أردوغان يتباحث مع ترامب وروسيا تبلور موقفها.. "الوفاق" تتقدم نحو سرت وأعيان وكتائب يجددون تأييدهم لطرابلس
- الجزيرة نت الثلاثاء, 09 يونيو, 2020 - 12:33 مساءً
أردوغان يتباحث مع ترامب وروسيا تبلور موقفها..

قالت حكومة الوفاق الوطني الليبية إن قواتها ستواصل التقدم نحو سرت (450 كلم شرق طرابلس) إلى أن تستعيد السيطرة عليها، وسط نشاط دبلوماسي واسع بعد هزائم متوالية لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلال الأيام الماضية.

 

ووصلت قوات الوفاق إلى مشارف سرت، لكنها واجهت غارات جوية، ومقاومة على الأرض من قوات حفتر التي كانت سيطرت على المدينة مطلع العام الجاري.

 

وأفاد مراسل الجزيرة في ليبيا -نقلا عن مصدر عسكري- بمقتل عشرة من قوات الوفاق أمس الاثنين في منطقة جنوب غربي سرت في قصف جوي بطائرات حربية وأخرى مسيّرة إماراتية تابعة لقوات حفتر. وأكد المصدر استمرار محافظة قوات الوفاق على مواقعها المتقدمة غربي سرت في منطقة الكيلو ثلاثين.

 

وجدّدت 28 كتيبة وسرية تابعة للمنطقة العسكرية في سبها جنوبي ليبيا، تأييدها وتمسكها بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

 

من جهتهم أعلن أعيان وحكماء من الطوارق في مدينة أوباري جنوبي ليبيا تأييدهم لحكومة الوفاق، مؤكدين على ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية للدولة.

 

وطالب الحكماء والأعيان في بيان لهم الفريق علي كنة آمر المنطقة العسكرية سبها التابعة لحكومة الوفاق الوطني، بأخذ زمام الأمور في الجنوب الليبي.

 

وأرسلت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تعزيزات عسكرية إلى محاور القتال غرب المدينة، بالتزامن مع شن طائرات مسيرة إماراتية تابعة لحفتر غارات على آليات عسكرية تابعة لقوات الوفاق في المنطقة الممتدة من شرق مدينة مصراتة حتى تخوم سرت.

 

وأعلن أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر أمس أنهم سيستمرون في عملياتهم حتى الالتزام (من قبل حكومة الوفاق) بالمبادرة المصرية أو القضاء على ما وصفها بالمدن المارقة.

 

نشاط دبلوماسي

 

بالموازاة مع هذه التطورات العسكرية الملفتة، نشطت الدبلوماسية بشأن الملف الليبي بعد الهزائم التي منيت بها قوات حفتر مؤخرا في ضواحي طرابلس الجنوبية وترهونة (80 كلم تقريبا جنوب شرق العاصمة).

 

فقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة تلفزيونية مع قناة "تي آر تي" التركية إنه ناقش خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب التطورات في ليبيا، حيث أكد له أن تركيا ماضية في دعم الشرعية.

 

وأضاف أن ترامب تحدث معه بشأن النجاح الذي حققته تركيا في ليبيا.

 

وصرح أردوغان بأن أنقرة "مستمرة في دعم السراج الذي تعترف به الأمم المتحدة، ونحن نقف في وجه حفتر الانقلابي والجهات التي تقف خلفه".

 

وقال الرئيس التركي إن سيطرة فايز السراج على المناطق الحيوية في ليبيا أزعجت روسيا، مشيراً إلى أن حفتر شخص انقلابي يستمد قوته من روسيا على حد وصفه، ومبرزا أن التطورات "تظهر أنه يمكن إخراج حفتر من المعادلة في أي وقت".

 

الموقف الروسي

 

من جهتها، قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو أكدا من جديد التزامهما المتبادل للمساعدة في تهيئة الظروف للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في ليبيا.

 

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الطرفين شددا على أهمية خلق الظروف الملائمة لتسوية سياسية ودبلوماسية ليبية تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

كما اتفق الطرفان على ضرورة التعيين العاجل لممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.

 

في غضون ذلك، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لمبادرة القاهرة حول التسوية في ليبيا، وبحث أثناء مكالمة هاتفية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تطورات الوضع في ليبيا بشكل مفصل، بحسب بيان للكرملين.

 

وأضاف البيان أن السيسي أبلغ بوتين مضمون محادثات القاهرة مع عقيلة صالح وخليفة حفتر يوم 6 يونيو/حزيران الجاري.

 

كما تم التأكيد على الالتزام المتبادل بمواصلة التنسيق من أجل ضمان وقف الأعمال القتالية، وبدء المفاوضات بين الأطراف الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

مواقف

 

أما المتحدث باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو فقال إن أي مبادرة بشأن ليبيا يجب أن تستند إلى قرارات الأمم المتحدة ومؤتمر برلين. وأضاف في تصريحات أن هذه المبادرة يجب أن تشمل جميع الأطراف دون استثناء.

 

كما أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا مع الرئيس السيسي بشأن الوضع السياسي والعسكري الراهن في ليبيا، أعربت فيه عن دعمها لجهود وقف إطلاق النار في ليبيا، بحسب بيان للمتحدث باسم الحكومة الألمانية.

 

وأشار البيان إلى أن ميركل أكدت للسيسي أن المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة يجب أن تظل النقطة المرجعية المركزية لعملية السلام في ليبيا. كما حثت المستشارة الألمانية والرئيس المصري جميع أطراف النزاع في ليبيا العودة إلى طاولة المفاوضات.

 

وفي وقت سابق، أجرى وزير خارجية تونس نور الدين الري اتصالات مع نظرائه في ليبيا والجزائر ومصر والمغرب، تناولت التطورات الجارية في ليبيا، والمساعي الرامية إلى وقف القتال هناك.

 

وكان رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس آلان بوجيا قد بحث أول أمس مع وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة أهمية مشاركة طرفي الصراع في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

 

 

 


التعليقات