قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الاحتجاجات المتسعة في إيران، أحدثت شرخا داخل الشريحة المؤيدة للنظام.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لمراسلها، بورزو داراغي، أن "شريحة كبيرة من المحافظين الدينيين والمتشددين في إيران يقفون إلى جانب النظام. لكن وفاة أميني وتعامل الحكومة مع تداعيات ذلك أدى إلى انشقاق كبير داخل المعسكر المحافظ".
وتابع أن البعض من كبار المسؤولين، انتقد علناً تطبيق قانون الحجاب الإلزامي الذي دفع إلى اعتقال أميني وغضب الإيرانيات.
وتحدثت الصحيفة عن الناشط والمهندس وحيد خوراميان، الذي كان يعلن تأييده للنظام الإيراني طيلة الـ25 سنة الماضية، موضحة أنه بات "يعاني من أزمة ضمير وهو يراقب ما يجري".
وتابعت نقلا عن خوارميان الذي يشارك في تنظيم مواكب إحياء ذكرى عاشوراء، ومناسبات دينية أخرى للطائفة الشيعية: "القمع هو القمع، سواء قامت به أمريكا، أو إسرائيل، أو الجمهورية الإسلامية".
وأضاف: "ما تعلمته في حياة امتدت على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية هو أن أقف ضد الظلم وليس مع الظالم".
فيما نقلت عن أمير، وهو طالب العلوم السياسية الذي ينحدر من عائلة محافظة، في مقابلة مع الصحيفة عبر الهاتف: "الجميع يقول إنه لا يمكنك أن تكون مع هذه الحملة. حتى المتدينون لديهم هذا الرأي. لديهم انتقاد للحكومة والطريقة التي تسير بها الأمور".
ويعتقد الكاتب من جهته، أن قياس مواقف المحافظين الإيرانيين وأنصار النظام السابقين، يعد أمراً بالغ الأهمية لتحديد النتيجة المحتملة لموجة الاحتجاجات. إذ تؤدي معظم الانتفاضات الشعبية إلى "تغيير سياسي جوهري في الدول الاستبدادية فقط بعد أن تنقلب فصائل النخبة وقواعد أنصارها القدامى ضد النظام".
وأشارت الصحيفة إلى أن عدة مؤشرات تشير إلى أن قاعدة الدعم الشعبية للنظام الإيراني تتراجع منذ سنوات. إذ تضاءل إقبال الناخبين في الجولتين الأخيرتين من الانتخابات الوطنية بشكل كبير. عدة جولات من الاحتجاجات منذ عام 2017 قادها فقراء البلدات الصغيرة المتدينون والطبقات العاملة، الذين اعتبروا منذ فترة طويلة ركائز النظام.
ويقول علي رضا مصطفي، وهو مضيف غرفة الدردشة الشعبية التي تجمع بين الإيرانيين من مختلف الانتماءات السياسية، بما في ذلك المحافظون المتدينون والإصلاحيون داخل البلاد، وخصوم النظام المقيمون في الخارج للإندبندنت: "عندما ترى امرأة ترتدي الشادور الكامل وامرأة بلا حجاب تتظاهران معاً في الشارع، ينتهي دور الأخلاق الشرطية".
فيما تنقل عن سيد حسن أغميري، وهو رجل دين إيراني أزاله النظام من منصبه قبل عدة سنوات، في منتدى على الإنترنت: "الناس تحت ضغط اقتصادي، وهم تحت ضغط نفسي أيضا. ويستمرون في الضغط عليهم أكثر"، بحسب ما نقلت الإندبندنت عنه.