[ تعبيرية ]
عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا أمنيا وأمر الجيش بالتأهب، وتجددت المواجهات الليلة بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال في القدس، كما أطلقت قذائف صاروخية من قطاع غزة على مواقع مجاورة.
وقال نتنياهو إنه أصدر توجيهات للجيش للتأهب؛ ليكون مستعدا للتعامل مع كل سيناريو محتمل في قطاع عزة، مضيفا أن أهم أولويات حكومته حاليا حفظ النظام والقانون في القدس، وتأمين حرية العبادة للجميع، على حد تعبيره.
وجاء ذلك في ختام اجتماع تشاوري امتد 3 ساعات لتقييم الموقف على خلفية التصعيد في غزة والتدهور في القدس، وشارك فيه وزير الدفاع، بيني غانتس، ورئيس هيئة الأركان العسكرية، أفيف كوخافي، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية.
وبدوره، قرر كوخافي تأجيل زيارة له إلى الولايات المتحدة في ضوء التطورات الأخيرة.
قمع وغارات
وذكرت مراسلة الجزيرة في القدس أن جنود الاحتلال وضعوا حواجز لمنع الشبان الفلسطينيين من الاقتراب من باب العامود في القدس القديمة، بينما تجدد القمع من قبل الجنود في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وفي الليلة الماضية، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين داخل المسجد الأقصى لليلة الـ11 على التوالي، مستخدمة قنابل الصوت والخيّالة والضرب لقمع المتظاهرين، الذين أصروا على البقاء في ساحات المسجد، وهو ما أدى إلى إصابة عشرات الشبان واعتقال عشرات آخرين.
وخرجت مسيرات هذا اليوم في مناطق عدة بالضفة الغربية، ومنها رام الله ونابلس، تنديدا بالقمع الإسرائيلي ولتأييد صمود المصلين في المسجد الأقصى.
كما شنت طائرات إسرائيلية غارات فجر اليوم، السبت، استهدفت موقعا للمقاومة الفلسطينية وأجزاء من الأراضي الزراعية في مناطق من قطاع غزة، وألحقت أضرارا مادية.
ومن ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة مساء اليوم إن صافرات الإنذار سمعت في البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وإنه جرى إطلاق قذائف صاروخية من شمالي القطاع على مواقع ومستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي إن منظومة القبة الحديدية اعترضت قذيفة صاروخية أطلقت باتجاه مدينة سديروت.
وجاء ذلك عقب إعلان إسرائيل رصد إطلاق 36 قذيفة صاروخية من غزة مساء أمس الجمعة وفجر اليوم، وقد اعترضت القبة الحديدية 6 منها، في حين انفجر الباقي على الجانب الفلسطيني من السياج الأمني. وقال جيش الاحتلال إنه رد على ذلك بشن غارات استهدفت بنى تحتية ومنصات إطلاق قذائف صاروخية تابعة لحركة حماس.
تحذير وتوعد
وقد حذرت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في التصعيد ضد قطاع غزة، وما يقوم به من انتهاكات في القدس المحتلة، وحمّلت الاحتلال مسؤولية تداعيات "الأعمال الاستفزازية العنصرية"، التي يقوم بها جنوده ومستوطنوه في المسجد الأقصى.
كما قالت حركة الجهاد الإسلامي إن المقاومة الفلسطينية سترد على أي اعتداء إسرائيلي بالمثل، ولن تسمح لجيش الاحتلال بتجاوز قواعد الاشتباك، وأكد خالد البطش، عضو المكتب السياسي للحركة، أن المسجد الأقصى خط أحمر، وأن الشعب الفلسطيني بوحدته سيُفشل مخططات الاحتلال العدوانية.
أما أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني، محمد صبيح، فقال -في حديث إذاعي- إن المجلس توجه إلى برلمانات العالم وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ لينقل لها ما تتعرض له القدس الشرقية من هجمة عنصرية وتطهير عرقي، حسب وصفه.
من جهته، قال محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح -في حديث إذاعي- إن المقدسيين يواجهون عنف المستوطنين وعنف دولة الاحتلال بصدورهم العارية، ويتعرضون يوميا لكمّ هائل من الضغوط لدفعهم لترك مدينتهم لتهويدها.
وأضاف أن "البعض يتحدث عن جهد للتهدئة"، وتساءل "أي تهدئة؟ ألم ير العالم كله خلال الفترة الماضية كيف أوغل المستوطنون -بحماية شرطة الاحتلال- في انتهاكاتهم ضد القدس والمواطنين المقدسيين؟".
إدانات دولية
من جهته، أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن "انزعاجه الشديد من التصعيد في القدس ومحيط قطاع غزة"، وطالب وينسلاند في بيان بوقف "الأعمال الاستفزازية في أنحاء القدس ووقف الإطلاق العشوائي للصواريخ باتجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية".
وأضاف أنه يدين جميع أعمال العنف، ويدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس "لا سيما خلال شهر رمضان المبارك".
ودانت مصر أعمال العنف والتحريض، التي قامت بها مجموعات يهودية متطرفة ضد الفلسطينيين من سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة، وأعربت عن "قلقها البالغ" من تصاعد وتيرة الاعتداءات والأعمال الاستفزازية تجاه المقدسيين منذ بداية شهر رمضان.
وأكدت القاهرة على ضرورة أن تتحمل السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها وفق القانون الدولي لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، وعدم المساس بحق المصلين في الوصول بحرية إلى المسجد الأقصى.
وطالبت مصر بوقف الانتهاكات الإسرائيلية، التي تستهدف الهوية العربية والإسلامية والمسيحية لمدينة القدس، وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم هناك.
كما قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، عبر تويتر إن الأردن يدين الهجمات العنصرية على القدس، ويحذر من تبعاتها، ودعا إلى تحرك دولي فاعل لحماية المقدسيين من الاعتداءات وما تُمثّله من "كراهية وعنصرية".
ودانت منظمة التعاون الإسلامي في بيان اليوم الاعتداءات الإسرائيلية، وحملت إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار مثل هذه الاعتداءات الاستفزازية التي تغذي العنف والتوتر والكراهية".
أما الولايات المتحدة فدعت لضبط النفس، ونصحت سفارتها بالقدس المحتلة مواطنيها بتوخي الحيطة والحذر، كما عبّر المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، عن قلق بلاده العميق من تصعيد العنف، وقال -في تغريدة- إنه "يجب رفض خطاب المتظاهرين المتطرفين الذين يردّدون شعارات تنمّ عن كراهية وعنف".