ليبيا.. "الوفاق" تناقش مع "أفريكوم" وقف القتال ومحاربة الإرهاب وتتباحث مع السعودية بشأن اجتماع القاهرة
- الجزيرة نت الثلاثاء, 23 يونيو, 2020 - 12:37 صباحاً
ليبيا..

بحث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اللبيبة فايز السراج اليوم مع قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند، محاربة الإرهاب والتطورات الميدانية والوجود العسكري الروسي في ليبيا، بينما شدد وزير الخارجية الليبي محمد سيالة لنظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود رفض طرابلس عقد الجامعة العربية اجتماعا استثنائيا بشأن ليبيا غدا الثلاثاء.

 

واتفقت حكومة الوفاق مع قيادة "أفريكوم" على مواصلة جهودهما لمحاربة الإرهاب وضرب فلوله، في إطار ما وصف بالتعاون الإستراتيجي بين ليبيا والولايات المتحدة. وبحث الاجتماع -الذي عقد في مدينة زوارة غرب العاصمة طرابلس- آخر المستجدات العسكرية والأمنية، والجهود الأميركية لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

 

وكشفت مصادر رسمية أن اللقاء بين السراج وقائد "أفريكوم" والسفير الأميركي في طرابلس ريتشارد نورلاند -والذي شارك فيه عدد من الوزراء والقادة العسكريين في ليبيا- ناقش التطورات الميدانية، ولا سيما في سرت والجفرة، والوجود الروسي على الأراضي الليبية.

 

وقالت السفارة الأميركية في ليبيا إن اجتماع اليوم أكد الحاجة لوقف الأعمال العسكرية من قبل جميع أطراف النزاع والعودة إلى المفاوضات، وأضافت السفارة أن السفير نورلاند "قدم إحاطة حول دعم الولايات المتحدة للجهود الدبلوماسية الجارية برعاية الأمم المتحدة لتعزيز وقف إطلاق النار والحوار السياسي، كما قدم قائد "أفريكوم" وجهة نظره العسكرية حول خطر التصعيد، والأخطار التي يشكلها دعم روسيا لعمليات فاغنر، والأهمية الإستراتيجية لضمان حرية الملاحة في البحر الأبيض المتوسط".

 

وحققت قوات حكومة الوفاق -المعترف بها دوليا- في الأسابيع الماضية سلسلة انتصارات في مواجهة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أبرزها طردها من الأحياء الجنوبية للعاصمة طرابلس واستعادة مدينتي ترهونة وبني وليد، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي؛ بينما تتأهب قوات الوفاق لاستعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وهي بوابة منطقة الهلال النفطي.

 

مباحثات مع الرياض

 

من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الليبية التابعة لحكومة الوفاق إن الوزير محمد الطاهر سيالة أكد للمرة الثانية رفض حكومته عقد جلسة غير عادية للجامعة العربية بشأن ليبيا غدا الثلاثاء، بعد الاطلاع على مشروع قرار مقدم من مصر.

 

وقال سيالة في اتصال هاتفي اليوم مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود إن دعوة الانعقاد مخالفة للنظام الداخلي لمجلس الجامعة العربية.

 

وأوضح بيان للخارجية الليبية أن ليبيا هي الدولة المعنية بالاجتماع، والقاهرة لم تلتزم بالقواعد الإجرائية في الدعوة للاجتماع الطارئ، باعتبار أن ليبيا لم تُستشر في ذلك.

 

من جانبه، قال الوزير السعودي إن المملكة حريصة على التوصل لإيقاف حقيقي ومستدام لوقف إطلاق النار، وأبدى استعداد الرياض للعمل على تجنيب ليبيا مزيدا من الدمار وإهدار الدماء، مؤكدا أن المملكة تدعم الحل الذي يتوصل إليه الليبيون.

 

ويأتي هذا التطور عقب يومين من تلميح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إمكانية تنفيذ جيش بلاده مهام عسكرية خارجية في ليبيا إذا تطلب الأمر ذلك، معتبرا أن أي تدخل مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، وهو ما رفضته حكومة طرابلس ووصفته بالتدخل السافر في سيادة ليبيا وبمثابة إعلان حرب.

 

وردا على تصريحات السيسي، قال صلاح النمروش وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق إن سرت والجفرة ليبيتان، وإن الحكومة ماضية نحو بسط السيطرة على كامل التراب الليبي، وأضاف أن ليبيا دولة ذات سيادة يمثلها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وفق قرارات مجلس الأمن الدولي.

 

وأوضح النمروش أن من أراد تأمين مصالحه مع ليبيا "فليأت من بوابة الشرعية وليس باستعراض الأرتال وتأجيج الفوضى"، بحسب تعبيره.

 

دعوة للتهدئة

 

وفي سياق متصل، طالب الاتحاد الأوروبي القوى الإقليمية المعنية بالأزمة في ليبيا بخفض التصعيد والابتعاد عن تأجيجه. وقال لمتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو -ردا عن سؤال بشأن تصريحات الرئيس المصري الأخيرة بشأن ليبيا- إن التدخلات الخارجية تؤجج الصراع، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار من أجل استئناف المسار السياسي في إطار مسار برلين والأمم المتحدة.

 

كما طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بمزيد من الجهود الأوروبية لدعم مهمة "إيريني" البحرية لمكافحة تهريب الأسلحة إلى ليبيا، وقال خلال زيارته للمقر الرئيسي للمهمة في روما رفقة نظيره الإيطالي لويجي دي مايو إن المهمة يتعين أن تكون أكثر استقرارا، وطالب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتقديم مزيد من الإسهامات.

 

وعلى الصعيد الميداني، قالت قوات عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق إنه تم انتشال ثلاث جثث متحللة مجهولة الهوية في منطقة قصر بن غشير جنوب العاصمة طرابلس، وهي المنطقة كانت خاضعة لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لأكثر من عام، قبل أن تنسحب منها قبل أسابيع عقب تقدم قوات الوفاق.


التعليقات