ماكرون يتنصل من دعم حفتر وينتقد تركيا… "الوفاق" ترد وواشنطن تدعو لوقف فوري لإطلاق النار
- الجزيرة نت الثلاثاء, 30 يونيو, 2020 - 04:23 مساءً
ماكرون يتنصل من دعم حفتر وينتقد تركيا…

انتقدت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية تأخر تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي يرفض فيها عدوان اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس، وسط دعوات أميركية لوقف فوري لإطلاق النار.

 

وكان ماكرون أكد خلال لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -أمس الاثنين- أن بلاده لا تدعم حفتر، وأنها لم تقبل بهجومه على العاصمة الليبية عام 2019.

 

وأضاف أن فرنسا تسعى إلى التوصل إلى حل سياسي دائم في ليبيا، مؤكدا أن ما يحدث فيها يؤثر على استقرار أوروبا.

 

وأضاف أن تركيا "تستورد" جهاديين من سوريا "بكثافة". ولم يقدم ماكرون أي دليل على طبيعة المقاتلين.

 

وردا على هذه التصريحات، قال وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة "إننا كنا نأمل أن يصدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصريح يفيد برفضه لعدوان حفتر على طرابلس منذ 14 شهرا".

 

وخلال القمة الفرنسية الألمانية، جدد ماكرون انتقاده لدور تركيا في ليبيا، وقال إنها هي المتدخل الرئيسي الآن في ليبيا، وقد أكدتْ دورها العسكري هناك على حد قوله، مشيرا إلى أنها تتحمل مسؤولية تاريخية وجنائية.

 

وقبل نحو أسبوع، كان الرئيس الفرنسي قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التونسي قيس سعيد في العاصمة باريس، إن تركيا تمارس في ليبيا لعبة خطيرة لا يمكن التسامح معها.

 

وردت وزارة الخارجية التركية -في بيان لها الثلاثاء الماضي- بأن "وصف ماكرون دعمنا للحكومة الشرعية في ليبيا باللعبة الخطيرة، لا يمكن تفسيره سوى أنه خسوف للعقل".

 

وتدعم أنقرة الحكومة الليبية -المعترف بها دوليا- في مواجهة مليشيا حفتر المدعومة من دول عربية وأوروبية، والتي تنازع الحكومة منذ سنوات على الشرعية والسلطة في البلد العربي الغني بالنفط.

 

ونددت الحكومة الليبية -أكثر من مرة- بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا، لعدوان مليشيا حفتر على العاصمة طرابلس الذي بدأ في 4 أبريل/نيسان 2019.

 

وتحدث ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -يوم الجمعة- لكنه أحجم عن التنديد بموسكو مثلما فعل مع أنقرة، وقال إن الزعيمين اتفقا على العمل نحو هدف مشترك يتمثل في وقف إطلاق النار.

 

دعوة أميركية للتفاوض

 

وقال مسؤول أميركي -تعليقا على ما نشرته وول ستريت جورنال بشأن سعي روسيا لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا في ظل تراجع قوات حفتر- إن الولايات المتحدة تعارض بشدة التصعيد العسكري من جميع الأطراف في ليبيا.

 

وأضاف المسؤول في رد مكتوب على استفسار من الجزيرة، أن الولايات المتحدة تحث تلك الأطراف على الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات، وطرد جميع القوات الأجنبية، بما في ذلك مجموعة فاغنر الروسية والمرتزقة السوريين.

 

وأشار المسؤول إلى ضرورة البناء على التقدم الذي تم إحرازه عبر محادثات الأمم المتحدة (5+5) ومبادرة القاهرة وعملية برلين، وفق تعبيره.

 

لكن عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمن الشاطر، قال إنه لا جدوى من المسار التفاوضي في البلاد، لأن الأحداث المؤملة تجاوزت ذلك، وفق تعبيره.

 

وأضاف الشاطر -في تغريدة عبر تويتر الثلاثاء- إنه ليس من الحكمة التفاوض مع الغزاة أو بيادقهم، وشدد على أن ليبيا يملكها شعب وهو الذي يقرر.

 

وفي سياق الحديث عن المرتزقة في ليبيا، رحبت حكومة الوفاق بمنع قوات الأمن السودانية تجنيد مواطنين سودانيين للقتال مرتزقة، وقالت إنها تخوض حربا ضد مرتزقة غزاة تدعمهم دول.

 

وكانت مصادر محلية من مدينة الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) قالت للجزيرة إن أعدادا كبيرة من المرتزقة من السودان وتشاد وصلوا إلى جنوب مدينة أجدابيا، حيث يتجمعون مع مرتزقة من تشاد، تمهيدا للتوجه إلى محاور غرب مدينة سرت، وقاعدة الجفرة الجوية دعما لقوات حفتر.

 

وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية أمس أنها أوقفت في مناطق مختلفة بإقليم دارفور (غربي السودان) 122 شخصا -بينهم 8 أطفال- كانوا متوجهين للعمل مرتزقة في ليبيا، ونفى متحدث باسم القوة وجود قوات سودانية تقاتل في ليبيا.

 

القبائل والنفط

 

من جهة أخرى، أعلنت قبائل موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر إعادة فتح الإنتاج والتصدير من حقول وموانئ النفط الواقعة في الهلال النفطي شرق ليبيا.

 

وفوضت القبائل -في بيان لها- حفتر بالتواصل مع البعثة الأممية في ليبيا، والمجتمع الدولي، لإيجاد حلول تضمن عدم وقوع إيرادات النفط في يد من وصفهم البيان بالمليشيات الإرهابية.

 

وبررت القبائل خطوتها بارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتدني قيمة الدينار الليبي أمام الدولار، وعدم قدرة الدولة على دفع مرتبات العاملين فيها.

 

يذكر أن تلك القبائل كانت أوقفت إنتاج وتصدير النفط في شرق ليبيا في يناير/كانون الثاني الماضي.


التعليقات