وثيقة سرية بريطانية عمرها أكثر من 400 عام تكشف تفاصيل "شبكة جواسيس" إليزابيث الأولى
- مونت كارلو الثلاثاء, 02 يوليو, 2024 - 01:15 مساءً
وثيقة سرية بريطانية عمرها أكثر من 400 عام تكشف تفاصيل

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا مثيرا لاهتمام علماء التاريخ والأرشفة، حول أنشطة الملكة الإنكليزية إليزابيث الأولى الاستخباراتية، والشبكات التي تشكلت في عهدها وكيفية تنظيمها. واعتمد التقرير على وثيقة أثرية سلطت الضوء على بدايات العمل الاستخباراتي الإنكليزي في ذلك الوقت، في ما تم اعتباره "أول شبكة استخباراتية سرية" في بريطانيا.

 

تحدثت "الغارديان" البريطانية في تقرير عن ملف بريطاني سري عمره 428 عاما، يتحدث عن الأنشطة الاستخباراتية البريطانية في ذلك الوقت وكيفية تنظيمه.

 

وأوضح التقرير أن شبكة التجسس التي تم الكشف عنها من خلال هذه الوثيقة، عملت لصالح الملكة إليزابيث الأولى، وجمعت معلومات عن العديد من ملوك أوروبا، وكشفت ربما عن أول جهاز مخابرات منظم في إنكلترا.

 

والوثيقة التي ظلت في الخفاء طوال هذه السنين كانت مؤرشفة في الأرشيف الوطني بعنوان "أسماء الجواسيس"، وتحمل بين طياتها أحد أسرار شبكات التجسس الإليزابيثية السرية، وأعدها السياسي البريطاني روبرت سيسيل، المقرب من الملكة في حينه.

 

وأثناء دراستها، تبين كيف أنشأ سيسيل شبكة تجسس سرية استخدمها للتجسس على الملوك الأوروبيين لصالح العرش الإنكليزي، وقال المؤرخ ستيفن ألفورد الذي حاول جمع أسماء المخبرين، إن سيسيل بدأ في كتابتها في عام 1596 في مجلد "متنوع" بواسطة أمناء الأرشيف الفيكتوريين.

 

ومنذ 15 عاما، حاول ألفورد البحث عن جواسيس الشبكة واسعة النطاق، وإعادة بناء ملفات سيسيل السرية حول كل جاسوس منذ أن وجد القائمة في الأرشيف، وقال إن "معظم الجواسيس في القرن 16 كانوا يعملون لصالح رجال البلاط وكانوا عادة مجموعة من المحتالين، رجال الاستخبارات في هذه القائمة مختلفون، كان هؤلاء أفراداً جادين، والكثير منهم تجار دوليون".

 

ووفقا لنتائج أبحاث ألفورد، كان لدى سيسيل شبكة منظمة تضم أكثر من 20 جاسوسا، ينتشرون في لشبونة وكاليه وبروكسل وإشبيلية وروما وأمستردام واسكتلندا والسويد وأماكن أخرى غير محددة، حيث أكد الباحث "لقد اختار التجار لأنهم يسافرون، ويمكنهم القراءة والكتابة، ويتحدثون اللغات الأوروبية ولديهم شبكات خاصة بهم".

 

وحول ذلك، استخدم ألفورد مثالا من عام 1588، عندما حاول فيليب الثاني ملك إسبانيا الكاثوليكي غزو إنكلترا البروتستانتية والإطاحة بإليزابيث. كان سيسيل قلقا بشأن احتمال وقوع هجوم بحري إسباني ثان في تسعينيات القرن السادس عشر، وقال "كان هناك طاقم واحد من الجواسيس، شقيقان يراقبان ساحل المحيط الأطلسي لمعرفة ما إذا كانت هناك أي سفن إسبانية تبحر في أسطول جديد أو تقوم باستعدادات عسكرية وبحرية، لقد تظاهروا بأنهم يشحنون بضائع محظورة بين فرنسا وإسبانيا، ولكنهم في الواقع كانوا يذهبون إلى الموانئ ويعدون التقارير عن النشاط البحري، ويحصون السفن".

 

ويشير الخط الموجود في الملفات المختلفة إلى أن سيسيل اعتمد على "مجموعة صغيرة موثوق بها من الأفراد" لمساعدته في إدارة عمليته السرية.

 

يذكر أن إليزابيث الأولى، التي كانت تعرف أيضا باسم "الملكة العذراء"، هي ابنة الملك هنري الثامن، وتولت العرش عام 1558 بعد وفاة أختها الملكة ماري، التي كانت تحكمه بها علاقة عاصفة.

 

توفيت إليزابيث عام 1603، بعد أن تحولت بريطانيا تحت حكمها إلى قوة عالمية كبرى.


التعليقات