هجوم بالمسيرات على موسكو واستمرار قصف أوديسا وبلينكن: أوكرانيا استعادت نصف أراضيها المحتلة من روسيا
- الجزيرة نت الإثنين, 24 يوليو, 2023 - 12:31 مساءً
هجوم بالمسيرات على موسكو واستمرار قصف أوديسا وبلينكن: أوكرانيا استعادت نصف أراضيها المحتلة من روسيا

[ مدينة أوديسا تتعرض لهجمات روسية مكثفة منذ أيام (رويترز) ]

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي صدت هجوما أوكرانيا بطائرات مسيرة على موسكو في وقت مبكر صباح اليوم الاثنين، وأنه تم اعتراض وتدمير طائرتين مسيرتين.

 

وقال رئيس بلدية العاصمة سيرغي سوبيانين -على تطبيق تليغرام- إن طائرات مسيرة اصطدمت بمبنيين غير سكنيين في موسكو، حوالي الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي "دون أن يسفر ذلك عن أضرار جسيمة أو إصابات".

 

يأتي ذلك بينما تبادلت كييف وموسكو -أمس- الاتهامات بالمسؤولية عن قصف كنيسة تاريخية في مدينة أوديسا جنوب غربي أوكرانيا.

 

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني فلاديسلاف نازاروف إن شخصين قتلا وأكثر من 20 آخرين أصيبوا، في قصف روسي استهدف مدينة أوديسا خلال الساعات الماضية.

 

وذكرت الإدارة العسكرية لأوديسا أن كاتدرائية "سباسو-بريوبراجينسكي" (كاتدرائية التجلي) تضررت بشدة.

 

وتقع هذه الكنيسة -الأكبر في أوديسا- وسط المدينة التاريخية، وهي أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

 

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن كاتدرائية التجلي "تعرضت للتدمير مرتين" إحداهما على يد الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين، والأخيرة على يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وسبق أن تعرضت هذه الكاتدرائية التي يعود تاريخها لأوائل القرن 19 للتدمير عام 1936 ضمن حملات مناهضة للأديان شنها ستالين -وفق وكالة رويترز- ولم يُعد بناؤها إلا عندما نالت أوكرانيا استقلالها عن روسيا عام 1991.

 

وقد تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرد على ما وصفه بالهجوم الروسي الإرهابي على أوديسا، وقال مستشاره ميخايلو بودولياك إن روسيا "تتعمد شن هجمات إرهابية على المراكز التاريخية للمدن في الجنوب".

 

الرواية الروسية

 

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت ضربات على منطقة أوديسا لكنها نفت استهداف الكاتدرائية، وقالت إن ما ضرب البناء هو على الأرجح صاروخ أوكراني مضاد للطائرات.

 

وأضافت هذه الوزارة في بيان منفصل أن التقارير الأوكرانية عن ضربة روسية على الكاتدرائية كاذبة، وأن الأهداف في أوديسا تحددت على "مسافة آمنة" من مجمع الكاتدرائية.

 

وقالت أيضا إن قواتها شنت الليلة الماضية غارة على منشآت يتم فيها التحضير لأعمال وصفتها بالإرهابية في أوديسا.

 

وفي سياق متصل، قال مدير مكتب الرئاسة الأوكراني إن بلاده بحاجة لصواريخ بعيدة المدى لتدمير قدرة روسيا على تنفيذ هجمات كما حدث بأوديسا.

 

وقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن ما تزال متمسكة برفض إرسال صواريخ طويلة المدى لأوكرانيا، رغم دعوات كييف وضغوط الكونغرس.

 

إدانة أممية

 

وقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة الهجوم الروسي على أوديسا.

 

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم المنظمة -في بيان له أمس "يدين الأمين العام بشدة الهجوم الصاروخي الروسي على أوديسا اليوم، والذي تسبب في مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بكاتدرائية التجلي ومبان أخرى في مركز المدينة التاريخي، أحد مواقع التراث العالمي".

 

وأوضح أن الهجوم انتهاك لاتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية، مشيرا أن غوتيريش أعرب عن قلقه من أن "استمرار الحرب يشكل تهديدًا متزايدًا للثقافة والتراث الأوكرانيين".

 

ولفت دوجاريك إلى أن 270 موقعا ثقافيا، بينها 116 دينيا، تضررت في أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على هذا البلد في فبراير/شباط 2022.

 

وتابع "يحث الأمين العام روسيا على الوقف الفوري لهجماتها على الممتلكات الثقافية المحمية بوسائل معيارية دولية معتمدة على نطاق واسع، كما يواصل الدعوة إلى وقف فوري لجميع الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية".

 

الهجوم المضاد

 

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، إن أوكرانيا استعادت نحو 50% من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء هذه الحرب، مضيفا أن الهجوم الأوكراني المضاد سيستمر عدة أشهر.

 

وأضاف بلينكن -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) "ما زلنا إلى حد ما في الأيام الأولى من الهجوم المضاد، إنه قوي.. لن ينتهي الأمر خلال أسبوع أو اثنين، نظن أنه سيستمر عدة أشهر" وقد تجاوزت هذه الحرب يومها الـ 500.

 

وكانت الآمال الكبيرة التي عقدت على الهجوم الأوكراني المضاد قد تراجعت، في ظل عدم قدرة قوات كييف -المعززة بالأسلحة الغربية- على إحداث اختراقات كبيرة في خطوط دفاع القوات الروسية جنوبي أوكرانيا وشرقيها.

 

وكان الرئيس الأوكراني صرح الشهر الماضي بأن التقدم الذي تحرزه قواته ضمن الهجوم المضاد يبقى أقل من المنتظر، مشددا على أن بلاده لا تخضع لأي ضغوط لتسريع نتائج الهجوم المضاد.

 

وجاء تصريح بلينكن بعد ساعات من حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -خلال اجتماعه بنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أمس- عن أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية مُني بالفشل.

 

وأشار لوكاشينكو إلى أن خسائر القوات الأوكرانية منذ الرابع من يوليو/تموز الجاري بلغت 26 ألف عسكري.

 

بولندا وبيلاروسيا

 

قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس إن محاولات الرئيس الروسي "لدق إسفين بين كييف ووارسو عقيمة مثل غزوه الفاشل لأوكرانيا" وأضاف -في تغريدة- أن بولندا وأوكرانيا "ستقفان متّحدتين" ضد ما وصفها بالإمبريالية الروسية و"عدم احترام القانون الدولي".

 

وكان بوتين اتهم -الجمعة- بولندا بإعداد "خطط انتقامية" وبالرغبة في السيطرة على أراض في الغرب الأوكراني، وهو اتهام سبق للسلطات الروسية أن وجّهته أكثر من مرة.

 

وذكر الرئيس الروسي أن هناك تقارير صحفية عن خطط لاستخدام وحدة عسكرية بولندية ليتوانية في عمليات غرب أوكرانيا لاحتلال أراض هناك نهاية المطاف.

 

من جانب آخر، قال المتحدث باسم حرس الحدود الأوكراني أندري ديمشينكو إن الوضع على طول الحدود مع بيلاروسيا تحت السيطرة حاليا، غير أنه نبه -في تصريح لوكالة الأنباء الأوكرانية- إلى ضرورة أن تكون بلاده مستعدة لإمكانية توظيف مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية "لاستفزازنا على الحدود".

 

وكان رئيس مجموعة فاغنر ظهر -في مقطع فيديو، الأربعاء الماضي- وهو يقول إن مقاتليه لن يواصلوا مشاركتهم في الحرب بأوكرانيا، وأمرهم بجمع قواتهم للمشاركة في عمليات بقارة أفريقيا.


التعليقات