نهاية السنة الفائتة، صرح الفنان، جورج وسوف، في مقابلة تلفزيونية بأنه لا يجرؤ على الغناء للسيدة فيروز، تاركًا المجال أمام مجموعة من التحليلات التي تناولت التصريح، بين مؤيد ومعارض لما قاله، حتى ردت ابنة فيروز، ريما الرحباني، على التصريح، مشددة على الكلام، ووجهت تحية لمن وصفتهم بـ"جمهور الطرب". وكتبت الرحباني: "الحقيقة مش مهم حدا يسمعا بِقَدْر ما كان كتير مهم هالفنانين الصغار والكبار يسمعوها لعلَّ وعسى يتعلّموا من سلطان الطرب.
يعني عدا عن إنّهن عم يخِلّوا بالحقوق.. ما بعرف منين عم بيجيبوا كل هالتواضع بإنّهن ع شوي، يتركوا أغانيهن الخاصة، إنْ وُجِدَت، وما يغنّوا إلا لفيروز.. تحيّة تقدير ومحبّة للكبير جورج وسوف".
رد ريما الرحباني وتصريح وسوف أثارا حفيظة بعض الفنانين الذين غنوا في السابق لفيروز. ومن هؤلاء، المغنية، إليسا، التي نشرت مقطعاً لفيديو عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، وهي تغني للسيدة فيروز في إحدى حفلاتها أغنية "وطني". وعلقت عليه "نعم ونعم وبكل فخر سوف أجرؤ دائماً على الغناء لأسطورتنا الجميلة فيروز. هي موجودة في قلوبنا دائما".
ليست المرة الأولى التي يطلب فيها "الرحابنة"، وخصوصاً ريما الرحباني، من المغنين عدم الاقتراب من أغاني فيروز. وتعود بنا الذاكرة إلى بيان صدر قبل سنوات، يمنع فيه ورثة الرحابنة المطربين من غناء أغنياتهم، لكن دون التزام من الفنانين. مرة جديدة، يفتح النقاش حول أحقية الغناء لفنانة من الزمن الجميل، في وقت لا يقوم بعض المغنين أنفسهم باحترام خصوصية الفنان الكبير، واعتبارهم أن الفن أو الغناء مشاع للجميع.
ليست هذه المرة الأولى التي يمنع أو يتمنى "ورثة" الرحابنة من الفنانين والجمهور عدم الاقتراب من إرثهم الفني والغنائي. لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر جدية، خصوصاً أن الفنان جورج وسوف يغني لكل "العمالقة" في حفلاته من أغاني أم كلثوم إلى أغاني سيد مكاوي، مروراً بأغاني ميادة الحناوي ونجاة الصغيرة.
في المحصلة، لم تؤد الأمنيات، أو حتى المواجهة القانونية، في منع البعض من تداول أو غناء وحتى تسجيل أغنية قديمة، أصحابها لا يريدون ذلك، أمام مواجهات على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات. ما شكل انقلاباً في السنوات الأخيرة، وليبقى طلب ريما الرحباني من الجمهور أو المغنين مجرد أمنية لا يمكن تحقيقها اليوم.
