيال فخري زاده في حال تعرضها لهجوم أميركي محتمل.

 

وقال الموقع البريطاني -نقلا عن مصدر إماراتي لم يذكر اسمه- إن طهران اتصلت بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بشكل مباشر، وأبلغته بأنها ستوجِّه ضربة للإمارات ردًّا على اغتيال فخري زاده.

 

وأكد المصدر الإماراتي -حسب الموقع البريطاني- أن طهران ستحمّل الإمارات مسؤولية اغتيال العالم النووي، في حال تعرضت إيران لهجوم أميركي محتمل.

 

وعن توقيت الاتصال الإيراني مع محمد بن زايد، أوضح المصدر أنه جاء قبل فترة وجيزة من إدانة أبو ظبي اغتيال فخري زاده يوم الأحد.

 

ويُشير الموقع إلى أن هذه المعلومات تأتي بالتزامن مع تحذير تل أبيب من هجمات قد تستهدف الإسرائيليين في كل من الإمارات والبحرين، اللتين افتتحتا مؤخرًا خطوط طيران مباشرة مع تل أبيب.

 

من جانبها، أوعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الاثنين إلى كل سفاراتها وممثلياتها برفع درجة التأهب الأمني تحسبا لرد إيراني على اغتيال فخري زاده، رغم التزامها الصمت بشأن عملية الاغتيال والمسؤولية عنها.

 

وقال مراسل الجزيرة إن تل أبيب حذرت الإسرائيليين من السفر إلى الإمارات والبحرين خشية أن يكونوا هدفا لانتقام إيراني هناك.

 

كما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) عن تعهدات بالانتقام لمقتل فخري زاده، وقالت إن القيادة الإيرانية أكدت الاثنين المُضي قدما في برنامجها النووي، مع التشكيك في مستقبل المفاوضات مع الغرب.

 

وتقول الصحيفة إن اغتيال فخري زاده، والضغطَ الآن على القيادة الإيرانية للانتقام بعد فشل أمني محرج؛ يمكن أن يقوِّضا تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.

 

وفي السياق، دعا المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان إلى عدم اتخاذ إدارة الرئيس دونالد ترامب أي خطوة يمكن أن تقوّض إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن.

 

وقال برينان -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) الإخبارية الأميركية إن طهران يمكن أن تقوم بعملية انتقامية بعد اغتيال العالم النووي الإيراني.

 

ودعا برينان المجتمع الدولي إلى إدانة حادث اغتيال العالم النووي الإيراني، مشيرا إلى أن هذا الحادث الذي استهدف فخري زاده ليس كالهجمات التي شنتها الولايات المتحدة ضد تنظيمات أخرى كالقاعدة، بل هو هجوم على مسؤول في دولة ذات سيادة.

 

تنديد أممي ودولي

 

وبعث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول اغتيال العالم النووي الإيراني، وأكد فيها حق طهران في ملاحقة ومعاقبة المنفذين والمتورطين في اغتيال فخري زاده.

 

وأضاف أن صمت المجتمع الدولي، وعدم تحركه ضد أعمال إرهابية كهذه، سيؤدي إلى تمادي من يقفون خلفها. وأعرب قاليباف عن توقع بلاده أن تدين الأمم المتحدة هذا العمل الإرهابي، حسب وصفه، وتوفر الأرضية القانونية اللازمة لمنع تكراره.

 

من جانبه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تدين جميع الاغتيالات وعمليات القتل خارج نطاق القضاء، كما جدد دعوة الأمين العام الأممي الجميع إلى ضبط النفس عقب اغتيال العالم النووي الإيراني.

 

وأعربت ألمانيا عن قلقها البالغ إزاء حادث اغتيال العالم الإيراني، الذي قالت إنه قد يؤدي إلى عواقب خطيرة في المنطقة، حسب وصفها. ودعت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس.

 

كما أدانت الخارجية الروسية اغتيال العالم الإيراني، واصفة ذلك بالعمل الإرهابي، وأعربت عن قلقها الشديد إزاء ما سمته الطابع الاستفزازي لعملية الاغتيال التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

تفاصيل جديدة

 

في غضون ذلك، تواصل وسائل إعلام إيرانية نشر تفاصيل عن عملية اغتيال فخري زاده، نقلا عن المصادر الرسمية. ونشرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء تفاصيل عن عملية الاغتيال -التي وقعت الجمعة الماضي- تتسق مع الرواية التي أعلنها عضو البرلمان فريدون عباسي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيراني.

 

وقالت الوكالة إن العملية استغرقت نحو 3 دقائق فقط، ولم يكن ثمة عنصر بشري في مكان الاغتيال، وتم إطلاق النار بأسلحة آلية جرى التحكم فيها عن بعد.

 

وأوضحت أن فخري زاده وزوجته كانا داخل سيارة مصفحة بمرافقة 3 سيارات حراسة في طريق عند منطقة دماوند قرب العاصمة طهران صباح الجمعة.

 

وأشارت إلى أن صوت بضع رصاصات استهدفت السيارة تسبب في إيقاف الموكب، حيث خرج فخري زاده من السيارة معتقدا على ما يبدو أن الصوت نتج عن اصطدام بعائق خارجي أو مشكلة في محرك السيارة.

 

وعقب نزوله من السيارة -وفقا لهذه الرواية- انطلق وابل من الرصاص من مدفع رشاش آلي يتم التحكم فيه عن بعد، وكان مثبتا على شاحنة صغيرة متوقفة على بعد 150 مترا، لتصيبه 3 رصاصات قطعت واحدة منها نخاعه الشوكي، وبعد لحظات انفجرت الشاحنة الصغيرة.

 

وقالت وكالة فارس إن التحقيقات أظهرت أن صاحب الشاحنة المذكورة غادر البلاد بعد يوم من الاغتيال، من دون تسمية الجهة التي توجه إليها.

 

في السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام محلية أخرى أن الأسلحة المستخدمة في الاغتيال صناعة إسرائيلية، وتم التحكم فيها بواسطة الأقمار الصناعية.


التعليقات