طائرات إماراتية تقصف ترهونة.. حفتر فقد مكاسب 14 شهرا والسراج وميركل يبحثان المسار السياسي
- الجزيرة نت الجمعة, 05 يونيو, 2020 - 08:06 مساءً
طائرات إماراتية تقصف ترهونة.. حفتر فقد مكاسب 14 شهرا والسراج وميركل يبحثان المسار السياسي

[ قوات الوفاق غنمت العديد من المعدات والأسلحة التي كانت بحوزة قوات حفتر في ترهونة - الأناضول ]

بسطت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على بلدات ومدن الغرب الليبي مما أفقد اللواء المتقاعد خليفة حفتر مكاسب ميدانية حققها على مدى 14 شهرا. وفي حين قصفت طائرات إماراتية مدينة ترهونة، أجرت المستشارة الألمانية اتصالا برئيس حكومة الوفاق أكدا خلاله خيار الحل السياسي للصراع.

 

وقد خسر حفتر آخر معاقله بالغرب الليبي بعد سيطرة قوات الوفاق على الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس الخميس ودخولها اليوم الجمعة إلى مدينة ترهونة.

 

واستعادت الوفاق كل المناطق التي انتزعها حفتر عندما شن حملته العسكرية على طرابلس قبل 14 شهرا.

 

واستمرت معارك طرابلس لأكثر من عام، لكن عملية طرد حفتر من ترهونة لم تستغرق سوى ساعات.

 

وقال العقيد محمد قنونو المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق "قواتنا البطلة سيطرت على كامل مدينة ترهونة، ودحرت مليشيات حفتر الإرهابية".

 

وأفاد مراسلو الجزيرة في ليبيا بأن أعدادا كبيرة من قوات حكومة الوفاق دخلت ترهونة "جنوب شرق طرابلس" من دون وقوع اشتباكات عنيفة، إذ تراجع مقاتلو حفتر سريعا خارج المدينة صوب بني وليد وقاعدة الجفرة الجوية "وسط ليبيا".

 

وتظهر صور بثتها وكالات الأنباء أن قوات الوفاق غنمت العديد من الأسلحة الثقيلة ومخازن الذخيرة التي كانت بحوزة قوات حفتر في مدينة ترهونة.

 

عملية تمشيط

 

وقال مراسل الجزيرة ناصر شديد من ترهونة إن قوات الوفاق تقوم بعمليات تمشيط واسعة في المدينة، وإن التعزيزات العسكرية تتوافد عليها.

 

وصرح وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق العميد صلاح النمروش في اتصال مع الجزيرة بأن قوات الوفاق تطارد مقاتلي حفتر الذين فروا من ترهونة من جهة الجنوب.

 

ونقلت قناة ليبيا الأحرار عن المستشار الإعلامي في وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني أمين الهاشمي تأكيده العثور على نحو مئة جثة في مستشفى مدينة ترهونة.

 

وقال الهاشمي، "إن الجثث تعود لمدنيين، ونحن نعمل مع الهلال الأحمر فرع مصراتة والطب الشرعي من أجل تحديد هوياتهم وتسليمهم لأهاليهم".

 

ونقلت وكالة رويترز أن حكومة الوفاق الوطني بسطت سيطرتها على معظم أنحاء شمال غرب ليبيا واستردت الكثير من المكاسب التي أحرزها حفتر منذ العام الماضي عندما بدأ الزحف نحو طرابلس.

 

وتقع ترهونة في التلال جنوب شرقي طرابلس وكانت قاعدة أمامية لهجوم حفتر على العاصمة.

 

وظهر في مقاطع وصور منشورة على الإنترنت أفراد من قوات حكومة الوفاق داخل المدينة يتبادلون العناق، في حين يطلق آخرون النار في الهواء.

 

من جانبه، قال عميد بلدية بني وليد إن قوة الحماية التابعة لحكومة الوفاق الليبية دخلت مطار المدينة.

 

وقال مسؤول تركي "تتحرك قوات الحكومة الليبية سريعا على نحو منظم وباستخدام طائرات مسيرة مسلحة. قد يكون هناك حل على الطاولة لكن قوات حفتر تخسر أراضي بكل المقاييس".

 

وأسهم دعم تركيا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا في تغيير موازين القوة على الأرض في مواجهة قوات حفتر المدعومة من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، والتي شنت هجوما متعثرا منذ أبريل/نيسان 2019 للسيطرة على العاصمة طرابلس.

 

وكان للطائرات المسيرة التركية خصوصا دور بارز في تدمير منظومات الدفاع الجوي الروسية التي استخدمتها قوات حفتر.

 

في المقابل، قال مراسل الجزيرة إن طائرات مسيرة إماراتية تابعة لقوات حفتر قصفت قوات حكومة الوفاق في ترهونة جنوب شرق طرابلس.

 

وتعتبر الإمارات ومصر في طليعة الدول الداعمة لحفتر على الصعيدين السياسي والعسكري.

 

المعركة مستمرة

 

وتعقيبا على التطورات الميدانية، قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج إن "معركتنا ما زالت مستمرة، وعازمون على بسط سيطرة الدولة على كافة أراضي ليبيا".

 

وأضاف أنه لا تنازل عن تطبيق العدالة والقانون لمحاسبة كل من اقترف جرائم بحق الليبيين.

 

وفي اتصال مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكد السراج أنه لا حل عسكريا للأزمة في بلاده، وأن المسار السياسي خيار حكومته من أجل تحقيق السلام.

 

وتناول الاتصال مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا، وفق بيان للحكومة الليبية.

 

وقال السراج "ملتزمون بثوابت وطنية، ولدينا قيم ومبادئ في إطارها نتخذ مواقفنا. أكدنا أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، فالمسار السياسي الذي يقود لتحقيق السلام كان دائما خيارنا".

 

وأضاف أن حكومة الوفاق لن تغيب عن أي حوار جاد مع شركاء حقيقيين يسعون فعلاً لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

 

وتابع "لم نجد شريكا حقيقيا للسلام ولا للعملية السياسية.. هناك من يطرح مناورات سياسية وليست مبادرات، بهدف إيجاد دور لشخوصهم، فما تحرّكهم هي المصالح الشخصية وليس مصلحة الوطن".

 

وجدد السراج، خلال الاتصال، مقترحه لانعقاد ملتقى بالتنسيق مع البعثة الأممية، بحضور مكونات الشعب الليبي المؤمنين بالحل السلمي، على أن يفضي الملتقى لانتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد.

 

بدورها، أكدت ميركل استعداد بلادها لدعم المسار السياسي وتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، لتحقيق أمن واستقرار ليبيا.

 

يشار إلى أن التاسع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي شهد عقد مؤتمر دولي في برلين حول ليبيا، ودعا المؤتمر إلى التزام كافة الأطراف في هذا البلد بوقف إطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، للبحث عن حل سياسي للنزاع.


التعليقات