دعوة أوروبية لرفع العقوبات عن إيران
- الجزيرة نت الإثنين, 22 فبراير, 2021 - 10:42 مساءً
دعوة أوروبية لرفع العقوبات عن إيران

[ الاتحاد الأوروبي ]

رغم الاتفاق الجديد بين طهران والوكالة الذرية، فإن طهران قالت إنها ستحجب الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في بعض منشآتها عن الوكالة في الوقت الحالي

 

طالب الأوروبيون في ختام اجتماع لهم في بروكسيل برفع العقوبات عن إيران، في حين أكدت واشنطن أنها ستسعى لتعزيز الاتفاق النووي، وبالتوازي مع ذلك أثار اتفاق مؤقت وقّعته طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية معارضة داخلية في إيران.

 

حراك أوروبي

 

قال مفوض العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه لتحقيق تقدم في الملف النووي الإيراني فإن هناك حاجة للتطبيق الكامل للاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، سواء ما يتعلق بالالتزام بمقتضيات الاتفاق أو برفع العقوبات.

 

كما أكد بوريل، في ختام اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين تضمن لقاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليبنكن، ضرورة التزام إيران ببنود الاتفاق.

 

وكشف بوريل عن وجود اتصالات ديبلوماسية مكثفة تجري هذه الأيام، وتشمل الولايات المتحدة، وقال إنه كمنسق للاتفاق من واجبه خلق مجال للديبلوماسية وإيجاد الحلول، وهو ما يجري العمل عليه حاليا، متمنيا أن يتحول ما يجري حاليا إلى خبر خلال الأيام القادمة.

 

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن من مصلحة إيران تغيير نهجها قبل أن يتضرر الاتفاق النووي بشكل لا يمكن إصلاحه.

 

وأضاف ماس أن الأطراف الدولية تتوقع من إيران التزاما وتعاونا وشفافية كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

تصريحات أميركية

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة ستسعى لتعزيز وتمديد الاتفاق المبرم بين القوى العالمية وإيران والذي يهدف إلى الحد من برنامجها النووي.

 

وقال بلينكن في كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف "سنسعى أيضا من خلال العمل مع الحلفاء والشركاء إلى إطالة أمد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وتعزيرها والتصدي لمباعث القلق الأخرى مثل سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وتطوير الصواريخ الباليستية وانتشارها".

 

وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة في تحقيق هدفها بعدم حصول إيران على سلاح نووي وترى أن الدبلوماسية هي الحل، مشيرا إلى أن الرئيس بايدن قال إنه إذا التزمت طهران مجددا باتفاق عام 2015 فستفعل واشنطن الشيء نفسه.

 

وأضاف في إشارة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي عقد مديرها محادثات في إيران في مطلع الأسبوع "وينبغي لإيران الامتثال لاتفاقات الضمانات مع الوكالة ولالتزاماتها الدولية".

 

وتأتي تصريحات بلينكن بينما تتجه الأنظار نحو نتائج اجتماع في بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يبحث جهود الوساطة لحل الخلاف الأميركي الإيراني حول الاتفاق النووي.

 

وكان مفوض الأمن والسياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد قال إن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد اليوم يبحث إمكانية عودة واشنطن للاتفاق النووي، وإن اتصالات دبلوماسية مكثفة تجري بشأن ذلك وتشمل أطرافا عدة، منها إيران والولايات المتحدة.

 

مشرعون إيرانيون ينتقدون

من جهة أخرى، قال المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم إنه من الضروري أن يتم تنفيذ قانون البرلمان لرفع العقوبات وضمان المصالح القومية بدقة.

 

واحتج مشرعون إيرانيون اليوم الاثنين على قرار إيران السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات المراقبة "الضرورية" لمدة تصل إلى 3 أشهر، قائلين إن القرار ينتهك قانونا ينهي هذا الأسبوع التفتيش المفاجئ الذي تقوم به الوكالة.

 

وقال مجتبى ذو النور رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني وفقا لوسائل الإعلام الرسمية، إن "الحكومة ليس لها الحق في أن تقرر وتتصرف بشكل تعسفي". وأضاف "هذا الترتيب يمثل إهانة للبرلمان".

 

وتنتهك إيران تدريجيا شروط الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 ومعاودتها فرض العقوبات على طهران.

 

ويهدف الاتفاق إلى منع إيران من صنع أسلحة نووية تقول طهران إنها لم تحاول مطلقا إنتاجها.

 

ووافقت إيران بموجب الاتفاق على تنفيذ بروتوكول إضافي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع غير معلنة لها.

 

ولكن من أجل الضغط على الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن سن البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون في إيران قانونا العام الماضي يلزم الحكومة بإنهاء تنفيذ البروتوكول الإضافي، اعتبارا من غد الثلاثاء ما لم تُرفع العقوبات الأميركية.

 

ولإتاحة فرصة أمام الدبلوماسية، توصلت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى اتفاق مع إيران أمس الأحد للحد من أثر تقليص تعاونها مع الوكالة ورفضها السماح بالتفتيش المفاجئ.

 

وقالت السلطات الإيرانية إنه على الرغم من أن الاتفاق الجديد سيبقي عدد المفتشين الدوليين كما هو، فإن طهران ستحجب الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة في بعض منشآتها عن الوكالة في الوقت الحالي.

 

ولم تحدد إيران أي كاميرات في أي منشآت، لكن البروتوكول الإضافي يوسّع بشكل عام نطاق مراقبة الوكالة ليشمل أنشطة مثل تعدين اليورانيوم.

 

من جانبها، أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يتعارض مع قانون البرلمان، وأنه تم في إطار هذا القانون.

 

روسيا ترحب

وفي مقابل المعارضة الداخلية بإيران، رحبت روسيا بالاتفاق الجديد المؤقت مع الدولية للطاقة الذرية.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاثنين، إن موسكو ترحب بتوصل طهران إلى اتفاق مؤقت بشأن عمليات التفتيش في منشآتها بعد زيارة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لإيران.

 

وقالت المتحدثة في بيان إن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران قدمتا مساهمة إيجابية ملموسة في توفير شروط بدء محادثات جوهرية بين المشاركين الحاليين في خطة العمل الشاملة المشتركة والولايات المتحدة بشأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي"، وأضافت أن موسكو "ترحب بهذه الخطوات".

 

 


التعليقات