خيبة أمل روسية من الردود الأميركية على مطالبها الأمنية وترجيحات أوكرانية بالتزام موسكو المسار الدبلوماسي
- الجزيرة نت الخميس, 27 يناير, 2022 - 10:19 مساءً
خيبة أمل روسية من الردود الأميركية على مطالبها الأمنية وترجيحات أوكرانية بالتزام موسكو المسار الدبلوماسي

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إن الولايات المتحدة لم ترد بـ"شكل حاسم" على كل بنود مقترحات الضمانات الأمنية، في المقابل توقعت أوكرانيا التزام موسكو بالمسار الدبلوماسي لحلّ الأزمة بين البلدين في الأسبوعين القادمين.

 

وسلّمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) مساء أمس الأربعاء ردودهما إلى روسيا بشأن الضمانات الأمنية، في حين عرضت تركيا الوساطة لحل الأزمة.

 

وأضاف لافروف للصحفيين أن الرد الأميركي يتضمن مواقف تسمح ببدء حوار جدّي متعلق بقضايا ثانوية، ولكنه شدد على أنه لا يوجد رد إيجابي من قبل واشنطن إزاء القضية الأساسية في المقترحات الروسية وهي مسألة عدم توسع حلف الناتو تجاه الشرق ونشر أسلحة هجومية يمكن أن تهدد الأراضي الروسية.

 

وأكد الوزير الروسي أن بلاده سترسل إلى واشنطن ودول غربية استفسارا عن أسباب تجاهل التزاماتها المتعلقة بعدم تجزئة الأمن، لافتا إلى أن مضمون الرد الأميركي على مقترحاتنا بشأن الضمانات الأمنية سيُنشر قريبا في العلن.

 

وقال لافروف إن الرئيس فلاديمير بوتين سيتخذ قرارا بالخطوات اللاحقة بعد دراسة وتوافق الوزارات المعنية بشأن الرد الغربي على المقترحات الروسية المتعلقة بالضمانات الأمنية التي طلبتها روسيا.

 

وفي ختام حديثه، أكد لافروف أن تحليل الرد الأميركي على مقترحات الضمانات الأمنية سيستغرق بعض الوقت، قائلا "دعونا لا نتسرع في أي استنتاجات".

 

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن بلاده قدمت ردها المكتوب إلى روسيا بشأن الضمانات الأمنية التي طالبت بها موسكو، وإن واشنطن لن تنشر الرد علنا لأنها بحاجة إلى فتح مجال للدبلوماسية، على حد وصفه.

 

وقال البيت الأبيض إن أي عقوبات قد تفرضها الولايات المتحدة على روسيا عند غزوها أوكرانيا ستشمل المصالح الشخصية لبوتين والقيادة الروسية.

 

وكانت روسيا قد قدمت مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية والأمن في أوروبا لواشنطن في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وطالبت بتقديم رد خطي على مقترحاتها.

 

سيناريو كارثي

 

وفي سياق متصل، أكد ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن سيناريو الصدام بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب أوكرانيا سيكون الأكثر كارثية.

 

وقال ميدفيديف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية "ليست هناك رغبة في الحرب بأي حال من الأحوال، ولا أحد يبحث عنها، ويتعين القيام بكل شيء حتى لا تكون هناك حرب".

 

 

ووفقا لميدفيديف، فإن الطريقة الوحيدة لتجنب الحرب هي التفاوض، ولكنّ هناك كثيرا من الناس الذين يزايدون على التصعيد، بعضهم بسبب ضعف التفكير وآخرون لكونهم يتبعون خطا سياسيا معينا.

 

موقف الصين

 

من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن -في اتصال هاتفي اليوم الخميس- أن المخاوف الأمنية المنطقية لروسيا يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

 

وأكدت وزارة الخارجية الصينية -في بيان- أن وانغ دعا، خلال المكالمة، كل الأطراف إلى الهدوء والامتناع عن تصعيد التوتر.

 

وتتهم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون موسكو بالإعداد لغزو أوكرانيا بعد حشد 100 ألف جندي بالقرب من حدود جارتها، في حين تنفي روسيا أي خطة للغزو، لكنها تطالب حلف شمال الأطلسي برفض عضوية أوكرانيا وهو طلب رفضه الغرب.

 

 

في المقابل، أكد بلينكن لنظيره الصيني أن أي عدوان روسي على أوكرانيا هو تهديد للأمن والاقتصاد العالمي، وفق بيان للخارجية الأميركية.

 

وقال بلينكن إن خفض التصعيد والدبلوماسية هما السبيل المسؤول للسير قدما.

 

تفاؤل أوكراني

 

وفي الدانمارك، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الخميس إن من المرجح أن تلتزم روسيا بالمسار الدبلوماسي في تعاملها مع أوكرانيا والغرب لمدة أسبوعين على الأقل بعد المحادثات التي عقدت في باريس لتهدئة الوضع.

 

وأضاف -في مؤتمر صحفي في مدينة كوبنهاغن بعد لقاء مع نظيره الدانماركي يبي كوفود- أن "أعداد القوات الروسية قرب حدودنا تتزايد يوما بعد يوم، لكننا لن نسمح لبوتين بتحقيق أهدافه وسنواجه ذلك دبلوماسيا واقتصاديا".

 

وأكد كوليبا أن كييف لا تخطط لأي أعمال هجومية، وأنها ملتزمة بالدبلوماسية، ولكن إذا ما قررت روسيا المواجهة "فسنرد بالمثل".

 

ميدانيا، قال وزير الداخلية الأوكراني على فيسبوك إن الشرطة اعتقلت اليوم الخميس جنديا من الحرس الوطني أطلق النار على حراس أمن في مصنع عسكري لأسباب مجهولة مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين.

 

تحشيد روسي

 

وعلى الأرض أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أكملت نقل مقاتلات "سوخوي 35" (SU-35S) المتطورة إلى بيلاروسيا ضمن عملية تفتيش وتدريب تنفذها القوات الجوية الروسية.

 

 

ونشرت الوزارة مقطع فيديو عبر موقعها الإلكتروني يوثق إعادة نشر المقاتلات المتطورة وهبوطها في مطارات المنطقة المركزية العسكرية، مشيرة إلى أن التدريبات العسكرية ستنفذ على مرحلتين حتى 20 من فبراير/شباط المقبل.

 

بدورها، قالت وزارة الدفاع البيلاروسية إن التدريبات المشتركة مع روسيا ذات طابع دفاعي ولا تمثل تهديدا لأوروبا ودول الجوار، وإن القوات الروسية ستغادر بيلاروسيا بعد انتهاء التدريبات.

 

وفي سياق متصل، دعا رئيس حزب روسيا الموحدة الحاكم الرئيس الروسي لتزويد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين بالإمدادات العسكرية الضرورية لكبح أي عدوان، حسب تعبيره.

 

وقال فيكتور فودولاتسكي، نائب رئيس لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة في مجلس الدوما، إن أي هجوم من القوات الأوكرانية سيقابل بنقل أسلحة في غضون ساعات للقوات في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.

 

من جهته، رحب رئيس جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد في جنوب شرق أوكرانيا -دينيس بوشيلين- بالتصريحات الروسية بشأن إمكانية تزويد الانفصاليين في إقليم دونباس بدعم عسكري.

 

وأضاف أن لديه معلومات استخباراتية تفيد بوجود تعزيزات عسكرية للجيش الأوكراني بعيدا عن أعين مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

 

دعم غربي

 

من جهته، أعلن وزير الدفاع الأوكراني ألكسي رزينكوف تسلّم شحنة ثالثة من الأسلحة الأميركية تزن نحو 80 طنا، وتضم صواريخ جافلين المضادة للدبابات.

 

 

وفي كندا، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن بلاده ستقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 340 مليون دولار، كما أنها قررت تمديد وتوسيع وجودها العسكري هناك.

 

على صعيد متصل، قالت مصادر إن الولايات المتحدة وحلفاءها يجرون محادثات لنشر مزيد من القوات في دول شرق أوروبا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في استعراض للدعم مع تزايد تهديد روسيا لأوكرانيا.

 

وساطة تركية

 

ومن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء -في مقابلة تلفزيونية- إنه "سيكون من الحماقة أن تهاجم روسيا أوكرانيا".

 

وأضاف أردوغان أن روسيا إذا أقدمت على مثل هذه الخطوة، فإن بلاده "ستقوم بما يلزم باعتبارها أحد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي".

 

وكشف أنه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا في إطار اقتراح لاستضافة الجانبين لاعتماد طريق الدبلوماسية والسلام، مشيرا إلى أنه يتوقع ردا من موسكو.


التعليقات